موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى الحِكمةِ لغةً واصطِلاحًا


معنى الحِكمةِ لُغةً:
الحِكمةُ: مَعرِفةُ أفضلِ الأشياءِ بأفضلِ العُلومِ، مُشتقَّةٌ مِن الحَكَمةِ -وهي ما أحاط بحنكَيِ الفَرَسِ حتى يمنَعَه من الجِماحِ-. سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها تمنعُ صاحِبَها من أخلاقِ الأراذِلِ، وأحكَمَ الأمرَ: أي أتقَنَه فاستحكَمَ، ومنَعَه عن الفسادِ، أو منعه من الخروجِ عمَّا يريدُ، وأصلُ (حكم) يدُلُّ على المنعِ .
معنى الحِكمةِ اصطِلاحًا:
 قال أبو إسماعيلَ الهَرَويُّ: (الحِكمةُ اسمٌ لإحكامِ وَضعِ الشَّيءِ في موضِعِهـ) .
وقال ابنُ القَيِّمِ: (الحِكمةُ: فِعلُ ما ينبغي، على الوجهِ الذي ينبغي، في الوقتِ الذي ينبغي) .
وقال النَّوويُّ: (الحِكمةُ: عبارةٌ عن العلمِ المتَّصِفِ بالإحكامِ، المشتَمِلِ على المعرفةِ باللَّهِ تبارك وتعالى، المصحوبِ بنفاذِ البصيرةِ، وتهذيبِ النَّفسِ، وتحقيقِ الحَقِّ والعَمَلِ به، والصَّدِّ عن اتِّباعِ الهوى والباطِلِ، والحكيمُ مَن له ذلك) .
وقيل: (الحِكمةُ: كُلُّ ما منع من الجهلِ، وزَجَر عن القبيحِ) .
وقيل: الحِكمةُ: فضيلةٌ تمنعُ صاحِبَها من الجَهلِ في القولِ والعَمَلِ، وتصُدُّه عن سوءِ التَّصرُّفِ والمعاملةِ، وتحذِّرُه رذيلةَ الاندفاعِ والعَجَلةِ، وتُعلِّمُه أن يَضَعَ كُلَّ شيءٍ في موضِعِه .
و(قال بعضُ أهلِ العِلمِ: الحِكمةُ: ضربٌ من العِلمِ يمنَعُ من ركوبِ الباطِلِ.
وقال غيرُه: الحِكمةُ: خروجُ نفسِ الإنسانِ إلى كمالِها الممكِنِ لها في حدَّيِ العِلمِ والعَمَلِ) .
(وإذا كانت كَلِمةُ الحِكمةِ قد فسَّرها بعضُهم بالعِلمِ أو الفقهِ، فقد فسَّرها كثيرٌ من الحُكَماءِ بتفسيراتٍ موصولةِ الأسبابِ بجوانبِ الأخلاقِ، ونحن نستطيعُ بملاحظةِ هذه الجوانبِ أن ننظُرَ إلى الحِكمةِ على أنَّها فضيلةٌ من الفضائِلِ الأخلاقيَّةِ التي دعا إليها القرآنُ المجيدُ) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (1/119)، ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص 62)، ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (1/288)، ((لسان العرب)) لابن منظور (12/143)، ((المصباح المنير)) للفيومي (1/145)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص 1415)، ((تاج العروس)) للزبيدي (8/253)، ((المعجم الوسيط)) (1/19).
  2. (2) ((منازل السائرين)) للهروي (ص: 78).
  3. (3) ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/449).
  4. (4) ((شرح النووي على مسلم)) (2/33).
  5. (5) ((شرح النووي على مسلم)) (6/98).
  6. (6) ((أخلاق القرآن)) للشرباصي (3/88).
  7. (7) ((نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر)) لابن الجوزي (ص: 260).
  8. (8) ((أخلاق القرآن)) للشرباصي (3/87).