موسوعة الأخلاق والسلوك

موقِفُ أعداءِ المُسلِمين من الأخلاقِ الإسلاميَّةِ


(أدرَكَ أعداءُ المُسلمينَ الحَقائِقَ عن مَكارِمِ الأخلاقِ، فعَمِلوا على إفسادِ أخلاقِ المُسلمينَ بكُلِّ ما أوتوا من مَكرٍ ودَهاءٍ، وبكُلِّ ما أوتوا من وسائِلَ مادِّيَّةٍ وشَياطينِ إغواءٍ؛ ليُبَعثِروا قواهمُ المُتَماسِكةَ بالأخلاقِ الإسلاميَّةِ العَظيمةِ، وليُفتِّتوا وَحدَتهمُ التي كانت مِثلَ الجَبَلِ الرَّاسِخِ الصُّلبِ قوَّةً، ومِثلَ الجَنَّةِ الوارِفةِ المُثمِرةِ خُضرةً وبهاءً وثَمَرًا وماءً.
إنَّ أعداءَ المُسلمينَ قد عَرَفوا أنَّ الأخلاقَ الإسلاميَّةَ في أفرادِ المُسلمينَ تُمَثِّلُ مَعاقِدَ القوَّةِ، فجَنَّدوا لغَزوِ هذه المَعاقِدِ وكَسرِها جُيوشَ الفَسادِ والفِتنةِ.
ولقد كان غَزوُهم للأخلاقِ الإسلاميَّةِ من عِدَّةِ جَبَهاتٍ:
1- لقد عَرَفوا أنَّ النَّبعَ الأساسيَّ الذي يُزَوِّدُ الإنسانَ المُسلمَ بالأخلاقِ الإسلاميَّةِ العَظيمةِ إنَّما هو الإيمانُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، فصَمَّموا على أن يَكسِروا مَجاريَ هذا النَّبعِ العَظيمِ، ويَسُدُّوا عُيونَه، ويَقطَعوا شَرايينَه.
2- وعَرَفوا أنَّ تَفهُّمَ مَصادِرِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ تَفهُّمًا سَليمًا هو الذي يَمُدُّ نَبعَ الإيمانِ بما يَتَطَلَّبُه من مَعارِفَ، فمَكَروا بالعُلومِ الإسلاميَّةِ، وبالدِّراساتِ المُتَعلِّقةِ بها مَكرًا بالغًا، وذلك ما بَينَ حَجبٍ لها تارةً، وتَلاعُبٍ بمَفاهيمِها أخرى، وتَشويهٍ لها أو جُحودٍ ومُضايَقةٍ لروَّادِها ومُبلِّغيها، كُلُّ ذلك في حَربٍ مُستَمِرَّةٍ لا تَعرِفُ كَللًا ولا مَللًا.
3- وعَرَفوا قيمةَ الإفسادِ العَمَليِّ التَّطبيقيِّ، فوجَّهوا جُنودَهم لغَمسِ أبناءِ المُسلمينَ في بيئاتٍ مَشحونةٍ بالانحِلالِ الخُلُقيِّ، بُغيةَ إصابَتِهم بالرَّذائِلِ الخُلُقيَّةِ عن طَريقِ العَدوى، وسِرايةِ الفسادِ بقوَّةِ تَأثيرِ البيئةِ، واستِمراءِ الشَّهَواتِ المُرتَبطةِ برَذائِلِ الأخلاقِ.
4- وعَرَفوا قيمةَ إفسادِ المَفاهيمِ والأفكارِ، فجَنَّدوا جُيوشَ المُضَلِّلينَ الفِكريَّينَ، الذينَ يَحمِلونَ إلى أبناءِ المُسلمينَ الأفكارَ والمَفاهيمَ والفلسَفاتِ الباطِلةَ ضِمنَ وارِداتِ المَعارِفِ المادِّيَّةِ الصَّحيحةِ، ذاتِ المُنجَزاتِ الحَضاريَّةِ المُدهِشةِ، وعن طَريقِ هذا الغَزوِ الفِكريِّ الخَطيرِ يُدخِلونَ السُّمَّ في الدَّسَمِ.

انظر أيضا: