موسوعة الفرق

الفَرعُ الثَّاني: أوجُهُ الخِلافِ بَينَ السُّلَيمانيَّةِ والدَّاووديَّةِ


يَنبُعُ فِكرُ المَكارِمةِ السُّلَيمانيَّةِ والبَهرةِ الدَّاووديَّةِ من مَنبَعٍ واحِدٍ، ويَدينونَ جَميعًا بعَقيدةٍ واحِدةٍ، هي العَقيدةُ الإسماعيليَّةُ الباطِنيَّةُ، وإن وُجِدَت بَعضُ الفُروقِ والخِلافاتِ بَينَهما، بَعضُها تَنظيميٌّ، وبَعضُها فِكريٌّ، الأمرُ الذي جَعَلَ البَهرةَ الدَّاووديَّةَ لا يَعتَرِفونَ بانتِماءِ المَكارِمةِ إلى طائِفةِ البَهرةِ، وفيما يَلي بَعضُ أوجُهِ الخِلافِ بَينَ الطَّائِفَتَينِ [2996] يُنظر لهذا الفرع: ((الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم)) لشحادة وكسواني (ص: 157، 158). :
1- تَرى الدَّاووديَّةُ أنَّ الدَّاعيَ المُطلَقَ بَعد داوُودَ بنِ عَجَب شاه الهِنديِّ، هو: داوُودُ بنُ قُطب شاه، في حينِ يَرى السُّلَيمانيَّةُ أنَّ الدَّاعيَ المُطلَقَ هو سُلَيمانُ بنُ الحَسَنِ الهِنديُّ، الذي يَنتَسِبونَ إليه.
2- عِندَهم جميعًا نَظَريَّةٌ للإِمامةِ تُسَمَّى "الاستيداعَ والاستِقرارَ" والدَّاووديَّةُ يَرَونَ أنَّ إعمالَ هذه النَّظَريَّةِ يَكونُ خاصًّا بالأئِمَّةِ فقَط، وأمَّا بَعدَ غيابِ الإمامِ فهذه النَّظَريَّةُ مَرفوعةٌ، والدُّعاةُ الذين يَنوبونَ عن الإمامِ لا يَكونُ فيهم "الاستيداعُ والاستِقرارُ".
أمَّا المَكارِمةُ السُّلَيمانيَّةُ فيَرَونَ استِمرارَ هذه العَقيدةِ حتَّى بَعدَ غيابِ الإمامِ؛ لذلك أنكَرَ عليهم الدَّاووديُّون عِندَما استَودَعَ سُلَيمانُ بنُ الحَسَنِ الهِنديُّ مُحَمَّدَ بنَ الفَهدِ على ابنِه جَعفَرٍ.
وحُجَّةُ الدَّاووديَّةِ في ذلك أنَّ الدُّعاةَ مُستَودَعونَ للإِمامِ الغائِبِ (الطَّيِّبِ بنِ الآمِرِ)، فكَيفَ يَكونُ المُستَودَع مُستَودِعًا على المُستَودَعِ؟!
3- تَرى الدَّاووديَّةُ أنَّ الإمامَ المُستَودَعَ أفضَلُ مِنَ الإمامِ المُستَقِرِّ، في حينِ تَعتَقِدُ السُّلَيمانيَّةُ بأنَّ الإمامَ المُستَقِرَّ أفضَلُ مِنَ المُستَودَعِ، وبناءً على ذلك اختَلَفوا في تَفضيلِ الحَسَنِ والحُسَينِ رَضيَ اللهُ عنهما، ففَضَّلَتِ الدَّاووديَّةُ الحَسَنَ، وفَضَّلَتِ السُّلَيمانيَّةُ الحُسَينَ؛ لأنَّهم اعتَبَروا أنَّ الإمامَ هو الحُسَينُ، وأنَّ الإمامةَ في عَقِبِه، أمَّا الحَسَنُ فهو إمامٌ مُستَودَعٌ سَلَّم الإمامةَ إلى أخيه الحُسَينِ الذي هو الإمامُ المُستَقِرُّ.
4- تَرتَبِطُ الدَّاووديَّةُ بالزَّعامةِ الهِنديَّةِ، في حينِ تَرتَبِطُ السُّلَيمانيَّةُ بالزَّعامةِ اليَمَنيَّةِ المُتَواجِدةِ.
5- لا يُعرَفُ عن المَكارِمةِ السُّلَيمانيَّةِ القيامُ بالطُّقوسِ الشِّركيَّةِ علنًا أمامَ الأضرِحةِ، والسُّجودُ للإِمامِ كما يَفعَلُه البَهرةُ الدَّاووديَّةُ.

انظر أيضا: