موسوعة الفرق

الفرعُ الثَّالثُ: الكِتابُ المُقدَّسُ للبَهائيَّةِ


ادَّعى البَهاءُ مَقامَ الأُلوهيَّةِ على اعتِبارِ أنَّه مَظهَرُ بَهاءِ اللَّهِ تعالى. ومِن هنا كان لزامًا عليه أن يُنزِلَ الكُتُبَ المُقدَّسةَ ويُبَيِّنَ لعِبادِه ما يُريدُ بحَسبِ آرائِه! فجاءَ بكِتابِه المُسَمَّى بـ(الأقدَس) وهو كِتابٌ صَغيرُ الحَجمِ، يبلُغُ صَفحاتٍ مَعدوداتٍ. وهو عِبارةٌ عن مَزيجٍ مِن مُصطَلَحاتٍ صوفيَّةٍ وعِباراتٍ فلسَفيَّةٍ أرادَ صاحِبُها أن يَبهَرَ الذين يقرؤونَها بتلك الهالاتِ مِنَ الألفاظِ التي لا يجِدُ تَحتَها القارِئُ فائِدةً تُذكَرُ، وقد صيغَ بأردَأِ العِباراتِ، وحُشي بألفاظٍ رَكيكةٍ تَنضَحُ مَعانيها جَهلًا، وتَنفِرُ مِنه النُّفوسُ السَّويَّةُ، ويأنَفُ مِن سَماعِه ذَوو الفِطَرِ النَّقيَّةِ، لَفَّقَه البَهاءُ المازَنْدرانيُّ، وزَعَمَ أنَّه أفصَحُ وأشرَفُ كِتابٍ مُنَزَّلٍ على الإطلاقِ، وفضَّله على كُتُبِ اللَّهِ المُنَزَّلةِ على أنبيائِه عليهمُ السَّلامُ!
وقد قال في بداياتِ كِتابِه: (قد ماجَت بُحورُ الحِكمةِ والبَيانِ بما هاجَت به نسمةُ الرَّحمَنِ اغتَنِموا يا أولي الألبابِ) [3927] ((الأقدس)) (ص: 140). .
وقال أيضًا: (قُلْ من حُدودي يمُرُّ عَرْفُ قَميصي وبها تُنصَبُ أعلامُ النَّصرِ على القُنَنِ والأتلالِ، وقد تَكلَّم لسانُ قُدرَتي في جَبَروتِ عَظمَتي مُخاطِبًا لبَرِيَّتي أنِ اعمَلوا حُدودي حُبًّا لجَمالي، طوبى لحَبيبٍ وجَد عَرفَ المَحبوبِ مِن هذه الكَلِمةِ التي فاحَت مِنها نَفحاتُ الفضلِ على شَأنٍ لا توصَفُ بالأذكارِ، لَعَمْري مَن شَرِبَ رَحيقَ الإنصافِ مِن أيادي الألطافِ أنَّه يطوفُ حَولَ أوامِري المُشرِقةِ مِن أُفُقِ الإبداعِ) [3928] ((الأقدس)) (ص: 3). .
ومِمَّا جاءَ فيه: (يا ملاءَ البَيانِ إنَّا دَخَلْنا مَكتَبَ اللَّهِ إذ أنتُم راقِدونَ، ولاحَظْنا اللَّوحَ إذ أنتُم نائِمونَ، تاللَّهِ الحَقِّ قد قَرَأْناه قَبلَ نُزولِه وأنتُم غافِلونَ) [3929] ((الأقدس)) (ص: 182). .
وقال في بَيانِه لمَنزِلةِ كِتابِه (الأقدَس): (لا تَحسَبنَّ أنَّا أنزَلَنا لكمُ الأحكامَ، بل فتَحنا خَتمَ الرَّحيق المَختومِ بأصابعِ القُدرةِ والاقتِدارِ، يشهَدُ بذلك ما نَزَل مِن قَلمِ الوحيِ. تَفَكَّروا يا أولي الأفكارِ) [3930] ((الأقدس)) (ص: 141). .
وقال: (مِنَ النَّاسِ مَن غَرَّته العُلومُ وبها مُنِع عنِ اسمي القَيُّومِ، وإذا سَمِعَ صَوتَ النِّعالِ مِن خَلفِه يرى نَفسَه أكبَرَ مِن نَمرودٍ، قُل: أينَ هو يا أيُّها المَردودُ؟ تاللَّهِ إنَّه لَفي أسفلِ الجَحيمِ) [3931] ((الأقدس)) (ص: 149). .
ويقولُ في تَفضيلِ كلامِه: (مَن يقرَأُ مِن آياتي لَخَيرٌ له مِن أن يقرَأَ كُتُبَ الأوَّلينَ والآخِرينَ، هذا بَيانُ الرَّحمنِ إن أنتُم مِنَ السَّامِعينَ، قُل: هذا حَقُّ العِلمِ لو أنتُم مِنَ العارِفينَ) [3932] ((الأقدس)) (ص: 173). .
وقال: (قُلْ: تاللَّهِ لا تُغنيكمُ اليومَ كُتُبُ العالَمِ ولا ما فيه مِنَ الصُّحُفِ إلَّا بهذا الكِتابِ الذي ينطِقُ في قُطبِ الإبداعِ أنَّه لا إلهَ إلَّا أنا العَليمُ الحَكيمُ) [3933] ((الأقدس)) (ص: 181). .
وقال: (قد تَكلَّم لسانُ قُدرَتي في جَبَروتِ عَظمَتي مُخاطِبًا لبَرِيَّتي أنِ اعمَلوا حُدودي حُبًّا لجَمالي، طُوبى لحَبيبٍ وجَدَ عَرْفَ المَحبوبِ مِن هذه الكَلِمةِ التي فاحَت مِنها نَفحاتُ الفَضلِ) [3934] ((الأقدس)) (ص: 140). .

انظر أيضا: