موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّاني: مُعتَقدُ الإسماعيليَّةِ في النُّبوَّةِ


عَرَّفَ الدَّاعي الإسماعيليُّ أبو يَعقوبَ السِّجِستانيُّ النُّبوَّةَ بقَولِه: (النُّبوَّةُ قوَّةٌ ثابِتةٌ من جِهةِ الكَونِ والفَسادِ، تَحدُثُ في نَفسِ النَّبيِّ تَدرُّجًا، جُزءًا بَعدَ جُزءٍ، وعَمَلًا بَعدَ عَمَلٍ، وزيادةً بَعدَ نُقصانٍ، إلى أن يَكمُلَ تَكوينُها، فتَظهَرُ مُصَوَّرةً مُحَلَّاةً، فلا تَزالُ في ارتِفاعٍ إلى أن تَبلُغَ المُنتَهى في الرِّفعةِ) [2820] ((إثبات النبوات)) (ص: 111). .
فالنَّبيُّ عِندَهم: شَخصٌ فاضَت عليه مِنَ السَّابِقِ بواسِطةِ التَّالي قوَّةٌ قُدسيَّةٌ صافيةٌ مُهَيَّأةٌ لأن تَنتَقِشَ عن الاتِّصالِ بالنَّفسِ الكُلِّيَّةِ بما فيها مِنَ الجُزئيَّاتِ. والنَّبيُّ عِندَهم يَتَحَلَّى بهذه الخِصالِ الاثنَتَي عَشرةَ:
أوَّلًا: أن يَكونَ تامَّ الأعضاءِ.
ثانيًا: أن يَكونَ جَيِّدَ الفَهمِ.
ثالِثًا: أن يَكونَ جَيِّدَ اللَّفظِ.
رابِعًا: أن يَكونَ فَطِنًا ذَكيًّا.
خامِسًا: أن يَكونَ حَسَنَ العِبارةِ.
سادِسًا: أن يَكونَ مُحِبًّا للعِلمِ والإفادةِ.
سابِعًا: أن يَكونَ مُحِبًّا للصِّدقِ.
ثامِنًا: أن يَكونَ غَيرَ شَرِهٍ في الأكلِ والشُّربِ والنِّكاحِ.
تاسِعًا: أن يَكونَ كبيرَ النَّفسِ. 
عاشِرًا: أن يَكونَ زاهِدًا في الدُّنيا.
حاديَ عَشَرَ: أن يَكونَ مُحِبًّا للعَدلِ.
ثاني عَشَرَ: أن يَكونَ قَويَّ العَزيمةِ.
وقالوا: إذا اجتَمَعَت هذه الخِصالُ في واحِدٍ مِنَ البَشَرِ في دَورٍ من أدوارِ القِراناتِ في وقتٍ مِنَ الزَّمانِ، فإنَّ ذلك الشَّخصَ هو المَبعوثُ وصاحِبُ الزَّمانِ والإمامُ للنَّاسِ ما دامَ حَيًّا، فإذا بَلَّغَ الرِّسالةَ وأدَّى الأمانةَ، ونَصَحَ الأمَّةَ، ودوَّنَ التَّنزيلَ، ولَوَّحَ التَّأويلَ، وأحكَم الشَّريعةَ، وأوضَح المنهاجَ، وأقامَ السُّنَّةَ، وألَّف شَملَ الأمَّةِ، ثُمَّ توُفِّيَ ومَضى إلى سَبيلِه، بَقيَت تلك الخِصالُ في أمَّتِه وِراثةً منه، وإنِ اجتَمَعَت تلك الخِصالُ في واحِدٍ من أمَّتِه أو جُلُّها، فهو الذي يَصلُحُ أن يَكونَ خَليفةً في أمَّتِه بَعدَ وفاتِه [2821] يُنظر: ((رسائل إخوان الصفاء)) (4/ 200). .
المُنطَلَقاتُ الأساسيَّةُ لمُعتَقَدِ الإسماعيليَّةِ عن النُّبوَّةِ والأنبياءِ:
أوَّلًا: اعتَبَروا النُّبوَّةَ رُتبةً يُمكِنُ لأيِّ مُدَّعٍ الوُصولَ إليها، ولا سيَّما المُستَجيبونَ لفِكرَتِهم ودَعوَتِهم، ومِن أبرَزَ ذلك ما يُسَمُّونَه بالنَّاطِقِ، وهذا اللَّفظُ يُطلَقُ في بَعضِ عِبارَتِهم على النَّبيِّ، وفي البَعضِ الآخَرِ رُتبةٌ عاليةٌ من رُتَبِ المُرتَقينَ في سُلَّمِ الدَّعوةِ يَصِلُ إليها المُستَجيبُ، وتبعًا لذلك عَرَّفوا النُّبوَّةَ تعريفًا يُعتَبَرُ قدرًا مشتركًا بَين سائِرِ البَشَرِ كسائِرِ العُلومِ والمُدرَكاتِ التي تُنالُ بالجُهدِ والكَسبِ.
ثانيًا: تَعظيمُ رُتبةِ الوِلايةِ والوِصايةِ فاعتَقدوا أنَّ بَعضَ أئِمَّتِهم وزُعَمائِهم مُماثِلونَ للأنبياءِ عليهم السَّلامُ، بل فضَّل غُلاتُهم أئِمَّتَهم على الأنبياءِ في بَعضِ الحالاتِ.
ثالثًا: أنكَروا مُعجِزاتِ الأنبياءِ والرُّسُلِ، واعتَبَروها من جُملةِ المخاريقِ والشَّعبَذةِ، وما ورَدَ من هذه المُعجِزاتِ مِمَّا لا سَبيلَ إلى رَدِّه فسَّروه بحَسبِ تَأويلاتِهم الباطِنيَّةِ.
رابعًا: لا يُؤمِنونَ بخَتمِ النُّبوَّةِ وانقِطاعِ الوَحيِ وانتِهاءِ الرِّسالاتِ، بل اعتَقدوا خِلافَ ذلك مِمَّا جَعَلَ المَجالَ مفتوحًا أمامَ المُشَعوِذينَ والدَّجَّالينَ منهم أو من غَيرِهم.
وإنَّ من أبرَزَ مُعتَقداتِ الإسماعيليَّةِ عَدَمَ إيمانِهم بخَتمِ الأنبياءِ بالنَّبيِّ الخاتَمِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فهم يَعتَقِدونَ صَراحةً بنُبوَّةِ ورِسالةِ قائِمِهم مُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ الصَّادِقِ الذي يُسَمُّونَه بالنَّاطِقِ السَّابِعِ، ولا يَجِدونَ غَضاضةً في القَولِ بأنَّه أتى ناسِخًا لشَريعةِ الرَّسولِ السَّادِسِ، بل ناسِخًا لجَميعِ الشَّرائِعِ كُلِّها والتي أتى بها النُّطَقاءُ السِّتَّةُ قَبلَه، وهذه بَعضُ عِباراتِ دُعاتِهم المَشهورينَ عِندَهم في هذا المُعتَقَدِ الكُفريِّ:
قال الدَّاعي السِّجِستانيُّ: (إنَّ مَن وقَفَ على حَدِّ إبراهيمَ وآمَنَ به وصَدَّقَه في دَعواه ولم يَعبُرْه إلى حَدِّ موسى، فقد فرَّقَ بَينَه وبَينَ موسى، والذي أوصَل حَدَّه بحَدِّه. ومَن وقَفَ على حَدِّ موسى وآمَنَ به وصَدَّقَه ولم يَعبُرْ إلى حَدِّ عيسى، فقد فرَّقَ بَينَه وبَينَ عيسى، والذي أوصَلَ اللهُ حَدَّه به. ومَن وقَفَ على حَدِّ عيسى وآمَنَ به وصَدَّقَه ولم يَعبُرْه إلى مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وآمَنَ به وصَدَّقَه ولم يَعبُرْه على حَدِّ القائِمِ كما قال: ((بُعِثْتُ أنا والسَّاعةَ كهاتَينِ)) [2822] أخرجه البخاري (6504)، ومسلم (2951) من حديثِ أنسٍ رَضيَ اللهُ عنه. فقد فرَّقَ بَينَه وبَين صاحِبِ القيامةِ، والذي أوصَلَ اللهُ حَدَّه بحَدِّه) [2823] ((إثبات النبوات)) (ص: 42، 43). .
وقال أيضًا: (إنَّ القائِمَ -سَلامُ اللَّهِ على ذِكرِه- في الوِلادةِ والاغتِذاءِ وظُهورِ النَّسلِ عنه كآبائِه عليهم السَّلامُ، ولا فَرقَ بَينَه وبَينَهم من هذه الجِهةِ إلَّا بشَرَفِ الرُّتبةِ، وهو مُتَمِّمُ النُّطَقاءِ، فإذا ظَهَرَ ظَهَرَتِ الآياتُ وتَكَشَّفَتِ المَستوراتُ، وأفطَرَ المُؤمِنونَ من صيامِهم، وإنَّ القائِمَ هو نِهايةُ الكُلِّ مِنَ الرُّسُلِ، وهو يَجمَعُ بَينَ النَّواميسِ المُختَلِفةِ المُتَفَرِّقةِ المُتَبايِنةِ بالكَشفِ عن حَقائِقِها، فتَصيرُ مَجموعةً كأنَّها شَريعةٌ واحِدةٌ، وكَأنَّ أمَمَها أمَّةٌ واحِدةٌ) [2824] ((إثبات النبوات)) (ص: 91). .
ومِن أدعيةِ الخَليفةِ العُبَيديِّ المُعِزّ دُعاءٌ أسمَوه (دُعاءَ يَومِ السَّبتِ) فيه قَولُه: (وعَلى القائِمِ بالحَقِّ، النَّاطِقِ بالصِّدقِ، التَّاسِعِ من جَدِّه، الثَّامِنِ من أبيه، الكَوثَرِ السَّابِعِ من آبائِه الأئِمَّةِ، سابِعِ الرُّسُلِ من آدَمَ، وسابِعِ الأوصياءِ مِن شِيثَ، وسابِعِ الأئِمَّةِ مِنَ البَرَرةِ... الذي شَرَّفتُه وعَظَّمتُه وكَرَّمتُه، وختمَتُ به عالَمَ الطَّبيعةِ، وعَطَّلتُ بقيامِه ظاهِرَ شَريعةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كُلُّ ذلك بالقوَّةِ لا بالفِعلِ) [2825] ((الحقائق الخفية عن الشيعة الفاطمية والاثني عشرية)) للأعظمي (ص: 129، 130). .
وقَرَّرَ عَبدُ القاهِرِ البَغداديُّ أنَّ الباطِنيَّةَ -والإسماعيليَّةُ فِرقةٌ منهم- دَهريَّةٌ زَنادِقةٌ لقَولِهم بقِدَمِ العالَمِ، وإنكارِهم للرُّسُلِ والشَّرائِعِ، واستَدَلَّ على ذلك بكِتابِ السِّياسةِ والبَلاغِ الأكيدِ، وفيه رِسالةٌ من عُبَيدِ اللهِ المَهديِّ -أوَّلِ أئِمَّةِ دَورِ الظُّهورِ عِندَ الإسماعيليَّةِ وداعيةٍ من دُعاتِه- إلى أحَدِ دُعاتِهم، وهو سُلَيمانُ بنُ الحَسَنِ، ومِمَّا ورَدَ فيها قَولُ عُبَيدِ اللهِ: (وأنا والفَلاسِفةُ مُجمِعونَ على أنَّ الأنبياءَ ما هم إلَّا أصحابُ نَواميسَ وحيَلٍ ساسوا بها النَّاسَ طَلَبًا للزَّعامةِ بدَعوى النُّبوَّةِ والإمامةِ، وكُلُّ واحِدٍ من هؤلاء صاحِبُ دَورٍ مُسبعٍ، إذا انقَضى دَورُ سَبعةٍ تَبِعَهم سَبعةٌ في دَورٍ آخَرَ... ويَنبَغي أن تُحيطَ عِلمًا بمخاريقِ الأنبياءِ ومُناقَضاتِهم في أقوالِهم كعيسى بنِ مَريَمَ، قال لليَهودِ: لا أرفَعُ شَريعةَ موسى ثُمَّ رَفَعَها بتَحريمِ الأحَدِ بَدَلًا مِنَ السَّبتِ، وأباحَ العَمَلَ في السَّبتِ، وأبدلَ قِبلةَ موسى بخِلافِ جِهَتِها؛ ولهذا قَتَلتْه البِلادُ لمَّا اختَلَفَت كلِمَتُه،... ولا تَكُنْ كصاحِبِ الأمَّةِ المَنكوسةِ حَيثُ سَألوه عن الرُّوحِ، فقال: الرُّوحُ من أمرِ رَبِّي لَمَّا لم يَحضُرْه الجَوابُ، ولا تَكُنْ كموسى في دَعواه التي لم يَكُنْ له عليها بُرهانٌ سِوى المَخرَقةِ بحُسنِ الحيلةِ والشَّعبَذةِ، ولمَّا لم يَجِدِ المُحِقُّ يَعني فِرعَونَ في زَمانِه عِندَه بُرهانًا قاله له: لَئِنِ اتَّخَذَت إلَهًا غَيرِي، وقال لقَومِه: أنا رَبُّكُمُ الأعلى؛ لأنَّه كان صاحِبَ الزَّمانِ في وقتِه) [2826] يُنظر: ((الفرق بين الفرق)) (ص: 278 – 281). .
ونَقَلَ البَغداديُّ أيضًا عن بَعضِ من دَخلَ في دَعوى الباطِنيَّةِ وتابَ من ضَلالِهم أنَّهم لمَّا وثِقوا بإيمانِه بدَعوَتِهم قالوا له: (إنَّ المُسلِمينَ بالأنبياءِ كنوحٍ وإبراهيمَ وموسى وعيسى ومُحَمَّدٍ وكُلِّ مَنِ ادَّعى النُّبوَّةَ، كانوا أصحابَ نَواميسَ ومخارقَ، أحَبُّوا الزَّعامةَ على العامَّةِ فخَدَعوهم بنِيرَنْجاتٍ نَوعٍ مِنَ السِّحرِ، واستَعبَدوهم بشَرائِعِهم) [2827] ((الفرق بين الفرق)) (ص: 282). .
وقال أبو حامِدٍ الغَزاليُّ في بَيانِ مُعتَقَدِهم في النُّبوَّاتِ: (المَنقولُ عنهم قَريبٌ من مَذهَبِ الفَلاسِفةِ، وهو أنَّ النَّبيَّ عِبارةٌ عن شَخصٍ فاضَت عليه مِنَ السَّابِقِ بواسِطةِ التَّالي قوَّةٌ قُدسيَّةٌ صافيةٌ مُهَيَّأةٌ لأن تَنقُشَ -عِندَ الاتِّصالِ بالنَّفسِ الكُلِّيَّةِ- بما فيها مِنَ الجُزئيَّاتِ، كما قد يَتَّفِقُ ذلك لبَعضِ النُّفوسِ الزَّكيَّةِ في المَنامِ، حتَّى تُشاهِدَ من مَجاري الأحوالِ في المُستَقبَلِ إمَّا صَريحًا بعَينِه أو مُدرَجًا تَحتَ مِثالٍ يُناسِبُه مُناسَبةً ما، فتَفتَقِرُ فيه إلى التَّعبيرِ، إلَّا أنَّ النَّبيَّ هو المُستَعِدُّ لذلك في اليَقَظةِ؛ فلِذلك يُدرِكُ النَّبيُّ الكُلِّيَّاتِ العَقليَّةَ عن شُروقِ ذلك النُّورِ وصَفاءِ القوَّةِ النَّبَويَّةِ كما يَنطَبِعُ مِثالُ المَحسوساتِ في القوَّةِ الباصِرةِ مِنَ العَينِ عِندَ شُروقِ نورِ الشَّمسِ على سُطوحِ الأجرامِ السُّفليَّةِ. وزَعَموا أنَّ جِبرائيلَ عِبارةٌ عن العَقلِ الفائِضِ عليه، ورَمزٌ إليه، لا أنَّه شَخصٌ مُتَجَسِّمٌ مُتَركِّبٌ عن جِسمٍ لَطيفٍ أو كثيفٍ يُناسِبُ المَكانَ حتَّى يَنتَقِلَ من عُلوٍّ إلى سُفلٍ... وزَعَموا أنَّ هذه القوَّةَ القُدسيَّةَ الفائِضةَ على النَّبيِّ لا تَستَكمِلُ في أوَّلِ حُلولِها كما لا تَستَكمِلُ النُّطفةُ الحالَّةُ في الرَّحِمِ إلَّا بَعدَ تِسعةِ أشهُرٍ، فكذلك هذه القوَّةُ كمالُها في أن تَنتَقِلَ مِنَ الرَّسولِ النَّاطِقِ إلى الأساسِ الصَّامِتِ، وهكذا تَنتَقِلُ إلى أشخاصٍ بَعضُهم بَعدَ بَعضٍ، فيَكمُلُ في السَّابِعِ... ثُمَّ إنَّهم قالوا: كُلُّ نَبيٍّ لشَريعَتِه مُدَّةٌ، فإذا انصَرَمَت مُدَّتُه بَعَثَ اللهُ نَبيًّا آخَرَ يَنسَخُ شَريعَتَه، ومُدَّةُ شَريعةِ كُلِّ نَبيٍّ سَبعةُ أعمارٍ، وهو سَبعةُ قُرونٍ، فأوَّلُهم هو النَّبيُّ النَّاطِقُ، ومَعنى النَّاطِقِ أنَّ شَريعَتَه ناسِخةٌ لِما قَبلَه، ومَعنى الصَّامِتِ أن يَكونَ قائِمًا على ما أسَّسَه غَيرُه، ثُمَّ إنَّه يَقومُ بَعدَ وفاتِه سِتَّةُ أئِمَّةٍ؛ إمامٌ بَعدَ إمامٍ، فإذا انقَضَت أعمارُهم ابتَعَثَ اللهُ نَبيًّا آخَرَ يَنسَخُ الشَّريعةَ المُتَقدِّمةَ، وزَعَموا أنَّ أمرَ آدَمَ جَرى على هذا المِثالِ، وهو أوَّلُ نَبيٍّ ابتَعَثَه اللهُ في فتحِ بابِ الجُسمانيَّاتِ، وحَسمِ دَورِ الرُّوحانيَّاتِ... وهذه المَذاهِبُ مُستَخرَجةٌ من مَذاهِبِ الفَلاسِفةِ في النُّبوَّاتِ مَعَ تَحريفٍ وتَغييرٍ) [2828] ((فضائح الباطنية)) (ص: 40 - 43). .
وقال الدَّيلَميُّ: (إنَّ الباطِنيَّةَ والإسماعيليَّةَ فِرقةٌ منهم يَجحَدونَ النُّبوَّاتِ، ويُنكِرونَ المُعجِزاتِ، ويَزعُمونَ أنَّها من قَبيلِ الشَّعبَذةِ والطِّلَّسْماتِ، ويَقولونَ: إنَّ النُّبوَّةَ مادَّةٌ تَرِدُ عن السَّابِقِ على قَلبِ مَن وقَعَت به للتَّالي عِنايةٌ، وأنَّه إنَّما يَأتي ما يُقالُ: إنَّه مُعجِزٌ لمَعرِفَتِه بخَواصِّ الأشياءِ وطَبائِعِها، ويَطعَنونَ على الأنبياءِ صَلَواتُ اللهِ عليهم جَميعًا، خُصوصًا مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويُسَمُّونَه زَعيمَ الأمَّةِ المَنكوسةِ) [2829] ((بيان مذهب الباطنية وبطلانه)) (ص: 35، 36). .

انظر أيضا: