تم اعتماد المنهجية من الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)
- قال بعض البلغاء: (الزم الصَّمت؛ فإنَّه يُكسبك صفو المحبَّة، ويُؤمِّنك سوء المغبَّة، ويُلبسك ثوب الوَقَار، ويكفيك مئونة الاعتذار). وقال بعض الفُصَحاء: (اعقل لسانك إلَّا عن حقٍّ توضِّحه، أو باطلٍ تدحضه، أو حكمةٍ تنشرها، أو نعمةٍ تذكرها). وقال الشَّاعر:
رأيت العزَّ في أدبٍ وعقلٍ
وفي الجهل المذلَّة والهوانُ
وما حُسْن الرِّجال لهم بحسنٍ
إذا لم يُسعِد الحُسنَ البيانُ
كفى بالمرء عيبًا أن تراه
له وجهٌ وليس له لسانُ [4183] ((أدب الدُّنْيا والدِّين)) للماوردي (ص 275).
لذلك حَمَدت العرب آراء الشُّيوخ، حتى قال بعضهم: (المشايخ أشجار الوَقَار) [4184] ((أدب الدُّنْيا والدِّين)) للماوردي (ص 20). - وقالوا: (إنَّ رداء الوَقَار والحِلْم، أَزْيَن ما تعطَّف به ذو العلم، فتحلَّم وتوقَّر وإن لم يكونا من جَدَائلك) [4185] ((مقامات الزَّمخشري)) (ص 179). - ويقال: (لا تُخلِّق نفسك بالحرص، فتُذهب عنك بهجة الوَقَار) [4186] ((التذكرة الحمدونيَّة)) لابن حمدون (3/117). - ويقال: (العجلة تسلب الوَقار) [4187] ((الجليس الصَّالح الكافي)) لابن طرار (ص 582). - و(يقال: مِن صفة النَّاسك الوَقَار، والاستتار بالقُنُوع، ورفض الشَّهوات للتخلِّي من الأحزان، وترك إخافة النَّاس؛ لئلَّا يخافهم) [4188] ((مضاهاة أمثال كليلة ودمنة)) لمحمد بن الحسين اليمني (ص 9). - وقيل: (الوَقَار في الـنُّزْهة سَخَفٌ) [4189] ((مفيد العلوم ومبيد الهموم)) لأبي بكر الخوارزمي (ص 385). - ويقال: (كأنَّ على رؤوسهم الطَّير)، في الوَقَار [4190] ((التَّمثيل والمحاضرة)) للثَّعالبي (ص 363). - ويقال: (الشَّيب حلية العقل، وسِمَة الوَقَار) [4191] ((التَّمثيل والمحاضرة)) للثَّعالبي (ص 383). - وقال حكيم: (ليس التَّاج الذي يفتخر به علماء الملوك فضة ولا ذهبًا، لكنَّه الوَقَار المكلَّل بجواهر الحِلْم. وأحقُّ الملوك بالبسطة عند ظهور السَّقطة، من اتَّسعت قدرته) [4192] ((محاضرات الأدباء)) للرَّاغب الأصفهاني (1/276). - وقالوا: (المشايخ أشجار الوَقَار، ومنابع الأخبار، لا يطيش لهم سهم، ولا يُسفَّه لهم فهمٌ، إن رأوك على قبيحٍ صدُّوك، وإن رأوك على جميل أمدُّوك) [4193] ((ربيع الأبرار)) للزَّمخشري (3/57). - وقيل: (إن جالست الملوك فالزم الصَّمت، واستعمل الوَقَار، واحفظ الأسرار) [4194] ((روض الأخيار)) للأماسي (ص 60).