موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: مَعنى العَدلِ والإنصافِ لُغةً واصطِلاحًا


مَعنى العَدلِ لُغةً:
(عَدل) هنا: أصلٌ يدُلُّ على استِواءٍ، والعَدلُ مِنَ النَّاسِ: المَرضيُّ المُستَوي الطَّريقةِ، أو هو الذي لا يميلُ به الهَوى فيجورَ في الحُكمِ، والعَدلُ: الحُكمُ بالاستِواءِ، وأيضًا العَدلُ: هو ما قامَ في النُّفوسِ أنَّه مُستَقيمٌ، وهو خِلافُ الجَورِ، مِن عَدَل يَعدِلُ فهو عادِلٌ، ويُقال: يومٌ مُعتَدِلٌ: إذا تَساوى حالَا حَرِّه وبَردِه، وكذلك في الشَّيءِ المَأكولِ. ويُقالُ: عَدَّلتُه حتَّى اعتَدَل، أي: أقَمتُه حتَّى استَقامَ واستَوى [6198] يُنظَر: ((العين)) للخليل بن أحمد (2/ 38)، ((الصحاح)) للجوهري (5/1760)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/ 247)، ((مشارق الأنوار)) للقاضي عياض (2/ 69)، ((لسان العرب)) لابن منظور (11/430). .
مَعنى العَدلِ اصطِلاحًا:
العَدلُ هو: (أن تُعطيَ مِن نَفسِك الواجِبَ وتَأخُذَه) [6199] ((الأخلاق والسير)) لابن حزم (ص: 81). .
وقيل هو: (إعطاءُ كُلِّ شَيءٍ ما يستَحِقُّه) [6200] ((تفسير ابن عثيمين - الفاتحة والبقرة)) (3/ 80). .
وقيل هو: (استِعمالُ الأُمورِ في مَواضِعِها وأوقاتِها، ووُجوهِها ومَقاديرِها، مِن غَيرِ سَرَفٍ ولا تَقصيرٍ، ولا تَقديمٍ ولا تَأخيرٍ) [6201] ((تهذيب الأخلاق)) المنسوب للجاحظ (ص: 28). .
مَعنى الإنصافِ لُغةً:
النُّونُ والصَّادُ والفاءُ أصلانِ صَحيحانِ: أحَدُهما يدُلُّ على شَطرِ الشَّيءِ، والآخَرُ على جِنسٍ مِنَ الخِدمةِ والاستِعمالِ.
فالنِّصفُ: أحَدُ شِقَّيِ الشَّيءِ. والنِّصفُ أيضًا: النَّصَفةُ، وهو الاسمُ مِنَ الإنصافِ.
والنَّصيفُ: نِصفُ الشَّيءِ. والنَّصيفُ: مِكيالٌ. ونَصَفتُ الشَّيءَ: إذا بَلغتَ نِصفَه. تَقولُ: نَصَفتُ القُرآنَ، أي: بَلغتُ النِّصفَ. والنَّصَفُ: بَينَ المُسِنَّةِ والحَدَثةِ، أي: بَلغَت نِصفَ عُمرِها. والإنصافُ في المُعامَلةِ، كأنَّه الرِّضا بالنِّصفِ [6202] يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (2/212)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/431). .
مَعنى الإنصافِ اصطِلاحًا:
قال الرَّاغِبُ: (الإنصافُ هو مُقابَلةُ الخَيرِ مِنَ الخَيرِ، والشَّرِّ مِنَ الشَّرِّ بما يوازيه) [6203] ((تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين)) (ص: 87). .
وقال المُناويُّ: (الإنصافُ في المُعامَلةِ: العَدلُ بأن لا يأخُذَ مِن صاحِبِه مِنَ المَنافِعِ إلَّا مِثلَ ما يُعطيه، ولا يُنيلَه مِنَ المَضارِّ إلَّا كما يُنيلُه، وقيل: هو استيفاءُ الحُقوقِ لأربابِها، واستِخراجُها بالأيدي العادِلةِ والسِّياساتِ الفاضِلةِ) [6204] ((التوقيف على مهمات التعاريف)) (ص: 65). .
وقال ابنُ عادِلٍ: (حَقيقةُ الإنصافِ إعطاءُ النِّصفِ؛ فإنَّ الواجِبَ في العُقولِ تَركُ الظُّلمِ على النَّفسِ وعلى الغَيرِ، وذلك لا يحصُلُ إلَّا بإعطاءِ النِّصفِ؛ لكي يُسَوِّيَ بَينَ نَفسِه وبَينَ الغَيرِ) [6205] ((اللباب في علوم الكتاب)) (4/138). .
وقال النَّيسابوريُّ: (حَقيقةُ الإنصافِ إعطاءُ النِّصفِ، وفيه التَّسويةُ بَينَ نَفسِه وبَينَ صاحِبِه) [6206] ((غرائب القرآن ورغائب الفرقان)) (2/278). .

انظر أيضا: