حاربت الكنيسة العلوم والاكتشافات العلمية وكل المحاولات الجديدة لفهم كتابهم المقدس، ورمت ذلك كله بالهرطقة، وواجهت هذه الاتجاهات بمنتهى العنف والقسوة، مما أوجد ردة فعل قوية، تمثَّلت في ظهور المذاهب العلمانية والأفكار الإلحادية.
المطلب العاشر: أعيادهم
عيد البشارة ويسمَّى السَّبار:
ويعنون به بشارة غبريال، وهو جبريل عليه السَّلام في زعمهم لمريم عليها السَّلام بميلاد عيسى صلوات الله عليه، ويكون في اليوم التَّاسع والعشرين من برمهات من شهور القبط، وهو من أعظم الأعياد عندهم.
عيد الزَّيتونة وهو عيد الشَّعانين:
وتفسيره بالعربية التَّسبيح ويعملونه في سابع أحد من صومهم، وسنَّتهم فيه أن يخرجوا بسعف النَّخيل من الكنيسة، وهو يوم ركوب المسيح لليعفور (وهو الحمار) في القدس، ودخوله صهيون وهو راكب، والنَّاس يسبحون بين يديه، وهو يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر. ومن عاداتهم فيه تزيين الكنائس.
عيد الفصح:
وهو العيد الكبير عندهم، ويعملونه في يوم الفطر من صومهم الأكبر، ويزعمون أنَّ المسيح عليه السَّلام قام فيه بعد الصَّلب بثلاثة أيامٍ، وخلَّص آدم من الجحيم، وأقام في الأرض أربعين يومًا آخرها الخميس، ثمَّ صعد إلى السَّماء.
عيد خميس الأربعين:
ويسمِّيه الشَّاميُّون (السلاق) وهو الثَّاني والأربعون من الفطر، ويزعمون أنَّ المسيح عليه السَّلام تسلَّق فيه من تلاميذه إلى السماء بعد القيام، ووعدهم بإرسال الفارقليط، وهو روح القدس عندهم.
عيد الخميس:
وهو عيد العنصرة، ويحتفلون به بعد خمسين يومًا من القيام، ويقولون أنَّ روح القدس حلت في التلاميذ، وتفرقت عليهم ألسنة النَّاس؛ فتكلموا بجميع الألسنة، وذهب كل واحدٍ منهم إلى بلاد لسانه الَّذي تكلم به، يدعوهم إلى دين المسيح عليه السَّلام.
عيد الميلاد، والمعروف اليوم بالكرسمس:
وهو اليوم الَّذي يقولون: إنَّ المسيح عليه السَّلام ولد فيه ببيت لحم. ويعملونه في التَّاسع والعشرين من كيهك من شهور القبط ويزعمون أنَّه ولد يوم الاثنين، فيجعلون عشية الأحد ليلة الميلاد، ويوقد فيها المصابيح بالكنائس ويزيِّنونها.
عيد الغطاس أو الظُّهور الإلهي:
والأصل فيه عندهم أنَّ يحيى بن زكريا عليهما السَّلام المعروف عندهم بيوحنا المعمَّد، عمَّد المسيح أي: غسَّله في بحيرة الأردن، وعندما خرج المسيح عليه السَّلام من الماء اتصل به روح القدس، فصار النَّصارى يغمسون أوَّلادهم في هذا اليوم، ولا يكون ذلك إلَّا في شدة البرد، ويسمونه يوم الغطاس، ويكون في اليوم الحادي عشر من شهر طوبة.
عيد الختان:
ويعملونه في سادس بؤنة من شهور القبط، ويقولون: إنَّ المسيح عليه السَّلام خُتِنَ فيه، وهو اليوم الثَّامن من الميلاد.
عيد دخول الهيكل:
كما يُسمَّى بعيد الأربعين، وعيد الشَّمع، وهو إتيان مريم هيكل القدس مع عيسى، وقد مضى على ميلاده أربعون يومًا.
ويقولون: إنَّ سمعان الكاهن دخل بعيسى عليه السَّلام وأمَّه في الهيكل، وبارك عليه، ويُعمل في ثامن شهر أمشير من شهور القبط.
ويعلِّلون سبب دخول الهيكل أنَّ ذلك لإتمام شريعتي التَّطهير والفداء. التَّطهير للأمِّ والفداء للابن.
عيد خميس العهد:
ويعملونه قبل الفصح بثلاثة أيام، وشأنهم فيه أن يأخذوا إناءً ويملؤونه ماءً ويزمزموا عليه، ثمَّ يغسل البطريك به أرجل النَّصارى الحاضرين للتبرك، ويزعمون أنَّ المسيح عليه السَّلام فعل هذا بتلاميذه في هذا اليوم ليعلمهم التواضع، ثمَّ أخذ عليهم العهد ألَّا يتفرقوا، وأن يتواضع بعضهم لبعض، والعامة من النَّصارى يسمُّونه خميس العدس؛ لأنَّهم يطبخون فيه العدس على ألوانٍ شتى. كما يُعرف هذا العيد بيوم غسل أرجل الحواريين.
عيد سبت النُّور:
وهو قبل الفصح بيوم، ويزعمون أنَّ النُّور يظهر على مقبرة المسيح في هذا اليوم، فتشتعل منه مصابيح كنيسة القيامة الَّتي ببيت المقدس، ثمَّ يحملون ما يوقد من ذلك الضَّوء إلى بلادهم متبركين به.
عيد حدِّ الحدود، ويسمَّى بالأحد الجديد:
وهو بعد الفصح بثمانية أيامٍ، يعملونه أوَّل أحد بعد الفطر، ومن عادتهم فيه تجديد الآلات، والأثاث، واللباس، ومنه يأخذون في الاستعداد للمعاملات وأمور الدُّنيا والمعاش.
عيد التجلي:
ويكون في الثَّالث عشر من شهر مسرى من شهور القبط حتى السَّابع والعشرين منه.
ويزعمون فيه أنَّ المسيح عليه السَّلام تجلَّى لتلاميذه بعد أن رُفِعَ في هذا اليوم، وتمنَّوا عليه أن يحضر لهم إيليا وموسى عليهم السَّلام، فأحضرهما لهم بمصلى بيت المقدس، ثمَّ صعد وتركهم.
عيد الصَّليب:
ويكون في السَّابع عشر من توت من شهور القبط؛ وذلك أنَّه لمـَّا تنصَّر قسطنطين، خرجت أمُّه هيلانة إلى الشَّام، فبنت به الكنائس، وسارت إلى بيت المقدس، وطلبت الخشبة الَّتي زعمت النَّصارى أنَّ المسيح عليه السَّلام قلب عليها، فحملت إليها فغلفتها بالذَّهب وحملتها إلى ابنها، فعمل من المساير لجامًا لفرسه وعمل صليبًا من ذهبٍ، ووضعه على جبهته واتخذ ذلك اليوم عيدًا.<الأعياد وأثرها على المسلمين لسليمان السحيمي- ص 49>