موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: صُوَرُ كِتمانِ السِّرِّ ومَظاهِرُه


1- كِتمانُ ما يريدُ الإنسانُ قَضاءَه من  الحاجاتِ:
من يريدُ أن يقومَ بعَمَلٍ ما فعليه أن يكتُمَه وألَّا يحَدِّثَ به كُلَّ أحَدٍ حتَّى يقومَ بإكمالِه.
وقد قيل: ((مِن وَهْنِ الأمرِ إعلانُه قَبلَ إحكامِهـ)) .
قال الشَّاعِرُ:
وإن أرَدْتَ نجاحًا في كُلِّ آوِنةٍ
فاكتُمْ أمورَك عن حافٍ ومُنتَعِلِ
2- كِتمانُ الأسرارِ الزَّوجيَّةِ:
كِتمانُ الأسرارِ الزَّوجيَّةِ من الأمورِ (التي يجِبُ حِفظُها وعدَمُ إفشائِها... فهو أوَّلًا: حقُّ المرأةِ في عَدَمِ إفشاءِ ما يكونُ منها لزوجِها، وهو ثانيًا: حقُّ الآدابِ الإسلاميَّةِ العامَّةِ التي توصي بسَترِ مِثلِ هذه الأمورِ؛ فالمرءُ مُستأمَنٌ عليها من جِهتَينِ: جِهةِ الآدابِ الإسلاميَّةِ، وجِهةِ صاحِبِ الحَقِّ الخاصِّ) .
فعن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أشَرِّ النَّاسِ عِندَ اللهِ مَنزِلةً يومَ القيامةِ الرَّجُلَ يُفضي إلى امرأتِه وتُفضي إليه ، ثمَّ يَنشُرُ سِرَّها)) .
3- كِتمانُ أسرارِ الدَّولةِ:
لا شَكَّ أنَّ الدُّوَلَ تكونُ لها أسرارُها التي لا ينبغي كَشفُها أو اطِّلاعُ أحدٍ عليها، وخاصَّةً الأسرارَ الحَربيَّةَ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يكتُمُ الأسرارَ، ومنها ما يتعلَّقُ بالأسرارِ الحربيَّةِ والعَسكريَّةِ، فكان من هَدْيِه إذا أراد غزوةً وَرَّى بغَيرِها .
4- كِتمانُ المُصلِحين الاجتماعيِّينَ والمَسؤولينَ في الهيئاتِ القضائيَّةِ والنِّيابةِ العامَّةِ ممَّن يطَّلِعون على الجرائِمِ وغيرِها، أو المُشكِلاتِ الأُسَريَّةِ التي يَصِلُ أمرُها إلى الجِهاتِ الأمنيَّةِ أو جِهاتِ التَّحقيقِ، أو المحاكِمِ أو الهيئاتِ؛ فالواجِبُ على من يطَّلِعُ على هذه الأشياءِ بحُكمِ وظيفتِه أن يكتُمَ هذه الأمورَ ولا يُذيعَها؛ لأنَّ إذاعتَها خيانةٌ للأمانةِ التي اؤتُمِن عليها.
5- كِتمانُ المحامينَ أسرارَ عُمَلائِهم ممَّن أوكلوا إليهم مهمَّةَ الدِّفاعِ عنهم في القضايا.
6- كِتمانُ الأسرارِ بَيْنَ الأصدِقاءِ والأصحابِ.
9- كِتمانُ الأسرارِ بَيْنَ الآباءِ والأبناءِ.
10- كِتمانُ المُراسَلاتِ، سواءٌ كانت بَيْنَ النَّاسِ بعضِهم ببعضٍ، أو كانت بَيْنَ الجِهاتِ الحُكوميَّةِ وغيرِها من المؤَسَّساتِ أو الأفرادِ ذوي الشَّأنِ والأمرِ في الدَّولةِ أو خارِجِها .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظَر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/98)، ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (6/126).
  2. (2) يُنظَر: ((جواهر الأدب)) لأحمد الهاشمي (2/434).
  3. (3) يُنظَر: ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/346).
  4. (4) أي: بالمباشَرةِ والجِماعِ. يُنظَر: ((التيسير بشرح الجامع الصغير)) للمناوي (1/ 350).
  5. (5) أخرجه مسلم (1437).
  6. (6) رواه البخاري (2947)، ومسلم (2769) من حديثِ كَعبِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، ولفظُ البخاريِّ: ((ولم يكُنْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يريدُ غزوةً إلَّا ورَّى بغيرِها)).
  7. (7) يُنظَر: ((كتمان السر وإفشاؤه في الفقه الإسلامي)) لشريف بن أدول (ص: 33 - 39).