ب- من الأمثالِ والحِكَمِ
- الشَّفيقُ بسُوءِ ظَنٍّ مُولَعٌ.
يرادُ أنَّ ذا الشَّفَقةِ يَضَعُ سُوءَ الظَّنِّ في غيرِ مَوضِعِه
، يُضرَبُ للمعنيِّ بشأنِ صاحِبِه؛ لأنَّه لا يكادُ يَظُنُّ به غيرَ وُقوعِ الحوادِثِ، كنَحوِ ظُنونِ الوالِداتِ بالأولادِ
.
- أشفَقُ مِن أمٍّ على وَلَدٍ
.
- ربَّ أخٍ لك لم تَلِدْه أمُّك.
يعني به الصَّديقَ؛ فإنَّه ربما أربى في الشَّفَقةِ على الأخِ من الأبِ والأمِّ
.
- زَقَّه زَقَّ الحمامةِ فَرْخَها
يُضرَبُ لمن يُرَبِّي قريبَه غيرَ مُقَصِّرٍ في الشَّفَقةِ عليه
.
- لا يَضُرُّ الحُوارَ ما وطِئَتْه أمُّه
ويُروى "لا يَضيرُ" وهما بمعنًى واحدٍ، يُضرَبُ لِمَن في شفقةِ الأمِّ. و "ما وَطِئَتْه" مصدرٌ، أي: وطأةُ أمِّه، والوطأةُ ضارَّةٌ في صورتِها، ولكِنَّها إذا كانت من مُشفِقٍ خرَجَت من حدِّ الضَّرَرِ؛ لأنَّ الشَّفَقةَ تَثنيها عن بُلوغِها حَدَّه
.
- قال أبو عُبَيدٍ في بابِ صِفةِ الأخِ المُستَمسِكِ بإخاءِ صديقِه المشفِقِ عليه:
(من أمثالِهم في هذا أن يقالَ: ما عِقالُك بأُنشوطةٍ.
وذلك لأنَّ الأُنشوطةَ ينسَهِلُ انحلالُها، يقولُ: فليس إخاؤه كذلك، ولكِنَّه عَقدٌ مُؤَكَّدٌ، وهذا نحوُ قولِ ذي الرُّمَّةِ:
وقد عَلِقَت ميٌّ بقلبي عَلاقةً ... بَطيئًا على مَرِّ الشُّهورِ انحِلالُها
ويُروى " عَلَّقَتْ" قال الأصمعيُّ: ومن أمثالِهم في بِرِّ الرَّجُلِ بصاحِبِه أن يقالَ: أمٌّ فَرَشَتْ فأنامَتْ.
قال الأصمَعيُّ: فإذا أرادوا أنَّه لا يخالِفُه في شيءٍ قالوا: هو حَبلُ ذِراعِك.
قال: والحَبلُ: عِرقٌ في اليَدِ. ومن أمثالِهم في هذا قَولُهم: بَيْنَ العَصا ولِحائِها
.