موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: آثارُ الانتِقامِ


للانتقامِ آثارٌ سَيِّئةٌ تعودُ على المنتَقِمِ نفسِه، ومن هذه الآثارِ:
1- أنَّ صاحِبَ هذه الصِّفةِ لا ينالُ السِّيادةَ والشَّرَفَ:
 عن داودَ بنِ رشيدٍ قال: قالت حُكَماءُ الهندِ: (لا ظَفَرَ مع بَغيٍ... ولا سُؤدُدَ مع انتقامٍ) .
وعن ابنِ الكَلبيِّ عن أبيه، قال: (كان سَلمُ بنُ نَوفَلٍ الدِّيليُّ سَيِّدَ بني كِنانةَ، فخرج عليه ذاتَ ليلةٍ رَجُلٌ من قومِه، فضربه بالسَّيفِ، فأُخِذ بعدَ أيَّامٍ، فأُتيَ به سَلمُ بنُ نَوفَلٍ، فقال: ما الذي فعَلْتَ؟ أمَا خَشِيتَ انتقامي؟! قال له: فلِمَ سَوَّدْناك إلَّا أن تَكظِمَ الغَيظَ، وتعفوَ عن الجاني، وتحلُمَ عن الجاهِلِ، وتحتَمِلَ المكروهَ في النَّفسِ والمالِ. فخلَّى سبيلَه، فقال فيه الشَّاعِرُ:
يسودُ أقوامٌ وليسوا بقادةٍ
بل السَّيِّدُ المعروفُ سَلمُ بنُ نَوفَلِ
2- أنَّ الانتِقامِ يخرِجُ صاحِبَه عن الكَرَمِ؛ قال بعضُ البُلَغاءِ: (ليس من عادةِ الكرامِ سُرعةُ الانتِقامِ، ولا من شُروطِ الكَرَمِ إزالةُ النِّعَمِ) .
3- أنَّ المنتَقِمَ لا يجِبُ شُكرُه ولا يُحمَدُ ذِكرُه:
قال الأبشيهيُّ: (قيل: من انتقم فقد شفى غيظَه، وأخَذ حَقَّه، فلم يجِبْ شُكرُه، ولم يُحمَدْ في العالَمين ذِكْرُهـ) .
4-  أنَّ الانتِقامَ يَعقُبُه النَّدامةُ:
قال ابنُ القَيِّمِ: (فما انتقم أحدٌ لنفسِه قَطُّ إلَّا أعقَبه ذلك ندامةً) .
5- يُولِّدُ بَيْنَ النَّاسِ الأحقادَ والضَّغائِنَ، ويزيدُ في الخُصوماتِ.
6- الانتِقامُ قد يترَتَّبُ عليه ما لا تُحمَدُ عُقباه.

انظر أيضا:

  1. (1) ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (4/358). ويُنظَر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 190، 191).
  2. (2) ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (4/498).
  3. (3) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (1/320).
  4. (4) ((المستطرف)) (ص: 197).
  5. (5) ((مدارج السالكين)) (2/303).