موسوعة الأخلاق والسلوك

ثامِنًا: أسبابُ الوُقوعِ في التَّنازُعِ والاختِلافِ


1- قِلَّةُ العَقلِ.
 (وقد بَيَّنَ تعالى في سورةِ الحَشرِ أنَّ اختِلافَ القُلوبِ، والمُنازَعاتِ الشَّديدةَ، وتَشَتُّتَ الآراءِ والأفكارِ، وعَدَمَ الاتِّحادِ؛ أنَّ سَبَبَ هذا الذي يجتَلبُه به إنَّما هو ذَهابُ العَقلِ وعَدَمُ العَقلِ؛ لأنَّ العاقِلَ لا يتَسَبَّبُ في المُخالفةِ؛ لأنَّك إذا اختَلفتَ أنتَ وأخوك كان تَدبيرُه وكُلُّ ما عِندَه مِن قوَّةٍ يعمَلُ ضِدَّك، فإذا كُنتَ عاقِلًا -ولو عَقلًا دُنيويًّا- كان تَسبُّبُك في أن يكونَ مَعَك؛ لأنَّ كونَ قوَّتِه وما أعطاه اللهُ في صالحِك خَيرٌ لك مِن أن يكونَ في غَيرِ ذلك؛ ولذا بَيَّن تعالى أنَّ سَبَبَ اختِلافِ القُلوبِ هو ضَعفُ العُقولِ وعَدَمُها) .
2- تَصدُّرُ الجَهَلةِ. وكان يُقالُ: (إذا ازدَحَمَ الجَوابُ خَفِيَ الصَّوابُ، اللَّغَطُ يكونُ مَعَه الغَلَطُ، لو سَكتَ مَن لا يعلمُ سَقَطَ الاختِلافُ) ، وقد قال بَعضُ أهلِ العِلمِ: (لو سَكتَ مَن لا يعلمُ لاستَرَحْنا) .
3- الغَفلةُ عن آثارِ التَّنازُعِ السَّيِّئةِ وعَواقِبِه الوخيمةِ.
4- اتِّباعُ الهَوى.
5- التَّكاثُرُ مِن حُطامِ الدُّنيا، والتَّنافُسُ في تَحصيلِها، ومِن ذلك التَّنازُعُ على المُلكِ وغَيرِه؛ (فإنَّ المُلكَ مَنصِبٌ شَريفٌ مَلذوذٌ، يشتَمِلُ على جَميعِ الخَيراتِ الدُّنيويَّةِ والشَّهَواتِ البَدَنيَّةِ والمَلاذِّ النَّفسانيَّةِ؛ فيقَعُ فيه التَّنافُسُ غالبًا، وقَلَّ أن يُسلِّمَه أحَدٌ لصاحِبِه إلَّا إذا غَلبَ عليه، فتَقَعُ المُنازَعةُ، وتُفضي إلى الحَربِ والقِتالِ والمُغالبةِ) .
6- ازدحامُ الأغراضِ .
7- الأثَرةُ وحُبُّ الدُّنيا وطَلَبُ الرِّئاسةِ. قال مُحَمَّدٌ الغَزاليُّ: (لو غَلغَلتَ النَّظَرَ في كثيرٍ مِنَ الانقِساماتِ لرَأيتَ حُبَّ الدُّنيا والأثَرةَ العَمياءَ تَكمُنُ وراءَ هذه الحَزازاتِ) .
8- ومِن أكبَرِ أسبابِ النِّزاعِ: تَقديمُ المَصالحِ الشَّخصيَّةِ والأغراضِ الدُّنيويَّةِ على المَصالحِ العامَّةِ .
9- التَّعَصُّبُ للآراءِ والمَذاهِبِ.
10- البَغيُ والظُّلمُ الحاصِلُ مِن بَعضِ النَّاسِ على بَعضٍ.
11- اتِّباعُ المُتَشابِهِ مِنَ النُّصوصِ، وتَأويلُها تَأويلًا باطِلًا.
12- الإعجابُ بالنَّفسِ والغُرورُ.
13- إهمالُ نُصوصِ الشَّرعِ.
14- سوءُ الظَّنِّ بالآخَرينَ واتِّهامُهم بلا بَيِّنةٍ.

انظر أيضا:

  1. (1) ((العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير)) (5/ 85).
  2. (2) يُنظَر: ((جامع بيان العلم وفضلهـ)) لابن عبد البر (1/ 584).
  3. (3) يُنظَر: ((الجليس الصالح الكافي)) للمعافى بن زكريا (ص: 610).
  4. (4) يُنظَر: ((العبر وديوان المبتدأ والخبر)) لابن خلدون (1/ 193).
  5. (5) يُنظَر: ((العبر وديوان المبتدأ والخبر)) لابن خلدون (1/ 240).
  6. (6) ((خلق المسلم)) (ص: 186).
  7. (7) يُنظَر: ((العذب النمير)) للشنقيطي (5/84).