موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- نماذِجُ من حِفظِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للِسانِه


كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحفَظَ النَّاسِ للِسانِه، وأحرَصَهم على استعمالِه في الخيرِ، وهو أبعَدُ النَّاسِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كُلِّ قولٍ فاحِشٍ بذيءٍ، وهو أسلَمُ النَّاسِ للنَّاسِ، فلا يتكَلَّمُ لسانُه إلَّا بالخيرِ، ولا يدُلُّ إلَّا على الخيرِ، ولا يسكُتُ إلَّا عن شَرٍّ.
- عن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قال: (لم يكُنِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاحِشًا ولا متفَحِّشًا) [3481] أخرجه البخاري (3559) واللفظ له، ومسلم (2321). .
- وعن أبي عبدِ اللَّهِ الجَدَليِّ يقولُ: ((سألتُ عائشةَ عن خُلُقِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: لم يكُنْ فاحِشًا ولا مُتفَحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواقِ، ولا يجزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولكِنْ يعفو ويَصفَحُ)) [3482] أخرجه الترمذي (2016) واللفظ له، وأحمد (25417). صحَّحه الترمذي، وابن حبان في ((صحيحه)) (6443)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2016)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1572). والحديثُ رُوِي بلفظٍ مقارِبٍ؛ عن عبدِ اللهِ بن عمرو بن العاص: رَضِيَ اللهُ عنهما (أنَّ هذه الآيةَ التي في القُرآنِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الأحزاب: 45] ، قال في التَّوراةِ: يا أيُّها النَّبيُّ إنَّا أرسَلْناك شاهِدًا ومُبَشِّرًا وحِرزًا للأُمِّيِّين، أنت عبدي ورسولي، سمَّيتُك المتوَكِّلَ، ليس بفَظٍّ ولا غليظٍ، ولا سَخَّابٍ بالأسواقِ، ولا يدفعُ السَّيِّئةَ بالسَّيِّئةِ، ولكِنْ يعفو ويَصفَحُ). أخرجه البخاري (4838). .
(لم يكُنْ فاحِشًا، أي: ذا فُحشٍ في أقوالِه وأفعالِه. ولا مُتفَحِّشًا، أي: متكَلِّفًا فيه ومتعَمِّدًا) [3483] ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (6/ 157). .
- وعن عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: ((دخل رهطٌ من اليهودِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا: السَّامُ عليكم، قالت عائشةُ: ففَهِمْتُها فقُلتُ: وعليكم السَّامُ واللَّعنةُ! قالت: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَهلًا يا عائشةُ! إنَّ اللهَ يحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أوَلم تسمَعْ ما قالوا؟ قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قد قلتُ: وعليكم)) [3484] أخرجه البخاري (6024) واللفظ له، ومسلم (2165). .
- وعن عائشةَ، قالت: ((قلتُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: حَسْبُك من صَفيَّةَ كذا وكذا! فقال: لقد قُلتِ كَلِمةً لو مُزِجَت بماءِ البَحرِ لمزَجَتْه! قالت: وحكَيتُ له إنسانًا، فقال: ما أُحِبُّ أنِّي حكيتُ إنسانًا وأنَّ لي كذا وكذا)) [3485] أخرجه أبو داود (4875) واللفظ له، والترمذي (2502)، وأحمد (25560). صحَّحه الترمذي، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (118)، والشوكاني في ((الفتح الرباني)) (11/5593)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4875)، والوادعي على شرط الشيخين في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1615). .

انظر أيضا: