أ- من الشِّعرِ
1- قال بعضُ الشُّعَراءِ:إذا المرءُ لم يمدحْه حُسنُ فِعالِه
فمادِحُه يَهذي وإن كان مُفْصِحَا
.
2- وقال آخَرُ:إذا المرءُ لم يمدَحْه حُسنُ فِعالِه
فليس له -واللهِ- ما عاش مادِحُ
.
3- وقال غيرُه:وما شَرَفٌ أن يَمدَحَ المرءُ نَفسَه
ولكِنَّ أعمالًا تَذُمُّ وتَمدَحُ
.
4- وفي النَّهيِ عن الإفراط في المدحِ أنشَدَ الخطَّابيُّ:ولا تَغُلْ في شيءٍ من الأمرِ واقتَصِدْ
كِلا طرَفَيْ قَصدِ الأمورِ ذَميمُ
.
5-وقال آخَرُ:عليك بأوساطِ الأمورِ فإنَّها
نجاةٌ ولا تركَبْ ذَلولًا ولا صَعْبَا
.
6-وقال أعشى بني رَبيعةَ:ما أنا في أهلي ولا في عشيرتي
بمهتَضَمٍ حَقِّي ولا قارعٍ سِنِّي
ولا مُسلِمٍ مولايَ عندَ جنايةٍ
ولا خائِفٍ مولاي من سوءِ ما أجني
وإنَّ فؤادًا بين جنبَيَّ عالمٌ
بما أبصَرَت عيني وما سَمِعَت أُذْني
وفضَّلني في الشِّعرِ واللُّبِّ أنَّني
أقولُ على عِلمٍ وأعلَمُ ما أعني
فأصبَحتُ إن فضَّلْتُ مروانَ وابنَه
على النَّاسِ قد فضَّلتُ خيرَ أبٍ وابنِ
.
7- قال الشَّاعِرُ:لا يُلهِيَنَّك من فتًى سِربالُه
وبهاءُ مَنظَرِه ورَونقُ نَفثِه
أو تقتَحِمْه من رَثاثةِ زِيِّهِ
فتجولُ في إطرائِه أو مَغْثِه
حتَّى تبيَّنَ قَدْرَه عن فَرِّهِ
ولُجَينَه ولَجِينَه عن بحْثِه
والنَّفثُ: المرادُ به الكلامُ، والإطراءُ: المبالَغةُ في المدحِ، والمَغْثُ: ضِدُّه، واللُّجَينُ -مُصغَّرًا-: الفِضَّةُ، واللَّجِينُ-مِثلُ أميرٍ- زَبَدُ أفواهِ الإبِلِ، وما سقط من الوَرِقِ عند الخَبطِ. وأُطلِقَ اللُّجَينُ واللَّجينُ على محمودِ الأخلاقِ ومذمومِها، كما يقولون: إنَّ فلانًا لا يُفَرِّقُ بين لُجَينِ الكلامِ ولَجينِه، أي: بين جَيِّده ورديئِه
.