موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى حُسْنِ السَّمْتِ لغةً واصطِلاحًا


السَّمْتُ لغةً:
السَّمْتُ مصدَرُ سَمَت، و(سمت): أصلٌ يدُلُّ على نهجٍ وقَصدٍ وطريقةٍ، يقالُ: سَمَت: إذا أخذ النَّهجَ، ويقال: الزَمْ هذا السَّمْتَ، أي: الطَّريقَ، وسَمَت سَمْتَه: قصَد قصْدَه ونحا نحوَه، والسَّمْتُ: السِّيرةُ والهيئةُ والطَّريقةُ، وقيل: هو اتِّباعُ الحقِّ والهَديِ، وحُسنُ الجوارِ، وقِلَّةُ الأذيَّةِ، ويقالُ: إنَّ فلانًا لحَسَنُ السَّمْتِ: إذا كان مستقيمَ الطَّريقةِ، متحَرِّيًا لفِعلِ الخيرِ، وقيل: فلانٌ حَسَنُ السَّمْتِ: إذا كان حَسَنَ القَصدِ والمذهَبِ في دينِه ودُنياه .
الخلاصةُ أنَّ السَّمْتَ له معنيانِ:
الأوَّلُ: حُسنُ الهيئةِ والمنظَرِ في مذهَبِ الدِّينِ، وليس من الجَمالِ والزِّينةِ، ولكِنْ يكونُ له هيئةُ أهلِ الخيرِ ومَنظَرُهم.
الثَّاني: الطَّريقُ.
 فيقالُ: الزَمْ هذا السَّمْتَ، يكونُ بمعنى أن يلزَمَ طريقةَ أهلِ الإسلامِ، ويكونُ بمعنى أن يكونَ له هيئةُ أهلِ الإسلامِ .
حُسْنُ السَّمْتِ اصطِلاحًا:
- رُوِيَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: (السَّمْتُ الحَسَنُ: هو السِّيما، وهو الخُشوعُ يبدو على الوَجهِ) .
- وقال ابنُ بطَّالٍ: (أن يكونَ له هيئةُ أهلِ الخيرِ ومنظَرُهم) .
- وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (هو الوَقارُ والحياءُ وسُلوكُ طريقةِ الفُضَلاءِ) .
- وقال الزَّمخشريُّ: (هو أخذُ النَّهجِ، ولُزومُ المحجَّةِ) .
وقيل: هو تحَرِّي طُرُقِ الخيرِ، والتَّزَيِّي بزِيِّ الصَّالحين، مع التَّنَزُّهِ عن المعائِبِ الظَّاهِرةِ والباطِنةِ .
وقيل: هو حُسنُ المظهَرِ الخارجيِّ للإنسانِ من طريقةِ الحديثِ والصَّمتِ، والحركةِ والسُّكونِ، والدُّخولِ والخُروجِ، والسِّيرةِ العَمَليَّةِ في النَّاسِ؛ بحيثُ يستطيعُ مَن يراه أو يسمَعُه أن ينسُبَه لأهلِ الخيرِ والصَّلاحِ والدِّيانةِ والفلاحِ

انظر أيضا:

  1. (1) ((تهذيب اللغة)) للأزهري (12/ 270، 271)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 99)، ((النهاية)) لابن الأثير (5/ 253).
  2. (2) يُنظَر: ((غريب الحديث)) للقاسم بن سلام (3/384).
  3. (3) ((المحرر الوجيز)) لابن عطية (5/ 141).
  4. (4) ((شرح البخاري)) لابن بطال (9/ 282).
  5. (5) ((الاستذكار)) (8/ 452).
  6. (6) ((الفائق)) (2/ 198، 199).
  7. (7) ينظر ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (6/ 483) ونسبه لابنِ حَجَرٍ. 
  8. (8) ((نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)) (5/1588).