موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ السَّترِ وغَيرِه مِن الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ الغُفرانِ والسَّترِ:
(أنَّ الغُفرانَ أخَصُّ، وهو يقتضي إيجابَ الثَّوابِ. والسَّترُ: سَتـرُك الشَّيءَ بسِترٍ، ثُمَّ استُعمِل في الإضرابِ عن ذِكرِ الشَّيءِ، فيُقالُ: سُتِر فلانٌ: إذا لم يُذكَرْ ما اطُّلِع عليه مِن عَثراتِه، وستَرَ اللهُ عليه: خِلافُ فَضَحَه، ولا يُقالُ لمَن يُستَرُ عليه في الدُّنيا: إنَّه غُفِر له؛ لأنَّ الغُفرانَ يُنبِئُ عن استِحقاقِ الثَّوابِ، على ما ذكَرْنا، ويجوزُ أن يُستَرَ في الدُّنيا على الكافِرِ والفاسِقِ) .
وقال أبو البَقاءِ الكَفَويُّ: (الغُفرانُ: يقتضي إسقاطَ العِقابِ، ونيلَ الثَّوابِ، ولا يستحِقُّه إلَّا المُؤمِنُ، ولا يُستعمَلُ إلَّا في البارِئِ تعالى، والسَّتـرُ أخَصُّ مِن الغُفرانِ؛ إذ يجوزُ أن يَستُرَ ولا يَغفِرَ) .
الفَرقُ بَينَ السَّترِ والعَفوِ:
قال أبو هِلالٍ العَسكَريُّ: (العَفوُ يُنبِئُ عن المَحوِ، وهو أبلَغُ مِن السَّترِ؛ لأنَّ السَّترَ للشَّيءِ قد يحصُلُ معَ إبقاءِ أصلِه، بخلافِ المَحوِ؛ فإنَّه إزالتُه جُملةً ورأسًا)

انظر أيضا:

  1. (1) ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 236).
  2. (2) ((الكليات)) (ص: 666).
  3. (3) ((معجم الفروق اللغوية)) (ص: 364)