موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- نماذِجُ مِن صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إمامِ الصَّادِقين


- (الرَّسولُ محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم كان أصدَقَ النَّاسِ وأبَرَّهم وأكمَلَهم عِلمًا وعَمَلًا وإيمانًا وإيقانًا، معروفًا بالصِّدقِ في قومِه، لا يَشُكُّ في ذلك أحدٌ منهم؛ ولهذا لمَّا سأل هِرَقلُ مَلِكُ الرُّومِ أبا سفيانَ عن تلك المسائلِ التي سألها من صفةِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، كان فيما قال له: «وسألتُك: هل كنتُم تتَّهِمونه بالكَذِبِ قَبلَ أن يقولَ ما قال؟ فزَعَمْتَ أنْ: لا. فقد عرَفْتُ أنَّه لم يكُنْ لِيَدعَ الكَذِبَ على النَّاسِ ثمَّ يذهَبَ فيَكذِبَ على اللَّهِ» [5797] أخرجه مطوَّلًا البخاري (7)، ومسلم (1773) واللفظ له. [5798] يُنظَر: ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (4/605). .
وصِدْقُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (ممَّا أقرَّ له به أعداؤه المحاربون له، ولم يجرِّبْ عليه أحدٌ من أعدائِه كَذبةً واحدةً قطُّ، دَعْ شهادةَ أوليائِه كُلِّهم له به، فقد حاربه أهلُ الأرضِ بأنواعِ المحارَباتِ؛ مُشِركوهم وأهلُ الكتابِ منهم، وليس أحدٌ منهم يومًا من الدَّهرِ طَعَن فيه بكَذبةٍ واحدةٍ صَغيرةٍ ولا كبيرةٍ) [5799] يُنظَر: ((جلاء الأفهام)) لابن القيم (ص: 183). .
-وقد روى البخاريُّ من حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما قال: ((لمَّا نزَلتْ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [الشعراء: 214] ، صَعِد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم على الصَّفا، فجعَلَ يُنادي: يا بَني فِهرٍ، يا بَني عَدِيٍّ -لِبُطونِ قُريشٍ- حتَّى اجتَمعوا، فجعَل الرَّجلُ إذا لم يَستطِعْ أنْ يَخرُجَ أرسَل رَسولًا ليَنظُرَ ما هو، فجاءَ أبو لَهَبٍ وقُريشٌ، فقال: أرأيتَكُم لو أخبرْتُكم أنَّ خَيلًا بالوادي تُريدُ أنْ تُغِيرَ عليكم، أكنْتُم مُصَدِّقيَّ؟! قالوا: نعَمْ، ما جرَّبْنا عليك إلَّا صِدْقًا، قال: فإنِّي نَذيرٌ لكم بينَ يَديْ عَذابٍ شَديدٍ. فقال أبو لَهَبٍ: تبًّا لك سائِرَ اليومِ، ألهذا جمَعْتَنا؟! فنزَلتْ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ [المسد: 1- 2] )) [5800] أخرجه البخاري (4770) واللفظ له، ومسلم (208). .

انظر أيضا: