موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم


وردَت آثارٌ كثيرةٌ فيها الحَثُّ على اجتنابِ الثَّرثَرةِ أو كثرةِ الكلامِ؛ منها على سبيلِ الإيجازِ:
- قال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (يمنَعُني ‌كثرةَ ‌الكلامِ مخافةُ المباهاةِ) .
- عن الفُضَيلِ بنِ عِياضٍ قال: (المُؤمِنُ قليلُ الكلامِ كثيرُ العَمَلِ، والمُنافِقُ كثيرُ الكلامِ قليلُ العَمَلِ، كلامُ المُؤمِنِ حُكمٌ، وصَمتُه تفَكُّرٌ، ونَظَرُه عِبرةٌ، وعَمَلُه بِرٌّ، وإذا كُنتَ كذا لم تَزَلْ في عبادةٍ) .
- عن بِشرِ بنِ الحارِثِ قال: (خَصلَتانِ تُقَسِّيان القَلبَ: كَثرةُ الكلامِ، وكثرةُ الأكلِ) .
- عن أبي إسحاقَ الخَوَّاصِ قال: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ ثلاثةً ويُبغِضُ ثلاثةً؛ فأمَّا ما يحِبُّ: فقِلَّةُ الأكلِ، وقِلَّةُ النَّومِ، وقِلَّةُ الكلامِ، وأمَّا ما يُبغِضُ: فكثرةُ الكلامِ، وكثرةُ الأكلِ، وكثرةُ النَّومِ) .
- عن محمَّدِ بنِ النَّضرِ الحارِثيِّ قال:(كان يقالُ: كَثرةُ الكلامِ تَذهَبُ بالوَقارِ) .
- وقال الخَطَّابُ بنُ المُعَلَّى المخزوميُّ موصيًا ابنَه: (إيَّاك وهَذَرَ الكلامِ وكَثرةَ الضَّحِكِ، والمُزاحَ ومهازلةَ الإخوانِ؛ فإنَّ ذلك يُذهِبُ البهاءَ ويوقِعُ الشَّحناءَ، وعليك بالرَّزانةِ والتَّوقُّرِ من غيرِ كِبرٍ يُوصَفُ منك، ولا خُيَلاءَ تُحكى عنك) .
- وقال الأحنَفُ بنُ قَيسٍ: (الصَّمتُ أمانٌ من تحريفِ اللَّفظِ، وعِصمةٌ من زَيغِ المنطِقِ، وسلامةٌ من فُضولِ القَولِ، وهَيبةٌ لصاحِبِهـ) .
- وعن موسى بنِ عُقَيلٍ: أنَّ الأحنَفَ بنَ قَيسٍ كان يقولُ: (مَن كَثُر كلامُه وضَحِكُه ومُزاحُه قَلَّت هَيبتُه، ومَن أكثَرَ مِن شيءٍ عُرِف بهـ) .
- وعن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي زكريَّا، قال: (مَن كَثُر كلامُه كَثُر سَقَطُه، ومَن كَثُر سَقَطُه قَلَّ وَرَعُه، ومَن قَلَّ ورَعُه أمات اللهُ قَلْبَهـ) .
- وعن شُفَيٍّ الأصبَحيِّ، قال: (مَن كَثُر كلامُه كَثُرت خطيئتُهـ) .
- وعن معروفٍ الكَرْخيِّ، قال: (كلامُ العبدِ فيما لا يَعنيه خِذلانٌ من اللهِ عزَّ وجَلَّ لهـ) .
- وقال ابنُ المقَفَّعِ: (صيانةُ القَولِ خَيرٌ مِن سُوءِ وَضعِه، وإنَّ كَلِمةً واحِدةً من الصَّوابِ تُصيبُ مَوضِعَها خيرٌ مِن مِئةِ كَلِمةٍ تقولُها في غيرِ فُرَصِها ومواضِعِها) .
- وقال سُلَيمانُ بنُ عبدِ المَلِكِ: (الكلامُ فيما يعنيك خيرٌ من السُّكوتِ عمَّا يَضُرُّك، والسُّكوتُ عمَّا لا يَعنيك خيرٌ من الكلامِ فيما يَضُرُّك) .
وقال القاسميُّ: (على المتكَلِّمِ أن يتجَنَّبَ الحَلِفَ في كلامِه وإن كان صادِقًا؛ توقيرًا للَّفظِ الكريمِ، وتباعُدًا عن إيهامِ الدَّخَلِ في كلامِه لترويجِ مَأرَبِه... وعليه ألَّا يكونَ مِكثارًا من القولِ، مُستغرِقًا الجَلسةَ في طولِ حَديثِه، مُلجِمًا الغيرَ عن المُشاركةِ؛ فإنَّ ذلك مُضجِرٌ للجُلَساءِ، ومن دلائِلِ الطَّيشِ والخِفَّةِ، فمَن بَسَط لسانَه قَبَض إخوانَه، ودواؤه الإعراضُ؛ لأنَّ حُسنَ الاستماعِ قُوَّةٌ للمُحَدِّثِ) .
وقال عَمرُو بنُ العاصِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (الكلامُ كالدَّواءِ؛ إن أقلَلْتَ منه نَفَع، وإن أكثَرْتَ منه صَرَع) .
 وقال لوَلَدِه عبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما: (قَصِّرْ إذا قُلتَ، واقتَصِرْ إذا طُلْتَ، وإيَّاك والإكثارَ فإنَّه شَينُ العاقِلِ، وحَينُ الجاهِلِ) .
 وقال بُزُرْجُمِهْر: مَن مَلَكَه طُولُ لِسانِه، أهلكَه فَضلُ بَيانِه .
وقال منصورٌ الفقيهُ: ولا تُكثِرَنَّ فخَيرُ الكلامِ القليلُ الحُروفِ الكثيرُ المعاني .

انظر أيضا:

  1. (1) ((التاريخ الكبير)) للبخاري (2/ 351).
  2. (2) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 98).
  3. (3) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 350).
  4. (4) ((شعب الإيمان)) للبيهقي (7/ 488).
  5. (5) ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 67).
  6. (6) الهَذَرُ: الهَذَيانُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 325).
  7. (7) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان (ص: 198).
  8. (8) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان (ص: 43).
  9. (9) ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 209).
  10. (10) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (5/149).
  11. (11) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (5/167).
  12. (12) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/361)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (7/ 87).
  13. (13) ((الأدب الصغير والأدب الكبير)) (ص: 89).
  14. (14) ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/ 251).
  15. (15) ((جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب)) (ص: 65).
  16. (16) يُنظَر: ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 230).
  17. (17) الشَّينُ: خِلافُ الزَّينِ، وشانَه، أي: عابه. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (5/ 2147).
  18. (18) أي: هَلاكُ. يُنظَر: ((العين)) للخليل (3/ 304).
  19. (19) يُنظَر: ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 230).
  20. (20) يُنظَر: ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 230).
  21. (21) يُنظَر: ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 81).