ج- مِن أقوالِ السَّلفِ والعُلَماءِ
- عن المعرورِ بنِ سُوَيدٍ قال: (أُتِي عُمرُ بامرأةٍ راعِيةٍ زنَت، فقال عُمرُ: وَيحَ المُرَيَّةِ! أذهَبَت حَسَبَها! اذهَبا فاضرِباها، ولا تخرِقا جِلدَها، إنَّما جعَل اللهُ أربعةَ شُهداءَ سِترًا ستَركم به دونَ فواحِشِكم؛ فلا يَطَّلِعَنَّ سَترَ اللهِ منكم أحدٌ، ولو شاء لجعَله رجُلًا صادِقًا أو كاذِبًا)
.
- وعن
عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال: (ثلاثٌ أحلِفُ عليهنَّ، والرَّابِعةُ لو حلَفْتُ لبَرِرْتُ: لا يجعَلُ اللهُ مَن له سَهمٌ في الإسلامِ كمَن لا سَهمَ له، ولا يتولَّى اللهَ عبدٌ في الدُّنيا فولَّاه غَيرَه يومَ القِيامةِ، ولا يُحِبُّ رجُلٌ قومًا إلَّا جاء معَهم يومَ القِيامةِ، والرَّابِعةُ التي لو حلفْتُ عليها لبَرِرْتُ: لا يستُرُ اللهُ على عبدٍ في الدُّنيا إلَّا ستَرَ عليه في الآخِرةِ)
.
- وقال
الحَسنُ البَصريُّ: (مَن كان بَينَه وبَينَ أخيه سِترٌ فلا يكشِفْهـ)
.
- وقال العَلاءُ بنُ بَدرٍ: (لا يُعذِّبُ اللهُ عزَّ وجلَّ قومًا يستُرونَ الذُّنوبَ)
.
- وعن شُبَيلِ بنِ عَوفٍ الأحمَسيِّ، قال: (كان يُقالُ: مَن سمِع بفاحِشةٍ فأفشاها، فهو فيها كالذي أبداها)
.
- وعن
عبدِ اللهِ بنِ المُبارَكِ قال: (كان الرَّجلُ إذا رأى مِن أخيه ما يكرَهُ أمَرَه في سَترٍ، ونهاه في سَترٍ، فيُؤجَرُ في سَترِه، ويُؤجَرُ في نَهيِه، فأمَّا اليومَ فإذا رأى أحدٌ مِن أحدٍ ما يكرَهُ استغضَب أخاه، وهتَك سِترَهـ)
.
- وقال
الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (المُؤمِنُ يستُرُ ويعِظُ وينصَحُ، والفاجِرُ يهتِكُ ويُعيِّرُ ويُفشي)
.
- وعن عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ الكريمِ الجيليُّ، قال: (مَن رأَيتَه يطلُبُ العَثَراتِ على النَّاسِ فاعلَمْ أنَّه معيوبٌ، ومَن ذكَر عَوراتِ المُؤمِنينَ فقد هتَك سِترَ اللهِ المُرخى على عِبادِهـ)
.
- وقال الضِّياءُ بنُ الأثيرِ: (ليس الصَّديقُ مَن عدَّ سَقَطاتِ قرينِه، وجازاه بغثِّه وسمينِه، بل الصَّديقُ مَن ماشى أخاه على عَرَجِه، واستقام له على عِوَجِه، فذلك الذي إن رأى سيِّئةً وطِئَها بالقَدَمِ، وإن رأى حَسنةً رفَعها على عَلَمٍ)
.
- وقال
العِزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ: (المُبالَغةُ في سَترِ العَوراتِ مِن أشرَفِ المُروءاتِ)
.
- وقال
ابنُ رَجبٍ: (رُوِي عن بعضِ السَّلفِ أنَّه قال: أدركْتُ قومًا لم يكنْ لهم عُيوبٌ، فذكَروا عُيوبَ النَّاسِ؛ فذكَر النَّاسُ عُيوبَهم، وأدركْتُ أقوامًا كانت لهم عُيوبٌ، فكفُّوا عن عُيوبِ النَّاسِ؛ فنُسِيَت عُيوبُهم)
.
- وقال
ابنُ القيِّمِ: (وأمَّا اكتِفاؤُه في القَتلِ بشاهِدَينِ دونَ الزِّنا، ففي غايةِ الحِكمةِ والمصلَحةِ؛ فإنَّ الشَّارِعَ احتاط للقِصاصِ والدِّماءِ، واحتاط لحدِّ الزِّنا، فلو لم يقبَلْ في القَتلِ إلَّا أربعةً لضاعت الدِّماءُ، وتواثَب العادونَ، وتجرَّؤوا على القَتلِ، وأمَّا الزِّنا فإنَّه بالَغ في سَترِه، كما قدَّر اللهُ سَترَه، فاجتمَع على سَترِه شَرعُ اللهِ وقَدَرُه، فلم يقبَلْ فيه إلَّا أربعةً يصِفونَ الفِعلَ وَصفَ مُشاهَدةٍ ينتفي معها الاحتِمالُ، وكذلك في الإقرارِ لم يكتَفِ بأقلَّ مِن أربَعِ مرَّاتٍ؛ حِرصًا على سَترِ ما قدَّر اللهُ سَترَه، وكَرِهَ إظهارَه والتَّكلُّمَ به، وتوعَّد مَن يُحِبُّ إشاعتَه في المُؤمِنينَ بالعذابِ الأليمِ في الدُّنيا والآخِرةِ)
.
وقال أيضًا: (للعَبدِ سِترٌ بَينَه وبَينَ اللهِ، وسِترٌ بَينَه وبَينَ النَّاسِ؛ فمَن هتَك السِّترَ الذي بَينَه وبَينَ اللهِ هتَك اللهُ السِّترَ الذي بَينَه وبَينَ النَّاسِ)
.
وقال أيضًا: (ومِن النَّاسِ مَن طَبعُه طَبعُ خِنزيرٍ؛ يمُرُّ بالطَّيِّباتِ فلا يَلوي عليها، فإذا قام الإنسانُ عن رَجيعِه قمَّه
، وهكذا كثيرٌ مِن النَّاسِ؛ يسمَعُ منك، ويرى مِن المحاسِنِ أضعافَ أضعافِ المساوِئِ، فلا يحفَظُها ولا ينقُلُها، ولا تُناسِبُه، فإذا رأى سَقطةً أو كلمةً عَوراءَ، وجَد بُغيتَه وما يُناسِبُها، فجعَلها فاكِهتَه ونُقْلَهـ)
.
- وقال أبو البَركاتِ الغَزيُّ العامِريُّ في كلامِه عن آدابِ العِشرةِ بَينَ المُسلِمينَ: (ومنها: الاجتِهادُ في سَترِ عَوراتِ الإخوانِ وقبائِحِهم، وإظهارِ مناقِبِهم، وكونِهم يدًا واحِدةً في جميعِ الأوقاتِ)
.
- وقال
الحَصْكَفيُّ: (اللَّئيمُ يفضَحُ، والكريمُ يُصلِحُ)
.