موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: تَعاليمُ الطَّريقةِ النَّقشَبَنْديَّةِ


قال مُحَمَّد أمين الكُرديُّ: (مَبنى هذه الطَّريقةِ العَليَّةِ على العَمَلِ بإحدى عَشرةَ كَلِمةً فارِسيَّةً: ثَمانيةٌ منها مَأثورةٌ عن حَضرةِ الشَّيخِ عبدِ الخالِقِ الغُجْدُوانيِّ... وبعدَها ثَلاثةٌ عنِ الشَّيخِ الأكبَرِ السَّيِّدِ مُحَمَّد بَهاءِ الدِّينِ النَّقشَبَنْديِّ) [1132] ((تنوير القلوب)) (ص: 565). .
الكَلِماتُ الإحدى عَشرةَ هي:
1- (هُوش دَردمْ) بمَعنى حِفظِ النَّفسِ عنِ الغَفلةِ، فيَكونُ قَلبُه حاضِرًا مَعَ اللهِ تعالى في جَميعِ الأنفاسِ.
2- (نَظَرْ بَرْقَدم) بمَعنى أن يَكونَ نَظَرُ السَّالكِ إلى قدَمَيه عِندَ المَشيِ، وبَينَ يَدَيه حالَ القُعودِ؛ لأنَّ النُّقوشَ والألوانَ تُفسِدُ عليه حالَه، فالذَّاكِرُ المبتدئُ إذا تَعَلَّقَ نَظَرُه بالمُبصَراتِ تَفرَّقَت قوَّةُ قَلبِه وانشَغَل عنِ الذِّكْرِ.
3- (سَفَرْ درْ وطَنْ) بمَعنى سَفرِ السَّالكِ من عالمِ الخَلقِ إلى جَنابِ الحَقِّ بالانتِقال منَ الصِّفاتِ البَشَريَّةِ الخَسيسةِ إلى الصِّفاتِ المَلكيَّةِ الفاضِلةِ.
4- (خَلْوَتْ درْأَنَجمن) بمَعنى أن يَكونَ قَلبُ السَّالكِ حاضِرًا مَعَ الحَقِّ سُبحانَه، سَواءٌ كان لوحدِه في خَلوةٍ ظاهريَّةٍ للتَّعَبُّدِ أو مَعَ النَّاسِ، فتَكونُ له مَعَ اللهِ تعالى خَلوةٌ باطِنيَّةٌ.
5- (يادكرد) مَعناه تَكرارِ الذِّكرِ على الدَّوامِ، سَواءٌ باسمِ الذَّاتِ أو بالنَّفيِ والإثباتِ.
6- (بَازْ كَشْت) أي: إلهي أنتَ مَقصودي ورِضاك مَطلوبي.
7- (نكاهَ داشت) أي حِفظُ القَلبِ عن وُرودِ الخَواطِرِ عِندَ الذِّكْرِ.
8- (ياددشت) مَعناه التَّوجُّهُ الصِّرفُ المُجَرَّدُ عنِ الألفاظِ إلى مُشاهَدةِ أنوارِ الذَّاتِ الأحديَّةِ، وذلك بَعدَ الفناءِ التَّامِّ.
9- (وقوفٌ زمانيٌّ) مَعناه أنَّه ينبغي للسَّالكِ بَعدَ مُضيِّ كُلِّ ساعَتَينِ أو ثَلاثٍ أن يَلتَفِتَ إلى حالِ نَفسِه كَيف كان في هاتَينِ السَّاعَتَينِ أوِ الثَّلاثِ؛ فإن كان حالُه الحُضورَ مَعَ اللهِ تعالى شَكَر اللهَ عَزَّ وجَلَّ على هذا التَّوفيقِ، وعَدَّ نَفسَه مَعَ ذلك مقصِّرًا في ذلك الحُضورِ الماضي واستَأنَف حضورًا أتَمَّ، وإن كان حالُه الغَفلةَ استَغفرَ منها وأنابَ ورَجَعَ إلى الحُضورِ التَّامِّ.
10- (وقوفٌ عَدَديٌّ) مَعناه المُحافظةُ على عَدَدِ الوِترِ في النَّفيِ والإثباتِ ثلاثًا أو خمسًا وهَكَذا إلى إحدى وعِشرينَ مَرَّةً.
11- (وقوفٌ قَلبيٌّ) قيل: هو عِبارةٌ عن حُضورِ القَلبِ مَعَ الحَقِّ سُبحانَه على وجهٍ لا يبقى للقَلبِ فيه مَقصودٌ غَيرُ الحَقِّ سُبحانَه ولا ذُهولٌ عن مَعنى الذِّكرِ، وهو من شُروطِ الذِّكرِ التي لا بُدَّ منها. وقيل أيضًا في تَفسيرِ الوُقوفِ القَلبيِّ: هو كَونُ الذَّاكِرِ واقفًا على قَلبِه وقتَ الذِّكرِ بحَيثُ يَتَوجَّهُ إلى قَلبِه ويَجعَلُه مَشغولًا بلفظِ الذِّكْرِ ومَعناه، ولا يَترُكُه غافِلًا عنه وذاهلًا عن مَعناه [1133] يُنظر: ((البهجة السنية)) للخاني (ص: 54- 57)، ((تنوير القلوب)) للكردي (ص: 565)، ((السبع الأسرار)) لمحمد معصوم (ص: 98). .

انظر أيضا: