موسوعة الفرق

الفَرعُ الأوَّلُ: التَّعريفُ بطائِفةِ المَكارِمةِ ونَشأتُهم


المَكارِمةُ هي فِرقةٌ إسماعيليَّةٌ عُبَيديَّةٌ مُستَعليةٌ طَيبيَّةٌ، انشَقَّت عن الطَّيبيَّةِ البَهرةِ الدَّاووديَّةِ عامَ 999هـ، ونِسبَتُهم إلى الدَّاعي الإسماعيليِّ سُلَيمانَ بنِ حَسَنٍ الهِنديِّ، ومَركَزُهم في بَعضِ قُرى حِراز غَربَ صَنعاءَ، ولهم وُجودٌ في صَنعاءَ، وفي بَعضِ مَناطِقَ مُحافِظةِ إبَّ وسَطَ اليَمَنِ، في عراسٍ، وفي عزلةِ المزاحنِ، ولهم تَواجُدٌ قَليلٌ في الهِندِ، وباكِستانَ، وبِنغَلاديشَ [2994] يُنظر: ((أطلس المذاهب والفرق في التاريخ الإسلامي)) للمغلوث (ص: 610). .
وسَبَبُ ظُهورِ هذه الفِرقةِ أنَّه بَعدَ وفاةِ الدَّاعي المُطلَقِ للبَهرةِ المُستَعليةِ داوُودَ بنِ عَجب شاه عامَ 997هـ انتَخَبَ فريقٌ مِنَ البَهرةِ داوُودَ قُطب داعيًا مطلَقًا لها، فعارَضَت مُستَعليةُ اليَمَنِ هذا التَّصَرُّفَ، وخَرَجَت عليهم، وانتَخَبَت سُلَيمانَ بنَ حَسَنٍ الهِنديَّ داعيًا مُطلَقًا لها، وزَعَموا أنَّ داوُودَ بنَ عَجب شاه قد أوصى له، وقد توفِّيَ سُلَيمانُ في عامِ 1005ه في مَدينةِ أحمَد آباد بوِلايةِ كَجَراتَ الهِنديَّةِ. ثُمَّ خَلَفَه وَلَدُه جَعفَرٌ، وكان صغيرًا، أوصى به والِدُه إلى مُحَمَّدِ بنِ الفَهدِ المُكَرَّميُّ المُتَوَفَّى عامَ 1042ه في قَريةِ طَيبةَ باليَمَنِ من بلادِ هَمدانَ شَمالَ صَنعاءَ، فانتَقَلَتِ الدَّعوةُ إلى اليَمَنِ، ولَمَّا كَبِرَ جَعفَرُ بنُ سُلَيمانَ استَمَرَّ في الدَّعوةِ إلى أن ماتَ عامَ 1050ه في قَريةِ طَيبةَ باليَمَنِ، ثُمَّ خَلَفَه أخوه عَليٌّ الذي نَقَلَ الدَّعوةَ إلى الهِندِ مَرَّةً أخرى، وتوُفِّيَ عام 1088هـ في أحمَدَ آباد، فخَلفَه إبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَهدِ المُكَرَّميُّ الذي نَقَلَ الدَّعوةَ إلى اليَمَنِ مَرَّةً أخرى إلى قَريةِ طَيبةَ حتَّى توُفِّيَ سَنةَ 1094هـ، فخَلفَه حَفيدُه مُحَمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ، الذي فرَّ من طيبةَ بَعدَ حُروبٍ مَعَ الزَّيديَّةِ، وتوُفِّيَ عامَ 1129ه [2995] يُنظر: ((دهاقنة اليمن)) للعتيبي (ص: 41) وما بعدها بتصرف، ((الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي)) للأمين (ص: 175)، ((الإمامة في الإسلام)) لعارف تامر (ص: 157)، ((الشيعة الإسماعيلية..رؤية من الداخل)) لطه الجبل (ص: 25). ووفيات أئمتهم وأماكن وفاتهم منقولة من كتاب المكارمة: ((صحيفة الصلاة)). .

انظر أيضا: