تم اعتماد المنهجية من الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)
(4) يُنظر: ((العدة)) لأبي يعلى (3/988)، ((الإبهاج)) لابن السبكي ووالده (2/ 37)، ((البحر المحيط)) للزركشي (6/ 190). قال السَّمعانيُّ: (وأمَّا اسمُ الصَّحابيِّ فهو مِن حَيثُ اللُّغةُ والظَّاهِرُ يَقَعُ على مَن طالت صُحبَتُه مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكَثرةُ مُجالسَتِه، ويَنبَغي أن يُطيلَ المُكثَ مَعَه على طَريقةِ السَّمعِ له والأخذِ عنه... ثُمَّ إنَّما يُعلمُ صُحبةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إمَّا بطريقٍ موجِبٍ للعِلمِ، وهو خَبَرُ التَّواتُرِ، أو بطريقٍ يَقتَضي غَلبةَ الظَّنِّ، وهو إخبارُ الثِّقةِ، وهذا الذي ذَكَرناه طَريقُ الأُصوليِّينَ). ((قواطع الأدلة)) (1/392). وقال الغَزاليُّ: (الاسمُ لا يُطلَقُ إلَّا على مَن صَحِبَه، ثُمَّ يَكفي للاسمِ مِن حَيثُ الوَضعُ الصُّحبةُ ولو ساعةً، ولكِنَّ العُرفَ يُخَصِّصُ الاسمَ بمَن كَثُرَت صُحبَتُه، ويُعرَفُ ذلك بالتَّواتُرِ والنَّقلِ الصحيحِ، وبقَولِ الصَّحابيِّ: كَثُرَت صُحبَتي، ولا حَدَّ لتلك الكَثرةِ بتَقديرٍ بَل بتَقريبٍ). ((المستصفى)) (ص:131). وقال عَلاءُ الدِّينِ البُخاريُّ: (ذَهَبَ عامَّةُ أصحابِ الحَديثِ وبَعضُ أصحابِ الشَّافِعيِّ إلى أنَّ مَن صَحِبَ النَّبيَّ عليه السَّلامُ لحظةً فهو صَحابيٌّ؛ لأنَّ اللَّفظَ مُشتَقٌّ مِنَ الصُّحبةِ، وهيَ تَعُمُّ القَليلَ والكَثيرَ، وذَهَبَ جُمهورُ الأُصوليِّينَ إلى أنَّه اسمٌ لمَنِ اختَصَّ بالنَّبيِّ عليه السَّلامُ وطالت صُحبَتُه مَعَه على طَريقِ التَّتَبُّعِ له والأخذِ مِنه؛ ولهذا لا يوصَفُ مَن جالسَ عالِمًا ساعةً بأنَّه مِن أصحابِه، وكَذا إذا أطال المُجالسةَ مَعَه إذا لم يَكُنْ على طَريقِ التَّتَبُّعِ له والأخذِ عنهـ). ((كشف الأسرار)) (2/ 384).
(5) لفظُه: عن أسماءٍ رَضِيَ الله عنها ((أنَّها حَمَلت بعَبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ، قالت: فخَرَجتُ وأنا مُتِمٌّ، فأتَيتُ المَدينةَ، فنَزَلتُ بقُباءٍ، فولَدتُه بقُباءٍ، ثُمَّ أتَيتُ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوضَعتُه في حَجرِه، ثُمَّ دَعا بتَمرةٍ فمَضَغَها، ثُمَّ تَفل في فيه، فكان أوَّلَ شَيءٍ دَخَل جَوفَه ريقُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ حَنَّكَه بتَمرةٍ، ثُمَّ دَعا له وبَرَّكَ عليه، وكان أوَّلَ مَولودٍ وُلدَ في الإسلامِ. [وفي رِوايةٍ]: أنَّها هاجَرَت إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهيَ حُبلى)). أخرجه البخاري (3909)، واللَّفظُ له، ومسلم (2146).
(6) لفظُه: عن مَحمودِ بنِ الرَّبيعِ، قال: (عَقَلتُ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَجَّةً مَجَّها في وجهي وأنا ابنُ خَمسِ سِنينَ مِن دَلوٍ). أخرجه البخاري (77)، واللَّفظُ له، ومسلم (33).
(7) لفظُه: عن ابنِ شِهابٍ أخبَرَني عَبدُ اللهِ بنُ ثَعلبةَ بنِ صُعَيرٍ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد مَسَحَ وجهَه عامَ الفتحِ. أخرجه البخاري مُعَلَّقًا بصيغةِ الجَزم (4300)، وأخرجه مَوصولًا (6356) بلفظ: عنِ الزَّهريِّ قال: أخبَرَني عَبدُ اللهِ بنُ ثَعلبةَ بنِ صُعَيرٍ ((وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد مَسَحَ عنه: أنَّه رَأى سَعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ يوتِرُ برَكعةٍ)).
(8) أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8132)، والطبراني (5/86) (4663)، والحاكم (4956) باختلافٍ يسيرٍ من حديثِ زَيدِ بنِ حارِثةَ رَضِيَ الله عنه، ولفظُ الطَّبَرانيِّ: عن أُسامةَ بنِ زَيدٍ، عن أبيه زَيدِ بنِ حارِثةَ، قال: ((خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مُردِفي إلى نُصُبٍ مِنَ الأنصابِ، فذَبَحنا له شاةً ثُمَّ صَنَعناها في الإرةِ (النَّار، أو حُفْرة النَّار) فلمَّا نَضِجَتِ استَخرَجناها في سُفرَتِنا، ثُمَّ رَكِبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ناقَتَه وهو مُردِفي، فلمَّا كُنَّا بأعلى مَكَّةَ لقيَه زَيدُ بنُ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ، فحَيَّا أحَدُهما صاحِبَه بتَحيَّةِ الجاهليَّةِ، فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما لي أرى قَومَك قد شَنَفوك وكَرِهوك؟ فقال: واللهِ إنَّ ذلك مِنهم لبغَيرِ ما ثائِرةٍ كانت مِنِّي إليهم، إلَّا أنِّي أراهم في ضَلالٍ، فخَرَجتُ أبتَغي هذا الدِّينَ، حتَّى قدِمتُ على أحبارِ خَيبَرَ، فوجَدتُهم يَعبُدونَ اللَّهَ، ويُشرِكونَ به، فقُلتُ: واللهِ ما هذا بالدِّينِ الذي أبتَغي به، فخَرَجتُ حتَّى قدِمتُ على أحبارِ الشَّامِ، فوجَدتُهم يَعبُدونَ اللَّهَ ويُشرِكونَ به، فقُلتُ: واللهِ ما هذا بالدِّينِ الذي خَرَجتُ أبتَغي، فقال حَبرٌ مِن أحبارِ الشَّامِ: إنَّك لتَسألُ عن دينٍ ما نَعلمُ أحَدًا يَعبُدُ اللَّهَ به إلَّا شَخصًا بالجَزيرةِ، فخَرَجتُ حتَّى قَدِمتُ عليه، فأخبَرتُه بالذي خَرَجتُ له، فقال لي: إنَّ كُلَّ مَن رَأيت في ضَلالٍ، وإنَّك لتَسألُ عن دينِ اللهِ ومَلائِكَتِه، وقد خَرَجَ في أرضِك نَبيٌّ، أو هو خارِجٌ، فارجِعْ فصَدِّقْه وآمِنْ به، فرَجَعتُ فلم أختَبِرْ نَبيًّا بَعدُ، قال: فأناخَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ناقَتَه، فوضَعَ السُّفرةَ بَينَ يَدَيه، فقال: ما هذا؟ قال: شاةٌ ذَبَحناها لنُصُبِ كَذا كَذا، فقال زَيدُ بنُ عَمرٍو: إنَّا لا نَأكُلُ شَيئًا ذُبِح لغَيرِ اللهِ، ثُمَّ تَفَرَّقنا، قال: وماتَ زَيدُ بنُ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ قَبلَ أن يُبعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يُبعَثُ يَومَ القيامةِ أُمَّةً وحدَهـ)). صَحَّحه الحاكِمُ على شَرط مُسلم، وحَسَّنه الوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1/302)، وصَحَّحَ إسنادَه ابنُ تيمية في ((الجواب الصحيح)) (5/167)، وحَسَّنه الذَّهَبيُّ في ((تاريخ الإسلام)) (1/88)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سير أعلام النبلاء)) (1/134).