موسوعة الفرق

تمهيدٌ: اعتِقادُ الإماميَّةِ أنَّ أئِمَّتهم هم الواسِطةُ بَيْنَ اللهِ تعالى وخَلقِه


يعتَقِدُ الشِّيعةُ الإماميَّةُ أنَّ الأئِمَّةَ الاثنَي عَشَرَ هم الواسِطةُ بَيْنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وخَلقِه.
قال المَجلِسيُّ عن أئِمَّتِه: إنَّهم حُجُبُ الرَّبِّ، والوسائِطُ بَينَه وبَينَ الخَلقِ [1133] ((بحار الأنوار)) (23/97). .
وعَقدَ لذلك بابًا بعُنوانِ: بابُ: أنَّ النَّاسَ لا يهتَدونَ إلَّا بهم، وأنَّهم الوسائِلُ بَيْنَ الخَلقِ وبَينَ اللهِ، وأنَّه لا يدخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مَن عَرَفهم [1134] يُنظر: ((بحار الأنوار)) (23/99). .
ورَوى الشِّيعةُ أنَّ الأئِمَّةَ الاثنَي عَشَرَ هم: أبوابُ اللهِ والسُّبُلُ إليه... وأنَّهم كسَفينةِ نوحٍ مَن رَكِبَها نَجا، ومَن تَخَلَّف عنها غَرِقَ [1135] يُنظر: ((عقائد الإمامة)) للمظفر (ص: 98). .
وإذا كان المُسلمونَ يعتَقِدونَ أنَّ الرُّسُلَ هم الواسِطةُ بَيْنَ اللهِ والنَّاسِ في تَبليغِ أمرِ اللهِ وشَرعِه، فإنَّ الشِّيعةَ الاثنَي عَشريَّةَ يعتَقِدونَ أنَّ هذا المَعنى مَوجودٌ في الأئِمَّةِ؛ لأنَّهم يتَلقَّونَ مِنَ اللهِ مُباشَرةً بالوَحيِ والإلهامِ، وغَلَوا فيهم فجَعَلوا الدُّعاءَ لا يُقبَلُ إلَّا بأسمائِهم، وأنَّه يُستَغاثُ بهم عِندَ الشَّدائِدِ والمُلمَّاتِ، ويُحَجُّ إلى مَشاهدِهم، والحَجُّ إليهم أفضَلُ مِنَ الحَجِّ إلى بَيتِ اللهِ، وكَربَلاءُ أفضَلُ مِنَ الكعبةِ، ولزيارةِ أضرِحةِ الأئِمَّةِ مَناسِكُ وآدابٌ سَمَّوها (مَناسِكَ المُشاهدِ)، إلى غَيرِ ذلك مِنَ الأُمورِ التي ما أنزَل اللهُ بها مِن سُلطانٍ!

انظر أيضا: