أ- مِنَ الشِّعرِ
1- قال صالحُ بنُ عبدِ القُدُّوسِ:ودَعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لك صاحِبًا
إنَّ الكذوبَ يَشينُ حُرًّا يَصحَبُ
وزِنِ الكلامَ إذا نطَقْتَ ولا تكُنْ
ثَرثارةً في كُلِّ نادٍ يَخطُبُ
واحفَظْ لِسانَك واحتَرِزْ مِن لَفظِه
فالمرءُ يَسلَمُ باللِّسانِ ويَعطَبُ
2- وقال أبو إسحاقَ الإلبيريُّ:ولقد عَجِبتُ لمُؤمِنٍ في شِدقِه
جَرسٌ كناقوسٍ ببِيعةِ
كافِرِ
لَسِنٍ
يُهَينِمُ
دائبًا ولمَا يَرى
أنَّ اللِّسانَ كمِثلِ لَيثٍ هاصِرِ
ولو أنَّني أدعو الكلامَ أجابني
كإجابةِ المأسورِ دَعوةَ آسِرِ
لكنْ رأيتُ نبيَّنا قد عابه
من كُلِّ ثَرثارٍ وأشدَقَ شاعِرِ
فصَمَتُّ إلَّا عن تُقًى ولرُبَّما
قذَفَتْ بحارُ قريحتي بجواهِرِ
3- قال أبو مَسهَرٍ: قد أرى كثرةَ الكلامِ قَبيحًا
كلُّ قولٍ يَشينُه الإكثارُ
4- وقال محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ زِنجيٍّ:أنت من الصَّمتِ آمِنُ الزَّلَلِ
ومِن كثيرِ الكلامِ في وَجَلِ
لا تَقُلِ القَولَ ثمَّ تُتبِعْه
يا ليتَ ما كنتُ قُلتُ لم أقُلِ
5- وقال ابنُ أبي بَكرٍ المقريُّ:زيادةُ القولِ تحكي النَّقصَ في العَمَلِ
ومَنطِقُ المرءِ قد يَهديه للزَّلَلِ
إنَّ اللِّسانَ صغيرٌ جِرمُه وله
جُرمٌ كبيرٌ كما قد قيل في المثَلِ
6- وقال نصرُ بنُ أحمدَ:لِسانُ الفتى حَتفُ الفتى حينَ يَجهَلُ
وكلُّ امرئٍ ما بَيْنَ فكَّيهِ مَقتَلُ
وكم فاتحٍ أبوابَ شَرٍّ لنَفسِه
إذا لم يكُنْ قُفلٌ على فيه مُقفَلُ
7- وقال أبو العتاهيةِ:واعمِدْ إلى صِدقِ الحديـ
ــثِ فإنَّه أزكى فنونِه
والصَّمتُ أجمَلُ بالفتى
من مَنطِقٍ في غيرِ حِينِه
لا خَيرَ في حَشوِ الكلا
مِ إذا اهتدَيتَ إلى عُيونِه
8- وقال بعضُهم:عَوِّد لسانَك قِلَّةَ اللَّفظِ
واحفَظْ كَلامَك أيَّما حِفظِ
إيَّاك أن تَعِظَ الرِّجالَ وقد
أصبَحْتَ محتاجًا إلى الوَعظِ
9- قال أبو جعفَرٍ أحمدُ بنُ ليون:نَزِّهْ لِسانَك عن قَولٍ تُعابُ به
وارغَبْ بسَمعِك عن قيلٍ وعن قالِ
لا تَبْغِ غيرَ الذي يَعنيك واطَّرِحِ ال
فضولَ تحيا قريرَ العَينِ والبالِ