موسوعة الفرق

المَبحَثُ الخامِسُ: بِدَعُهم في الأدعيةِ والأذكارِ


للتِّجانيِّينَ مَجموعةٌ كَبيرةٌ مِنَ الأورادِ والأذكارِ المُبتَدَعةِ، منها ما هو لازِمٌ لمَن دَخَلَ الطَّريقَ، ومنها ما هو اختياريٌّ. وهي في الجُملةِ كالآتي:
أوَّلًا: الأورادُ اللَّازِمةُ:
أ- الوِرْدُ:
ويُقرَأُ صَباحًا ومَساءً، وهو:
1- أستَغفِرُ اللهَ. (مِائةَ مَرَّةٍ).
2- الصَّلاةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأيِّ صيغةٍ. (مِائةَ مَرَّةٍ).
3- الكَلِمةُ المُشَرَّفةُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ. (مِائةَ مَرَّةٍ).
ولا بُدَّ مِنَ التَّرتيبِ في الأورادِ [446] ((أحزاب وأوراد)) للتجاني (ص: 8). .
ب - الوَظيفةُ:
وتُقرَأُ في اليَومِ مَرَّةً إمَّا صَباحًا وإمَّا مَساءً، فإن قُرِئَت في الوَقتَينِ كان أفضَلَ، وهي:
1- أستَغفِرُ اللهَ العَظيمَ الذي لا إلَهَ إلَّا هو الحَيَّ القَيُّومَ. (ثَلاثينَ مَرَّةً).
2- صَلاةُ الفاتِحِ لِما أُغلِقَ. (خَمسينَ مَرَّةً).
3- لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ. (مِائةَ مَرَّةٍ).
4- جَوهَرةُ الكمالِ. (اثنَتَي عَشرةَ مَرَّةً).
ومن شُروطِ قِراءةِ جَوهَرةِ الكَمالِ عِندَهم:
1- أنَّها لا تُقرَأُ إلَّا بالطَّهارةِ المائيَّةِ دونَ التُّرابيَّةِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والخُلَفاءَ الأربَعةَ -على زَعمِهم- يَحضُرونَ عِندَ قِراءةِ السَّابِعةِ منها.
ويَنوبُ عن جَوهَرةِ الكمالِ عِشرونَ مِن صَلاةِ الفاتِحِ لِما أُغلِقَ لغَيرِ المُتَوَضِّئِ.
2- وُجودُ الفِراشِ الطَّاهرِ الذي يَسَعُ سِتَّةَ أشخاصٍ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَحضُرُ والخُلَفاءُ الأربَعةُ [447] ((أحزاب وأوراد)) للتجاني (ص: 8). .
وجوهرةُ الكَمالِ هي:
(اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ على عَينِ الرَّحمةِ الرَّبَّانيَّةِ، والياقوتةِ المُتَحَقِّقةِ الحائطةِ بمركزِ الفُهومِ والمَعاني، ونورِ الأكوانِ المُتَكَوِّنةِ الآدَميِّ، صاحِبِ الحَقِّ الرَّبَّانيِّ، البَرقِ الأسطَعِ بمُزونِ الأرياحِ المائلةِ لكُلِّ مُتعَرِّضٍ مِنَ البُحورِ والأواني، ونورِك اللَّامِعِ الذي مَلَأتَ به كَونَك الحائِطَ بأمكِنةِ المَكانيِّ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ على عَينِ الحَقِّ التي تَتَجَلَّى منها عُروشُ الحَقائِقِ، عَينِ المَعارِفِ الأقوَمِ صِراطِك التَّامِّ الأسقَمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ على طَلعةِ الحَقِّ بالحَقِّ، الكَنزِ الأعظَمِ، إفاضَتَك منك إليك، إحاطةَ النُّورِ المُطَلسَمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعلى آلِه صَلاةً تُعَرِّفُنا بها إيَّاه) [448] ((أحزاب وأوراد)) للتجاني (ص: 13، 14). .
ج- ذِكرُ الجُمُعةِ:
مِنَ الأورادِ اللَّازِمةِ في الطَّريقةِ ذِكرُ (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ) ساعةً أو أكثَرَ مُتَّصِلةً بغُروبِ الشَّمسِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ يَومَ الجُمعةِ، ولا يُشتَرَطُ التَّقييدُ بعَدَدٍ.
فإن لم يَتَمَكَّنْ مِنَ الذِّكرِ ساعةً ذَكرَها مِن ألفٍ إلى ألفٍ وسِتّمِائةٍ، ولا بُدَّ مِنَ اتِّصالِ الذِّكرِ بالغُروبِ، سَواءٌ بعَدَدٍ أو بغَيرِ عَدَدٍ؛ فقَد ورَدَ أنَّ الصُّحُفَ تُعرَضُ على الحَقِّ سُبحانَه في كُلِّ أسبوعٍ، فيَكونُ آخِرَ صَحيفَتِه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأوَّلَها لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ [449] ((أحزاب وأوراد)) للتجاني (ص: 10، 11). .
كما يُشتَرَطُ فيها أيضًا ما يُشتَرَطُ في جَوهَرةِ الكمالِ مِن أنَّها لا تَصِحُّ إلَّا بالطَّهارةِ المائيَّةِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَحضُرُها في زَعمِهم [450] ((الدرة الخريدة)) للنظيفي (3/ 200). .
ثانيًا: الأورادُ الاختياريَّةُ:
وهي كَثيرةٌ جِدًّا، منها:
1- ياقوتةُ الحَقائِقِ.
2- الصَّلاةُ الغَيبيَّةُ.
3- الحِزبُ السَّيفيُّ.
4- حِزبُ البَحرِ.
5- الأسماءُ الإدريسيَّةُ.
6 - استِغفارُ الخَضِرِ.
7- دُعاءٌ لرُؤيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقَظةً بَعدَ مَوتِه.
8- صَلاةُ رَفعِ الأعمالِ.
9- المَسبَّعاتُ العَشرُ.
10- دُعاءٌ في قوتِ القُلوبِ.
ويُشتَرَطُ فيها الإذنُ الخاصُّ مِنَ الشَّيخِ أو مَن يَقومُ مَقامَه.
نماذِجُ من هذه الأورادِ:
1- استِغفارُ الخَضِرِ:
(اللهُمَّ إنِّي أستَغفِرُك من كُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إليك منه ثُمَّ عُدتُ فيه، وأستَغفِرُك من كُلِّ ما وعَدتُك به نَفسي ثُمَّ لم أوفِ لك به، وأستَغفِرُك من كُلِّ عَمَلٍ أرَدتُ به وجهَك فخالَطَني فيه غَيرُك، وأستَغفِرُك من كُلِّ نِعمةٍ أنعَمتَ بها علَيَّ فاستَعَنتُ بها على مَعصيَتِك، وأستَغفِرُك يا عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، ومِن كُلِّ ذَنبٍ أذَنبتُه في ضياءِ النَّهارِ أو سَوادِ اللَّيلِ في ملاءٍ أو خَلاءٍ أو سِرٍّ أو عَلانيةٍ يا حَليمُ) [451] ((أحزاب وأوراد)) للتجاني (ص: 104، 105). .
2- دُعاءٌ يُقرَأُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لرُؤيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقَظةً بَعدَ مَوتِه:
(اللَّهُمَّ اجمَعْ جَميعَ أذكارِ الذَّاكِرينَ وجَميعَ صَلَواتِ المُصَلِّينَ، واجعَلْ جَميعَ الأذكارِ ذِكْري، وجَميعَ الصَّلَواتِ صَلاتي في سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ شَفيعِ المُذنِبينَ، وعلى آلِه الأبحُرِ الكامِلينَ، عَدَدَ ما في عِلمِك يا رَبِّ) [452] ((أحزاب وأوراد)) للتجاني (ص: 106). .
3- وِردُ صلاةِ رَفعِ الأعمالِ:
(اللَّهُمَّ صَلِّ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبيِّ عَدَدَ مَن صَلَّى عليه مِن خَلقِك، وصَلِّ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبيِّ كما يَنبَغي لنا أن نُصَلِّيَ عليه، وصَلِّ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبيِّ كما أمَرتَنا أن نُصَلِّيَ عليه) [453] ((أحزاب وأوراد)) للتجاني (ص: 110). .
ب- الأصلُ في هذه الأورادِ:
قال النَّظيفيُّ: (إنَّ العَبدَ إذا دَخَلَ طَريقَ القَومِ وتَبَحَّرَ فيه، أعطاه اللهُ عَزَّ وجَلَّ هناك قوَّةَ الاستِنباطِ نَظيرَ الأحكامِ الإلَهيَّةِ الظَّاهرةِ على حَدٍّ سَواءٍ، فيَستَنبِطُ في الطَّريقِ واجِباتٍ ومَندوباتٍ وآدابًا ومُحَرَّماتٍ ومَكروهاتٍ وخِلافَ الأولى، نَظيرَ ما فعَلَه المُجتَهدونَ.. ومَن دَقَّقَ النَّظَرَ عَلِمَ أنَّه لا يَخرُجُ شَيءٌ مِن عُلومِ اللَّهِ تعالى عَنِ الشَّريعةِ) [454] ((الدرة الخريدة)) (3/ 216). ويُنظر نحوه: ((الانتصار للأولياء الأخيار)) لابن الملا (ص: 27). .
وبِمِثلِ هذه المُبتَدَعاتِ صَرَفوا النَّاسَ عَنِ الصَّلَواتِ الطَّيِّباتِ الزَّاكياتِ التي نَطَقَ بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وحَرَموا المُسلِمينَ الأجرَ الحَقيقيَّ، وأخرَجوا النَّاسَ مِنِ اتِّباعِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى اتِّباعِ أولئك المُبتَدِعينَ.

انظر أيضا: