أ- مِن الشِّعرِ
1- قال الشَّافِعيُّ:قالوا: سَكَتَّ وقد خُوصِمْتَ قُلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشَّرِّ مِفتاحُ
والصَّمتُ عن جاهِلٍ أو أحمَقَ شَرَفٌ
وفيه أيضًا لصَونِ العِرْضِ إصلاحُ
.
2- وقال أيضًا:أعرِضْ عن الجاهِلِ السَّفيهِ
فكُلُّ ما قال فَهْوَ فيه
ما ضَرَّ بحرُ الفُراتِ يومًا
أنْ خاض بعضُ الكِلابِ فيه
3- وقال أيضًا:يُخاطِبُني السَّفيهُ بكُلِّ قُبحٍ
فأكرَهُ أن أكونَ له مُجيبَا
يزيدُ سَفاهةً فأزيدُ حِلمًا
كعُودٍ زادَه الإحراقُ طِيبَا
4- وقال حاتِمٌ الطَّائيُّ:وما مِن شِيمتي شَتمُ ابنِ عَمِّي
وما أنا مخلِفٌ مَن يرتجيني
وكَلِمةَ حاسِدٍ في غيرِ جُرمٍ
سمِعْتُ فقُلتُ مُرِّي فانفُذيني
فعابوها عَلَيَّ ولم تَسُؤْني
ولم يَعْرَقْ لها يومًا جَبيني
.
5- وقال محمودٌ الوَرَّاقُ:سأُلزِمُ نفسي الصَّفحَ عن كُلِّ مُذنِبٍ
وإنْ كَثُرَت منه عليَّ الجرائِمُ
وما النَّاسُ إلَّا واحِدٌ من ثلاثةٍ
شريفٌ ومشروفٌ ومِثلي مُقاوِمُ
فأمَّا الذي فوقي فأعرِفُ فَضلَه
وألزَمُ فيه الحَقَّ والحَقُّ لازِمُ
وأمَّا الذي دوني فإن قال صُنتُ عن
مقالتِه نفسي وإن لام لائِمُ
وأمَّا الذي مِثلي فإن زَلَّ أو هَفا
تفضَّلْتُ إنَّ الفَضلَ للحُرِّ حاكِمُ
.
6- وقال آخَرُ:لا يَبلُغُ المجدَ أقوامٌ وإن كَرُموا
حتَّى يَذِلُّوا وإن عَزُّوا لأقوامِ
ويُشتَموا فترى الألوانَ مُسفِرةً
لا صَفْحَ ذُلٍّ ولكِنْ صَفحَ أحلامِ
.
7- وقال الشَّاعِرُ:وبعضُ انتقامِ المرءِ يُزري بعِرْضِه
وإنْ لم يقَعْ إلَّا بأهلِ الجرائِمِ
وما كُلُّ ذي قَرضٍ يُجازَى بمِثْلِه
ألَا إنَّما تُجزى قُروضُ الأكارِمِ
وذِكرُ ذُنوبِ الوَغدِ
تَرفَعُ قَدرَه
وإن عَبَثت أطرافُه بالمظالِمِ
.
8- وقال آخَرُ:خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بعُرفٍ كما
أُمِرْتَ وأعرِضْ عن الجاهِلينْ
ولِنْ في الكَلامِ لكُلِّ الأنامِ
فمُستحسَنٌ من ذوي الجاهِ لِينْ
.
9- وقال الشَّاعِرُ:تَغافَلْ فليس السَّرْوُ
إلَّا التَّغافُلُ
وليس سُقوطُ القَدْرِ إلَّا التَّعاقُلُ
ولا تتجاهَلْ إنْ مُنِيتَ بجاهِلٍ
فليس فسادُ الجاهِ إلَّا التَّجاهُلُ
ولا تتطاوَلْ إن تطاوَلَ أحمَقٌ
فرأسُ حماقاتِ الرِّجالِ التَّطاوُلُ
.
10- وقال رجُلٌ من بني سَلولَ:ولقد أمُرُّ على اللَّئيمِ يَسُبُّني
فمَضَيتُ ثُمَّتَ قُلتُ: لا يَعْنَيني
غَضبانَ ممتَلِئًا عَلَيَّ إهابُه
إنِّي ورَبِّك سُخْطُه يُرضِيني
11- وقال آخَرُ:لا تَرجِعَنَّ إلى السَّفيهِ خِطابَه
إلَّا جوابَ تحيَّةٍ حيَّاكَها
فمتى تُحَرِّكْه تُحَرِّكْ جيفةً
تزدادُ نَتْنًا ما أرَدْتَ حِراكَها