العفو والصفح في واحة الشعر التشكيل
قال الشافعي:
لما عفوتُ ولم أحقِدْ على أحدٍ | | أرحتُ نفسي مِن همِّ العداواتِ |
إني أُحيِّي عدُوِّي عندَ رؤيتِه | | لأدفعَ الشرَّ عني بالتحياتِ |
وأُظهرُ البشْرَ للإنسانِ أُبغضُه | | كأنما قد حشَى قلبي محباتِ |
النَّاسُ داءٌ، وداءُ النَّاسِ قُربُهمُ | | وفي اعتزالِهمُ قطعُ الموداتِ [2771] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص 36). |
وقال أيضًا:
قالوا سكتَّ وقد خُوصِمتَ قلتُ لهم | | إنَّ الجواب لِبابِ الشرِّ مفتاحُ |
فالعفو عن جاهل أو أحمق أدب | | نعم وفيه لصونِ العِرض إصلاحُ |
إن الأُسود لتخشَى وهي صامتة | | والكلب يُحثَى ويُرمَى وهو نبَّاحُ [2772] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص 42). |
وقال منصور بن محمد الكريزي:
سأُلزمُ نفسي الصفحَ عن كلِّ مذنب | | وإن كثرت منه إليَّ الجرائمُ |
فما الناسُ إلَّا واحدٌ مِن ثلاثةٍ | | شريفٌ ومشروفٌ ومثلي مُقاومُ |
فأمَّا الذي فوقي فأعرفُ فضلَه | | وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ |
وأما الذي دوني فإن قال صنتُ عن | | إجابتِه عِرضي وإن لام لائمُ |
وأما الذي مثلي فإن زلَّ أو هفا | | تفضَّلتُ إنَّ الحلم للفضلِ حاكمُ [2773] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 166). |
وقال أبو الفتح البستي:
خذِ العفوَ وأْمُرْ بعرفٍ كما | | أمرت وأعرضْ عن الجاهلين |
ولِنْ في الكلامِ لكلِّ الأنامِ | | فمستحسَنٌ من ذوي الجاه لين [2774] ((زهر الآداب وثمر الألباب)) لأبي إسحاق القيرواني (2/427). |
وقال آخر:
إذا كنتُ لا أعفو عن الذنبِ مِن أخٍ | | وقلتُ أُكافيه فأينَ التفاضلُ |
فإن أقطعِ الإخوانَ في كلِّ عسرةٍ | | بقيتُ وحيدًا ليس لي من أُواصلُ |
ولكنني أُغضي جُفوني على القذَى | | وأصفحُ عمَّا رابني وأُجاملُ [2775] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (3/80). |