موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال عَليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنه:
إذا أظمَأَتْك أكُفُّ الرِّجالِ
كَفَتْك القَناعةُ شِبَعًا ورِيَّا
فكُنْ رَجُلًا رِجْلُه في الثَّرى [6714] الثَّــرَى: التُّــرَابُ النَّدِيُّ. يُنظر: ((مختار الصحاح)) للرازي (ص 49).
وهامةُ هِمَّتِه في الثُّرَيَّا [6715] يُنظر: ((الكشكول)) للعاملي (2/268)، ((صيد الأفكار)) لحسين محمد المهدي (2/330). والثُّرَيَّا: النَّجمُ المعروفُ، وهو تصغيرُ ثروى. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (1/210).
- وقال أيضًا:
ومُحتَرِسٍ مِن نَفسِه خَوفَ ذِلَّةٍ
تَكونُ عليه حُجَّةً هي ما هيَا
فقَلَّصَ بُردَيه وأفضى بقَلبِه
إلى البِرِّ والتَّقوى فنالَ الأمانيَا
وجانَبَ أسبابَ السَّفاهةِ والخَنَا [6716] الخَنا: الفُحشُ في القَولِ. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (2/86).
عَفافًا وتَنزيهًا فأصبَحَ عاليَا
وصانَ عنِ الفحشاءِ نَفسًا كريمةً
أبَت همَّةً إلَّا العُلا والمَعاليا
تَراه إذا ما طاشَ ذو الجَهلِ والصِّبا [6717] الصِّبا: من الصَّبوةِ: جَهلةُ الفُتُوَّةِ واللَّهوِ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/449).
حَليمًا وقورًا ضائِنَ [6718] ضائنٌ: لَيِّنٌ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/252). النَّفسِ هاديَا
له حِلمُ كَهلٍ في صَرامةِ حازِمٍ
وفي العَينِ إن أبصَرتَ أبصَرتَ ساهِيَا
يروقُ صَفاءُ الماءِ مِنه بوَجهِه
فأصبَحَ مِنه الماءُ في الوَجهِ صافيَا
ومِن فَضلِه يرعى ذِمامًا لجارِه
ويحفظُ مِنه العَهدَ إذ ظَلَّ راعيَا
صَبورًا على صَرفِ اللَّيالي [6719] تُواليها وتخالِفُها. يُنظر: ((المعجم الوسيط)) (1/513). ورَزئِها
كتومًا لأسرارِ الضَّميرِ مُداريًّا
له همَّةٌ تَعلو على كُلِّ همَّةٍ
كما قد عَلا البَدرُ النُّجومَ الدَّراريا [6720] يُنظر: ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (165). والدراريا: جمع دري: وهو الثاقب المضيء. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (4/282). .
2- وقال بعضُهم:
إذا هَمَّ ألقى بَيْنَ عينَيه عَزْمَه
ونَكَب [6721]نَكَب: نَكَب عن الشَّيءِ وعن الطَّريقِ ينكُبُ نَكبًا ونُكوبًا: عَدَل. ((لسان العرب)) لابن منظور (1/770). عن ذِكرِ العواقِبِ جانِبَا
ولم يَستَشِرْ في رأيِه غيرَ نَفسِه
ولم يَرْضَ إلَّا قائِمَ السَّيفِ صاحِبَا [6722]((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 285). .
3- وقال امرُؤُ القَيسِ:
ولو أنَّما أسعى لأدنى معيشةٍ
كفاني -ولم أطلُبْ- قليلٌ من المالِ
ولكِنَّما أسعى لمجدٍ مُؤَثَّلٍ [6723]مُؤَثَّلٌ: أصيلٌ. يُنظَر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (15/ 95).
وقد يُدرِكُ المجدَ المُؤَثَّلَ أمثالي [6724]((ديوان امرئ القيس)) (ص: 39).
4- وقال أبو دُلَفٍ:
وليس فراغُ القَلبِ مَجدًا ورِفعةً
ولكِنَّ شُغلَ القَلبِ للمَرءِ رافِعُ [6725]((الرسائل)) للجاحظ (2/ 353).
5- وأنشَدَ بعضُهم:
وما أنا من يُثنيه عمَّا يَرومُهُ
شُروعُ العوالي في الوَغى والشَّدائِدِ
إذا ما بذَلْتُ الرُّوحَ في طَلَبِ العُلا
فأدنى مَراقٍ أرتَقيها الفَراقِدُ [6726]((الإبانة)) لأبي سعد العميدي (ص: 122). والفَرْقدانِ: نجمانِ في السَّماءِ، وقد قالوا فيهما: الفَراقِدُ، كأنَّهم جعلوا كُلَّ جزءٍ منهما فَرقَدًا. يُنظَر: ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (6/ 626)، ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 334).
6- وقال تأبَّطَ شَرًّا:
وكنتُ إذا ما همَمْتُ اعتَزَمْتُ
وأحْرِ [6727]أي: أجدِرْ، وأحْرِ به من قولِك: هو حَريٌّ بكذا، أي: جديرٌ به وخليقٌ.  ((ديوان تأبط شرًّا وأخباره)) جمع وتحقيق وشرح: علي ذو الفقار (ص: 166) إذا قُلْتُ أن أفعَلَا [6728]((الشعر والشعراء)) لابن قتيبة (1/ 303). .
7- وأنشَدَ الفَرَّاءُ:
يا ليتَ شِعْري والمُنى لا تنفَعُ
هل أغدُوَنْ يومًا وأمري مُجمَعُ [6729]((شرح القصائد السبع)) لابن الأنباري (ص: 452). .
8- وقال الأعشى:
إلى مَلِكٍ لا يَقطَعُ اللَّيلُ هَمَّه
خَروجٍ تَروكٍ للفِراشِ المُمَهَّدِ [6730]((ديوان الأعشى الكبير)) (ص: 189). .
9- وقال ابنُ المُهَلَّبيِّ:
همَّةٌ لا يَفُلُّها [6731]أي: لا يَكسِرُها. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 243). صَرفُ دَهرٍ
واعتِزامٌ لا يعتريه ظَلامُ [6732]((الإبانة)) لأبي سعد العميدي (ص: 64). .
10-وقال المتنَبِّي:
ليس عزمًا ما مَرَّضَ المرءُ فيه
ليس همًّا ما عاق عنه الظَّلامُ [6733]((شرح ديوان المتنبي)) للواحدي (3/ 738).
- وقال أيضًا:
لولا المشَقَّةُ ساد النَّاسُ كُلُّهم
الجودُ يُفقِرُ والإقدامُ قَتَّالُ [6734] يقول: العازِمُ على الشَّيءِ لا يُقَصِّرُ فيه، وما قصَّر الإنسانُ فيه لم يَكُنْ ذلك عَزمًا، وما منَعَك الظَّلامُ عن طَلَبِه ليس ذلك هَمًّا؛ لأنَّ العازِمَ إذا هَمَّ بأمرٍ لم يَعُقْه دونَ إدراكِه شَيءٌ. يُنظر: ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 490).
- وله أيضًا:
وإذا كانت النُّفوسُ كِبارًا
تَعِبَت في مُرادِها الأجسامُ [6735] يُنظر: ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 261).
- وقال أيضًا:
ولم أرَ في عُيوبِ النَّاسِ شَيئًا
كنَقصِ القادِرينَ على التَّمامِ [6736] يُنظر: ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 483).
- وقال أيضًا:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرومِ [6737] مَرُوم: رام الشَّيءَ يَرومُه رَومًا ومَرامًا: طَلَبه. ((لسان العرب)) لابن منظور (12/258).
فلا تَقنَعْ بما دونَ النُّجومِ
فطَعْمُ الموتِ في أمرٍ حَقيرٍ
كطَعمِ الموتِ في أمرٍ عَظيمِ [6738] ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (1/524).
- وقال أيضًا:
على قَدْرِ أهلِ العَزمِ تأتي العزائِمُ
وتأتي على قَدْرِ الكِرامِ المكارِمُ
وتَعظُمُ في عَينِ الصَّغيرِ صِغارُها
وتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ [6739] ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص: 385). .
11- وأنشَد بعضُهم:
طُوبى لِمَن كانت له عَزمةٌ
مخلِصةٌ باطِنةٌ ظاهِرةْ [6740] ((ذم الدنيا)) لابن أبي الدنيا (ص: 127) رقم (279). .
12- وقال أبو الحُسَينِ بنُ المُظَفَّرِ:
ما العَزمُ إلَّا نَشطةٌ هكذا
إمَّا إلى الغَيِّ وإمَّا الرَّشادِ
والمرءُ مَرهونٌ على نَهضةٍ
يُقعِدُه في نِطعٍ [6741]النِّطْعُ: بِساطٌ من الأديمِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (22/ 261). أو وِسادِ [6742]((الأمالي الخميسية)) للشجري (1/ 28) (78). والوِسادُ والوِسادةُ: المخَدَّةُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 338). .
13- وقال كُلَيبُ بنُ وائلٍ في العَزمِ:
ليس الكلامُ مُغنيًا دونَ العَمَلْ
وشَرُّ ما رام امرُؤٌ ما لم يَنَلْ
وكثرةُ الإيغالِ عَجزٌ وفَشَلْ [6743]((التذكرة الحمدونية)) (2/ 83).
14- وقال ابنُ هانئٍ الأندَلُسيُّ:
ولَم أجِدِ الإنسانَ إلَّا ابنَ سَعيِه
فمَن كان أسعى كان بالمَجدِ أجدَرَا
وبالهمَّةِ العَلياءِ يَرقى إلى العُلا
فمَن كان أرقى همَّةً كان أظهَرَا
ولَم يتَأخَّرْ مَن يُريدُ تَقدُّمًا
ولَم يتَقدَّمْ مَن يُريدُ تَأخُّرَا [6744] يُنظر: ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (217).
15- وقال ابنُ نُباتةَ:
حاوِلْ جَسيماتِ الأُمورِ ولا تَقُلْ
إنَّ المَحامِدَ والعُلى أرزاقُ
وارغَبْ بنَفسِك أن تَكونَ مُقَصِّرًا
عن غايةٍ فيها الطِّلابُ سِباقُ [6745] يُنظر: ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (1/ 445).
16- قال أبو الحَسَنِ عَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ التِّهاميُّ:
عَبَسْنَ مِن شَعرٍ في الرَّأسِ مُبتَسِمِ
ما نَفَّرَ البِيضَ مِثلُ البِيضِ في اللِّمَمِ
ظَنَّت شَبيبَتَه تَبقى وما عَلِمَتْ
أنَّ الشَّبيبةَ مَرقاةٌ إلى الهَرَمِ
ما شابَ عَزمي ولا حَزمي ولا خُلُقي
ولا وفائي ولا دِيني ولا كَرَمي
وإنَّما اعتاضَ رَأسي غَيرَ صِبغَتِه
والشَّيبُ في الرَّأسِ دونَ الشَّيبِ في الهِمَمِ [6746] ((ديوان التهامي)) (ص: 511).

انظر أيضا: