موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي ليلى: (إنَّ الرَّجُلَ ليَعدِلُني في الصَّلاةِ، فأشكُرُها له) [5304] ((اصطناع المعروف)) لابن أبي الدنيا (ص: 115). .
- وقال عُبَيدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ التَّيميُّ: (كان يُقالُ: من لم يَشكُرْ صاحِبَه على حُسنِ النِّيَّةِ، لم يَشكُرْ على حُسنِ الصَّنيعةِ) [5305] ((اصطناع المعروف)) لابن أبي الدنيا (ص: 118)، ((قضاء الحوائج)) لابن أبي الدنيا (ص: 81). .
وكان مُعاويةُ رَضِيَ اللهُ عنه يقولُ: (من هَمَّ بالمعروفِ ثمَّ عجَز عنه، فقد وجَب شُكرُه) [5306] ((الفاضل)) للمبرد (ص: 96). .
- وقال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (خلَّتانِ لا أبيعُ إحداهما بشيءٍ؛ قولُ النَّاسِ: قد أحسَنْتَ، لو أعطيتَ رجُلًا ألفَ دينارٍ، فقال لك: أحسَنْتَ جزاك اللهُ خيرًا، كان الذي أعطاك خيرًا من الذي أخَذ، والأُخرى لا تشتريها بشيءٍ؛ قولُ النَّاسِ: قد أسَأْتَ) [5307] ((فضيلة الشكر لله على نعمته)) للخرائطي (ص: 68). .
- قال ابنُ حِبَّان: (الواجِبُ على من أُسديَ إليه معروفٌ أن يَشكُرَه بأفضَلَ منه أو مِثلِه؛ لأنَّ الإفضالَ على المعروفِ في الشُّكرِ لا يقومُ مَقامَ ابتدائِه وإن قَلَّ، فمَن لم يجِدْ فلْيُثنِ عليه؛ فإنَّ الثَّناءَ عِندَ العدَمِ يقومُ مقامَ الشُّكرِ للمعروفِ، وما استغنى أحدٌ عن شُكرِ أحَدٍ) [5308] ((روضة العقلاء)) (ص: 263). .
- وقال بعضُ الحُكَماءِ: (من قَصُرَت يداه عن المكافأةِ فليُطِلْ لسانَه بالشُّكرِ) [5309] ((بصائر ذوي التمييز)) الفيروز آبادي (3/ 339). .
- ويُروى عن بعضِ الحُكَماءِ أنَّه قال: (من شَكَر استحَقَّ الإحسانَ، ومن أحسَنَ استحَقَّ الشُّكرَ) [5310] ((الفاضل)) للمبرد (ص: 98). .
- وقال عبدُ اللهِ بنُ شَدَّادٍ في وصيَّتِه لابنِه:
(ضَعْ يا بُنَيَّ الصَّنائِعَ عِندَ الكِرامِ ذوي الأحسابِ، ولا تضَعَنَّ معروفَك عِندَ اللِّئامِ فتُضَيِّعَه؛ فإنَّ الكريمَ يَشكُرُك ويَرصُدُك بالمكافأةِ، وإنَّ اللَّئيمَ يحسَبُ ذلك حَتمًا، ويَؤُولُ أمرُك معه إلى المذَلَّةِ، وقد قال الشَّاعِرُ:
إذا أولَيتَ معروفًا لئيما
فعَدَّك قد قتَلْتَ له قتيلا
فعُدْ من ذاك معتَذِرًا إليه
وقُلْ: إنِّي أتيتُك مُستقيلا
فإن تَغفِرْ فمُجتَرَمٌ عظيمٌ
وإن عاقَبْتَ لم تَظلِمْ فتيلا
وإن أولَيتَ ذلك ذا وفاءٍ
فقد أودَعْتَه شُكرًا طويلا [5311] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (ص: 28).
- وقال المهَلَّبُ بنُ أبي صُفرةَ لبنيه:
(يا بَنيَّ، أحِبُّوا المعروفَ، وأنكِروا المُنكَرَ واجتَنِبوه، وآثِروا الجودَ على البُخلِ، واصطَنِعوا العَرَبَ وأكرِموهم؛ فإنَّ العرَبيَّ تَعِدُه العِدَةَ فيموتُ دونَك، ويَشكُرُ لك، فكيف بالصَّنيعةِ إذا وصَلَت إليه في احتمالِه لها وشُكرِه، والوفاءِ منه لصاحِبِها؟) [5312] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (ص: 29، 30). .
- (وقال عبدُ الحميدِ: مَن لم يشكُرِ الإنعامَ، فاعْدُدْه من الأنعامِ.
- وقيل في منثورِ الحِكَمِ: قيمةُ كُلِّ نعمةٍ شُكْرُها.
- وقال بعضُ الفُصَحاءِ: الكريمُ شَكورٌ أو مشكورٌ، واللَّئيمُ كفورٌ أو مكفورٌ.
- وقيل في منثورِ الحِكَمِ: المعروفُ رِقٌّ، والمكافأةُ عِتقٌ.
- وقال بعضُ الأُدَباءِ: مَن لم يَشكُرْ لِمُنعِمِه استحَقَّ قَطعَ النِّعمةِ.
- وقال بعضُ الفُصَحاءِ: مَن كفَر نعمةَ المفيدِ استوجَب حِرمانَ المَزيدِ.
- وقال بعضُ البُلَغاءِ: مَن أنكَر الصَّنيعةَ استوجَب قُبحَ القطيعةِ) [5313] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 206 - 208). .
- وقال الماوَرْديُّ: (وأمَّا مَن أُسدِيَ إليه المعروفُ واصطُنِع إليه الإحسانُ، فقد صار بأسْرِ المعروفِ موثوقًا، وفي مِلكِ الإحسانِ مرقوقًا، ولَزِمه إن كان من أهلِ المكافأةِ أن يكافِئَ عليها، وإن لم يكُنْ من أهلِها أن يقابِلَ المعروفَ بنَشرِه، ويقابِلَ الفاعِلَ بشُكرِه...
وأمَّا من ستَرَ معروفَ المنعِمِ ولم يَشكُرْه على ما أَولاه مِن نِعَمِه، فقد كفَر النِّعمةَ وجَحَد الصَّنيعةَ، وإنَّ مِن أذَمِّ الخلائِقِ وأسوَأِ الطَّرائقِ ما يستوجِبُ به قُبحَ الرَّدِّ وسُوءَ المَنعِ) [5314] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 206، 208). .
وقال أيضًا: (ومَن شَكَر معروفَ مَن أحسَنَ إليه، ونشَر أفضالَ مَن أنعَم عليه، فقد أدَّى حقَّ النِّعمةِ، وقضى مُوجِبَ الصَّنيعةِ، ولم يَبْقَ عليه إلَّا استدامةُ ذلك إتمامًا لشُكرِه؛ ليكونَ للمزيدِ مُستَحِقًّا ولمتابعةِ الإحسانِ مُستَوجِبًا) [5315] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 207). .

انظر أيضا: