موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: دَرَجاتُ الإيثارِ


ذكَرَ أبو إسماعيلَ الهَرَويُّ في كتابِه (منازِلُ السَّائِرين) أنَّ للإيثارِ ثلاثَ دَرَجاتٍ:
الدَّرجةُ الأولى: (أن تؤثِرَ الخَلْقَ على نَفْسِك فيما لا يَحرُمُ عليك دينًا، ولا يقطَعُ عليك طريقًا، ولا يُفسِدُ عليك وَقتًا) .
قال ابنُ القَيِّمِ في شرحِه لهذه الدَّرَجةِ: (يعني: أن تُقَدِّمَهم على نَفسِك في مصالحِهم، مِثلُ: أن تُطعِمَهم وتجوعَ، وتكسُوَهم وتَعْرى، وتَسقيهَم وتَظمَأَ، بحيثُ لا يؤدِّي ذلك إلى ارتكابِ إتلافٍ لا يجوزُ في الدِّينِ) .
الدَّرجةُ الثَّانيةُ: (إيثارُ رِضا اللهِ تعالى على رِضا غيرِه، وإن عَظُمَت فيه المحَنُ وثَقُلَت به المُؤَنُ، وضَعُفَ عنه الطَّولُ والبَدَنُ) .
قال ابنُ القَيِّمِ: (هو أن يُريدَ ويفعَلَ ما فيه مَرضاتُه ولو أغضَبَ الخَلْقَ، وهي دَرَجةُ الأنبياءِ وأعلاها للرُّسُلِ عليهم صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه، وأعلاها لأُولي العَزْمِ منهم، وأعلاها لنبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) .
الدَّرجةُ الثَّالثةُ: (إيثارُ إيثارِ اللهِ تعالى) .
 قال ابنُ القَيِّمِ: (يعني بإيثارِ إيثارِ اللهِ: أن تَنسُبَ إيثارَك إلى اللهِ دونَ نَفسِك، وأنَّه هو الذي تفرَّدَ بالإيثارِ لا أنت، فكأنَّك سلَّمْتَ الإيثارَ إليه، فإذا آثَرْتَ غيرَك بشيءٍ فإنَّ الذي آثَرَه هو الحَقُّ لا أنت، فهو المُؤثِرُ حقيقةً...) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((منازل السائرين)) (ص: 57).
  2. (2) ((مدارج السالكين)) (2/297).
  3. (3) ((منازل السائرين)) لعبد الله الأنصاري الهروي (ص: 58).
  4. (4) ((مدارج السالكين)) (2/299).                  
  5. (5) ((منازل السائرين)) لعبد الله الأنصاري الهروي (ص: 58).
  6. (6) ((مدارج السالكين)) (2/302).