موسوعة الفرق

الفَرعُ الخامِسُ: البَهرةُ وتَعاوُنُهم مَعَ الاستِعمارِ


في عَهدِ الدَّاعي السَّابِعِ والأربَعينَ عَبدِ القادِرِ نَجم الدِّينِ (1845م - 1885م) تَوَطَّدَت عَلاقاتُ البَهرةِ مَعَ الدُّوَلِ المُستَعمِرةِ، ونَتيجةَ التَّعاوُنِ الوَثيقِ بَين داعي البَهرةِ والحُكَّامِ حَصَلَ البَهرةُ على كثيرٍ مِنَ الامتيازاتِ، وقدِ اعتَبَرَته بريطانيا أعظَمَ رُؤَساءِ مِنطَقةِ دكن على الإطلاقِ، واستَثنَته من قانونِ حَملِ السِّلاحِ، وحَمَته مِنَ المُثولِ أمامَ القَضاءِ المَدَنيِّ، وما زالَ الدُّعاةُ المُطلَقونَ يَتَمَتَّعونَ بهذه الميزاتِ حتَّى اليَومِ.
والدَّاعي الحادي والخَمسونَ طاهِر سَيف الدِّينِ تَعاوَنَ مَعَ البِريطانيِّينَ المُستَعمِرينَ، فحينَ تَوَلَّى زعامةَ الدَّعوةِ الطَّيبيَّةِ أثناءَ الحَربِ العالَميَّةِ الأولى 1915م أعلَنَ ولاءَه للدَّولةِ البِريطانيَّةِ، وعَبَّرَ أبو ظفرٍ النَّدويُّ عن هذا الإخلاصِ المُتَفاني فقال: (ظَلَّت عَلاقَتُه مَعَ الدَّولةِ حَسَنةً على الدَّوامِ، والدَّولةُ بدَورِها أقَرَّت له بكُلِّ الامتيازاتِ المَمنوحةِ للدُّعاةِ السَّابِقينَ؛ لذا اعتَرَفَت له بالأميرِ المُمتازِ في وِلايةِ دكن كُلِّها، وفي الحَربِ العُظمى قدَّرَ سَيِّدُنا طاهِر سَيف الدِّينِ المَوقِفَ حَقَّ التَّقديرِ، فظَهَرَ بُعدُ نَظَرِه في الإخلاصِ للدَّولةِ، وإنقاذِها بكُلِّ السُّبُلِ المُمكِنةِ، فوَهَبَ لها أموالًا طائِلةً، وأقرَضَها أخرى، وحَثَّ الأتباعَ على نَهجِ هذا المَنهَجِ، وقد مُدَّت هذه اليَدُ المُنقِذةُ إلى المُستَعمِرينَ حين كانت حَركةُ الرَّسائِلِ الحَريريَّةِ المُسلمةِ تُخَطِّطُ لطَردِهم، وحين كان المُسلِمونَ موقِنينَ أنَّ الغَربَ يُريدُ أن يُمَزِّقَ الخِلافةَ العُثمانيَّةَ رَمزَ وَحدةِ المُسلِمينَ، ويَرغَبَ في الإجهازِ عليها، وتَوزيعِ ثَرَواتِها مِنَ الوِلاياتِ المُسلِمةِ بَينَ الغاشِمينَ الأوروبِّيِّينَ) [2993] يُنظر: ((ماذا تعرف عن الفرق والمذاهب؟)) للحصين (ص: 382). .

انظر أيضا: