موسوعة الأخلاق

ذم الحسد في واحة الشعر


أكثر الشعراء من ذكر الحسد والحساد، وأطنبوا في وصف ذلك الخلق الذميم والتندر بأصحابه، ومن ذلك:
قال ابن المعتز:


ما عابني إلا الحسو





دُ وتلك من خيرِ المعايب



وإذا فقدتُ الحاسديـ





ن فقدتُ في الدنيا المطايب [5312] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (2/210).


وقال محمود الوراق:


أعطيت كلَّ الناسِ من نفسي الرضا





إلا الحسودَ فإنَّه أعياني



لا أنَّ لي ذنبًا لديه علمتُه





إلَّا تظاهر نعمةِ الرحمنِ



يطوي على حنقٍ حشاه لأن رأى





عندي كمالَ غنى وفضلَ بيانِ



ما إن أرى يرضيه إلا ذلَّتي





وذهابُ أموالي وقطعُ لساني [5313] ((ديوان محمود الوراق)) (ص 197).


وقال الطغرائي:


جاملْ عدوَّك ما استطعتَ فإنَّه





بالرفقِ يطمع في صلاح الفاسدِ



واحذرْ حسودَك ما استطعت فإنَّه





إن نمت عنه فليس عنك براقدِ



إنَّ الحسودَ وإن أراك توددًا





منه أضرُّ من العدو الحاقدِ



ولربما رضي العدوُّ إذا رأى





منك الجميلَ فصار غير معاندِ



ورضا الحسودِ زوالُ نعمتك التي





أوتيتها من طارف [5314] الطارف: المال المستحدث. ((لسان العرب)) لابن منظور (9/ 214). أو تالدِ [5315] التالد: المال القديم الأصلي الذي ولد عندك. ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 99).



فاصبرْ على غيظِ الحسود فنارُه





ترمي حشاه بالعذابِ الخالدِ



تضفو على المحسودِ نعمةُ ربِّه





ويذوبُ من كمدٍ [5316] الكمد الحزن المكتوم. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/381). فؤادُ الحاسدِ [5317] ((ديوان الطغرائي))  (ص 68).


وقال المعافى بن زكريا النهرواني:


ألا قلْ لمن كان لي حاسدًا





أتدري على من أسأت الأدبْ



أسأتَ على الله في فعلِه







لأنَّك لم ترضَ لي ما وهبْ



فأخزاك عنه بأن زادني





وسدَّ عليك وجوهَ الطلبْ [5318] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص 603).


وقال الطائي:


وإذا أراد الله نشرَ فضيلةٍ





طُويت أتاح لها لسانَ حسودِ



لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ





ما كان يُعرفُ طيبُ عرفِ العودِ



لولا التخوفُ للعواقبِ لم تزلْ





للحاسدِ النعمى على المحسودِ [5319] ((عيون الأخبار)) للدينوري (2/11).


وقال أبو الأسود:


حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيَه





فالقومُ أعداءٌ له وخصومُ



كضرائرِ [5320] ضرائر: جمع ضرة، وضرة المرأة: امرأة زوجها. ((لسان العرب)) لابن منظور (4/486). الحسناءِ قلنَ لوجهِها





حسدًا وبغيًا إنَّه لدميمُ



والوجهُ يشرقُ في الظلامِ كأنَّه





بدرٌ منيرٌ والنساءُ نجومُ



وترَى اللبيبَ محسدًا لم يجترمْ





شتمَ الرجالِ وعرضُه مشتومُ



وكذاك مَن عظمتْ عليه نعمةٌ





حسادُه سيفٌ عليه صرومُ



فاتركْ محاورةَ السفيهِ فإنَّها





ندمٌ وغبٌّ [5321] غب الأمر ومغبته: عاقبته وآخره. ((لسان العرب)) لابن منظور (1/634). بعدَ ذاك وخيمُ [5322] ((خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب)) لعبد القادر البغدادي (8/567). ووخيم: ثقيل رديء. ((لسان العرب)) لابن منظور (12/631).


وقال آخر:


إن يحسدوني فإني غيرُ لائمِهم





قبلي مِن الناسِ أهلِ الفضلِ قد حُسدوا



فدامَ لي ولهم ما بي وما بهم





ومات أكثرُنا غيظًا بما يجدُ



أنا الذي يجدوني في صدورِهم





لا أرتقي صدرًا منها ولا أردُ [5323] ((الأمالي)) للقالي (2/198).


وقال أبو الحسن التهامي:


إني لأرحمُ حاسديَّ لحرِّ ما





ضمَّت صدورُهم من الأوغارِ [5324] الأوغار: جمع وغر وهو: الحقد، والضغن، والعداوة، والتوقد من الغيظ ((القاموس المحيط)) للفيروز آبادي (ص 492).



نظروا صنيعَ الله بي فعيونُهم





في جنةٍ وقلوبُهم في نارِ [5325] ((البداية والنهاية)) لابن كثير (12/25).


وقال آخر:


كلُّ العداواتِ قد تُرجَى مودتُها





إلا عداوةَ مَن عاداك مِن حسدِ [5326] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/189).


وقال آخر:


ما يُحسدُ المرء إلا مِن فضائلِه





بالعلمِ والظرفِ أو بالبأسِ والجودِ [5327] ((زهر الآداب وثمر الألباب)) للقيرواني (1/247).


وقال آخر:


اصبرْ على حسدِ الحسو





دِ فإنَّ صبرَك قاتلُه



النارُ تأكلُ بعضَها





إن لم تجدْ ما تأكلُه [5328] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/174).




انظر أيضا: