موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِن السُّنَّةِ النَّبويَّةِ


1- قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأشَجِّ عبدِ القيسِ: ((إنَّ فيك لَخَصلتَينِ يُحبُّهما اللهُ: الحِلمُ والأناةُ)) .
قولُه: ((الحِلمُ والأناةُ))، (الحِلمُ): تأخيرُ مُكافأةِ مَن ظلَمك، هذا هو الأصلُ، ويُستعمَلُ في العَفوِ عن الذَّنبِ . وقيل: الحِلمُ هنا هو العَقلُ .
ودلَّ الحديثُ على التَّرغيبِ في التَّخلُّقِ بهاتَينِ الخَصلتَينِ (الحِلمِ والأناةِ) لمحبَّةِ اللهِ تعالى لهما.
2- وعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليس الشَّديدُ بالصُّرَعةِ، إنَّما الشَّديدُ الذي يملِكُ نَفسَه عندَ الغَضبِ)) .
وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (في هذا الحديثِ مِن الفِقهِ: فَضلُ الحِلمِ، وفيه دليلٌ على أنَّ الحِلمَ: كِتمانُ الغيظُ، وأنَّ العاقِلَ مَن ملَك نَفسَه عندَ الغضبِ؛ لأنَّ العقلَ في اللُّغةِ: ضبطُ الشَّيءِ وحَبسُه منهـ) .
3- وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لِيَلِني منكم أولو الأحلامِ والنُّهى)) .
(أي: ذَوو الألبابِ والعُقولِ، واحِدُها: حِلمٌ بالكَسرِ، فكأنَّه مِن الحِلمِ: الأناةُ والتَّثبُّتُ في الأمورِ، وذلك مِن شعائِرِ العُقلاءِ، وواحِدُ النُّهى: نُهْيةٌ بالضَّمِّ، سُمِّي العقلُ بذلك؛ لأنَّه ينهى صاحِبَه عن القبيحِ) .
4- عن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ رضِي اللهُ عنه، قال: (كنْتُ أضرِبُ غُلامًا لي، فسمعْتُ مِن خَلفي صوتًا: اعلَمْ أبا مسعودٍ، لَلَّهُ أقدَرُ عليك منك عليهـ) مُحرِّضًا له على التَّحلُّمِ والصَّفحِ وتَركِ مُكافأةِ الجاهِلِ، فالمعنى: لَلَّهُ أقدَرُ عليك بالعُقوبةِ مِن قُدرتِك على ضَربِه، ولكنَّه يحلُمُ إذا غضِب، وأنت لا تقدِرُ على الحِلمِ والعفوِ عنه إذا غضِبْتَ !
5- عن عائِشةَ رضِي اللهُ عنها، قالت: (وما انتقَم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنَفسِه، إلَّا أن تُنتهَكَ حُرمةُ اللهِ، فينتقِمَ للهِ بها) ، في هذا الحديثِ الحَثُّ على العفوِ والحِلمِ واحتِمالِ الأذى .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه مسلم (18) من حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه.
  2. (2) ((المفاتيح في شرح المصابيح)) (5/ 244).
  3. (3) شرح النووي على مسلم (1/ 189).
  4. (4) أخرجه البخاري (6114)، ومسلم (2609).
  5. (5) ((التمهيد)) (6/322).
  6. (6) أخرجه مسلم (432) مطوَّلًا من حديثِ أبي مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه.
  7. (7) ((حاشية على سنن النسائي)) للسيوطي (2/ 87، 88).
  8. (8) أخرجه مسلم (1659).
  9. (9) ((شرح سنن أبي داود)) لابن رسلان (19/ 453).
  10. (10) أخرجه البخاري (3560) واللفظ له، ومسلم (2327).
  11. (11) ((شرح مسلم)) للنووي (15/ 84).