موسوعة الفرق

تمهيدٌ: مجملُ أهمِّ تعاليمِ البَهائيَّةِ


إنَّ البَهائيَّةَ يظُنُّونَ أنَّهم يُقدِّمونَ للبَشَريَّةِ ما يُصلِحُهم في دينِهم ودُنياهم، فكانوا كما قال اللهُ تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [البقرة: 13-15] .
وهذه الآياتُ العَظيمةُ تَنطَبقُ تمامًا على البَهائيَّةِ؛ فهم مُفسِدونَ ويزعُمونَ أنَّهم مُصلِحونَ، وهم سُفهاءُ ويظُنُّونَ أنَّهم أوتوا عِلمًا لم يُؤتَه أحَدٌ قَبلَهم، وهم كذلك مِن أمهَرِ النَّاسِ في النِّفاقِ والتَّمَلُّقِ والمُراوغةِ، يُعطونَ كُلَّ شَخصٍ يجِدونَه ما يُحِبُّه مِنَ الأقوالِ والأفعالِ، وقد أخبَرَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ أنَّ مَن كانت هذه صِفتَه فإنَّ اللَّهَ يمُدُّ له في طُغيانِه إلى أن يُصبِحَ أضَلَّ مِنَ الأنعامِ، ثُمَّ يجِدَ بَعدَ ذلك جَزاءَ ما قَدَّم.
وفيما يلي ذِكرُ أهَمِّ تَعاليمِهمُ التي يُنادونَ بتَحقيقِها؛ ليَضمَنوا للبَشَرِ السَّعادةَ فيما يزعُمونَ، وهي:
1- وَحدةُ جَميعِ الأديانِ والالتِقاءُ على دينٍ واحِدٍ: لتَزولَ الخِلافاتُ بَينَ النَّاسِ، وذلك الدِّينُ هو الدِّينُ البَهائيُّ.
2- وَحدةُ الأوطانِ: بحَيثُ تَنمَحي المَفاهيمُ الوطَنيَّةُ ولا يَبقى في الأذهانِ إلَّا الوطَنُ الذي سيختارُه بَهاءُ اللَّهِ لهم.
3- وَحدةُ اللُّغةِ: بحَيثُ لا يتَكلَّمُ النَّاسُ كُلُّهم بأيِّ لُغةٍ لا مَحَلِّيَّةٍ ولا عالَميَّةٍ إلَّا اللُّغةَ التي سينتَخِبُها لهمُ البَهاءُ.
4- السَّلامُ العامُّ والتَّعايُشُ الهادِئُ بَينَ كُلِّ الشُّعوبِ: وذلك إذا طُبِّقَتِ السِّياسةُ البَهائيَّةُ.
5- المُساواةُ بَينَ الرَّجُلِ والمَرأةِ: بحَيثُ يُصبحُ المُجتَمَعُ كُلُّه في رُتبةٍ واحِدةٍ لا قِوامةَ لأحَدٍ على آخَرَ، فلا فرقَ بَينَ الرَّجُلِ والمَرأةِ، والكُلُّ عَبيدُ البَهاءِ [3935] يُنظر: ((فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها)) لعواجي (2/ 677)، ((حقيقة البهائية)) لأميرة فكري وأبي هشيمة (ص: 149). .
وحينَما قَرَّرَ البَهائيُّونَ هذه الأُمورَ فرِحوا جِدًّا وظَنُّوا أنَّهمُ اكتَشَفوا للعالمِ بابًا إلى السَّعادةِ ما كان النَّاسُ يعرِفونَ الاتِّجاهَ إليه!

انظر أيضا: