موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: (أحبِبْ حبيبَك هَونًا ما؛ عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضَك هَونًا ما؛ عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما) .
- وقال بعضُ الصَّحابةِ: (مَن أراد فَضلَ العابِدين فلْيُصلِحْ بَيْنَ النَّاسِ، ولا يوقِعْ بَيْنَهم العداوةَ والبَغْضاءَ) .
- وقال أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ: (حاجةُ المرءِ إلى النَّاسِ مع محبَّتِهم إيَّاه خيرٌ من غِناه عنهم مع بُغضِهم إيَّاه، والسَّبَبُ الدَّاعي إلى صَدِّ محبَّتِهم له هو التَّضايُقُ في الأخلاقِ وسوءُ الخُلُقِ؛ لأنَّ مَن ضاق خُلُقُه سَئِمَه أهلُه وجيرانُه، واستثقله إخوانُه، فحينَئذٍ تمنَّوا الخلاصَ منه، ودَعَوا بالهلاكِ عليهـ) .
- وقال: (الواجِبُ على النَّاسِ كافَّةً: مجانبةُ الإفكارِ في السَّبَبِ الذي يؤدِّي إلى البَغْضاءِ والمشاحنةِ بَيْنَ النَّاسِ، والسَّعيِ فيما يُفَرِّقُ جمْعَهم، ويُشَتِّتُ شَمْلَهم) .
 - وقال ابنُ القَيِّمِ: (البُغْضُ والكراهةُ أصلُ كُلِّ تَركٍ ومَبدؤُهـ) .
- وقال أبو حامِدٍ الغَزاليُّ: (اعلَمْ أنَّ الأُلفةَ ثَمَرةُ حُسنِ الخُلُقِ، والتَّفَرُّقَ ثَمَرةُ سُوءِ الخُلُقِ؛ فحُسنُ الخُلُقِ يُوجِبُ التَّحابَّ والتَّآلُفَ والتَّوافُقَ، وسوءُ الخُلُقِ يُثمِرُ التَّباغُضَ والتَّحاسُدَ والتَّدابُرَ، ومهما كان المثمِرُ محمودًا كانت الثَّمَرةُ محمودةً) .
- عن أبي قِلابةَ (أنَّ أبا الدَّرداءِ مَرَّ على رجُلٍ قد أصاب ذنبًا، فكانوا يسبُّونَه، فقال: أرأيتُم لو وجَدتُموه في قَليبٍ، ألم تكونوا مُستخرِجيه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تَسُبُّوا أخاكم، واحمَدوا اللهَ الذي عافاكم، قالوا: أفلا تُبغِضُه؟ قال: إنَّما أبغِضُ عَمَلَه، فإذا تركَه فهو أخي) .
- وعن مُبارَكٍ أبي حمَّادٍ، قال: سمِعتُ سُفيانَ الثَّوريَّ يقولُ فيما أوصى به عليَّ بنَ الحَسَنِ السُّلَميَّ: (لا تُبغِضْ أحدًا ممَّن يطيعُ اللَّهَ، كنْ رحيمًا للعامَّةِ والخاصَّةِ، ولا تقطَعْ رَحِمَك، وصِلْ مَن قطَعَك، وصِلْ رَحِمَك وإن قطَعَك، وتجاوَزْ عمَّن ظَلَمك تكُنْ رفيقَ الأنبياءِ والشُّهَداءِ) .
- وقال له أيضًا: (صِلْ رَحِمَك وقرابَتَك وجيرانَك وإخوانَك، ثمَّ إذا رَحِمْتَ رَحِمتَ مِسكينًا أو يتيمًا أو ضعيفًا... وإيَّاك والشُّحَّ؛ فإنَّ الشُّحَّ يُفسِدُ عليك دينَك، ولا تَعِدَنَّ أحَدًا شيئًا فتُخلِفَه فتَستبدِلَ بالمودَّةِ بُغضًا، وإيَّاك والشَّحناءَ؛ فإنَّه لا تُقبَلُ توبةُ عَبدٍ يكونُ بينه وبين أخيه شَحناءُ، وإيَّاك والبَغْضاءَ؛ فإنَّما هي الحالقةُ، وعليك بالسَّلامِ لكُلِّ مُسلِمٍ يخرُجِ الغِلُّ والغِشُّ من قَلبِك، وعليك بالمصافَحةِ تكُنْ محبوبًا إلى النَّاسِ... ولا تحِبَّ إلَّا في اللَّهِ، ولا تُبغِضْ إلَّا في اللَّهِ، فإنْ لم تفعَلْ كان سيماك سيما المُنافِقين) .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه من طرُقٍ: البخاري في ((الأدب المفرد)) (1321)، وابن أبي شيبة (37026)، والطبري في ((مسند علي)) (438). صحَّحه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (13/66)، وحسَّنه لغيره الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (992)، وحسَّن إسناده البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (6/106).
  2. (2) ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 521).
  3. (3) ((روضة العقلاء)) (66).
  4. (4) ((روضة العقلاء)) (ص: 176).
  5. (5) ((الجواب الكافي)) (ص: 192).
  6. (6) ((إحياء علوم الدين)) (2/ 157).
  7. (7) ((جامع معمر بن راشد)) (11/ 180).
  8. (8) يُنظر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 84)، ((التذكرة)) لابن حمدون (1/ 220).
  9. (9) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 61، 62).