موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى حُسْنِ السَّمْتِ لغةً واصطِلاحًا


السَّمْتُ لغةً:
السَّمْتُ مصدَرُ سَمَت، و(سمت): أصلٌ يدُلُّ على نهجٍ وقَصدٍ وطريقةٍ، يقالُ: سَمَت: إذا أخذ النَّهجَ، ويقال: الزَمْ هذا السَّمْتَ، أي: الطَّريقَ، وسَمَت سَمْتَه: قصَد قصْدَه ونحا نحوَه، والسَّمْتُ: السِّيرةُ والهيئةُ والطَّريقةُ، وقيل: هو اتِّباعُ الحقِّ والهَديِ، وحُسنُ الجوارِ، وقِلَّةُ الأذيَّةِ، ويقالُ: إنَّ فلانًا لحَسَنُ السَّمْتِ: إذا كان مستقيمَ الطَّريقةِ، متحَرِّيًا لفِعلِ الخيرِ، وقيل: فلانٌ حَسَنُ السَّمْتِ: إذا كان حَسَنَ القَصدِ والمذهَبِ في دينِه ودُنياه [3036] ((تهذيب اللغة)) للأزهري (12/ 270، 271)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 99)، ((النهاية)) لابن الأثير (5/ 253). .
الخلاصةُ أنَّ السَّمْتَ له معنيانِ:
الأوَّلُ: حُسنُ الهيئةِ والمنظَرِ في مذهَبِ الدِّينِ، وليس من الجَمالِ والزِّينةِ، ولكِنْ يكونُ له هيئةُ أهلِ الخيرِ ومَنظَرُهم.
الثَّاني: الطَّريقُ.
 فيقالُ: الزَمْ هذا السَّمْتَ، يكونُ بمعنى أن يلزَمَ طريقةَ أهلِ الإسلامِ، ويكونُ بمعنى أن يكونَ له هيئةُ أهلِ الإسلامِ [3037] يُنظَر: ((غريب الحديث)) للقاسم بن سلام (3/384). .
حُسْنُ السَّمْتِ اصطِلاحًا:
- رُوِيَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: (السَّمْتُ الحَسَنُ: هو السِّيما، وهو الخُشوعُ يبدو على الوَجهِ) [3038] ((المحرر الوجيز)) لابن عطية (5/ 141). .
- وقال ابنُ بطَّالٍ: (أن يكونَ له هيئةُ أهلِ الخيرِ ومنظَرُهم) [3039] ((شرح البخاري)) لابن بطال (9/ 282). .
- وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (هو الوَقارُ والحياءُ وسُلوكُ طريقةِ الفُضَلاءِ) [3040] ((الاستذكار)) (8/ 452). .
- وقال الزَّمخشريُّ: (هو أخذُ النَّهجِ، ولُزومُ المحجَّةِ) [3041] ((الفائق)) (2/ 198، 199). .
وقيل: هو تحَرِّي طُرُقِ الخيرِ، والتَّزَيِّي بزِيِّ الصَّالحين، مع التَّنَزُّهِ عن المعائِبِ الظَّاهِرةِ والباطِنةِ [3042] ينظر ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (6/ 483) ونسبه لابنِ حَجَرٍ.  .
وقيل: هو حُسنُ المظهَرِ الخارجيِّ للإنسانِ من طريقةِ الحديثِ والصَّمتِ، والحركةِ والسُّكونِ، والدُّخولِ والخُروجِ، والسِّيرةِ العَمَليَّةِ في النَّاسِ؛ بحيثُ يستطيعُ مَن يراه أو يسمَعُه أن ينسُبَه لأهلِ الخيرِ والصَّلاحِ والدِّيانةِ والفلاحِ [3043] ((نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)) (5/1588).

انظر أيضا: