موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: الشَّفَقةُ لغةً واصطِلاحًا


الشَّفَقةُ لغةً:
الشَّفَقُ والشَّفَقةُ: رِقَّةٌ من نُصحٍ أو حُبٍّ، يؤدِّي إلى خوفٍ، والشَّفَقةُ: الاسمُ من الإشفاقِ، وأشفقتُ عليه، فأنا مُشفِقٌ وشَفيقٌ.
والشَّفَقُ: الخوفُ، تقولُ: أنا مُشفِقٌ عليك، أي: خائفٌ. وأنا مشفِقٌ من هذا الأمرِ، أي: خائفٌ. والشَّفَقُ أيضًا: الشَّفَقةُ، وهو أن يكونَ النَّاصِحُ من بلوغِ نُصحِه خائفًا على المنصوحِ، تقولُ: أشفَقْتُ عليه أن ينالَه مكروهٌ، والشَّفيقُ: النَّاصِحُ الحريصُ على صلاحِ المنصوحِ [5153] ((تهذيب اللغة)) للأزهري (8/261)، ((الصحاح)) للجوهري (4/1501-1502)، ((لسان العرب)) لابن منظور (10/179). .
الشَّفَقةُ اصطلاحًا:
قال الرَّاغبُ: (الإشفاقُ عنايةٌ مختَلِطةٌ بخَوفٍ) [5154] وعلَّل ذلك بقولِه: (لأنَّ المشْفِقَ يحبُّ المشفَقَ عليه، ويخافُ ما يَلحَقُه، فإذا عُدِّي بــ (مِنْ)، فمعنى الخوفِ فيه أظهَرُ، وإذا عُدِّي بــ (في) فمعنى العنايةِ فيه أظهَرُ). ((المفردات في غريب القرآن)) (ص: 458-459). .
قال ابنُ القَيِّمِ: (الإشفاقُ: رِقَّةُ الخوفِ، وهو خوفٌ برحمةٍ من الخائِفِ لمن يخافُ عليه، فنِسبتُه إلى الخوفِ نسبةُ الرَّأفةِ إلى الرَّحمةِ؛ فإنَّها ألطَفُ الرَّحمةِ وأرَقُّها) [5155] ((مدارج السالكين)) (1/514). .
قال الجُرْجانيُّ: (هي صَرفُ الهِمَّةِ إلى إزالةِ المكروهِ عن النَّاسِ) [5156] ((التعريفات)) (ص: 127). .

انظر أيضا: