هو ضيدان بن خالد بن فيصل بن حزام بن مانع آل حثلين، شيخ قبيلة العجمان، ومن قادة الإخوان (إخوان من طاع الله) الذين شاركوا مع الملك عبد العزيز في نشرِ الدعوة وتوحيد البلاد. إلا أنه اختلف معه حولَ استخدام المخترعات الحديثة، كالهاتف والبرقيات، ومرونتِه في التعامُل مع دول وفئات يرى ابن حثلين أنَّه من الخطأ التعامُلُ معهم؛ لانحرافهم عن الدينِ الصَّحيحِ، وقد انضَمَّ ابن حثلين مع زعماء الإخوان فيصل الدويش، وسلطان بن بجاد، وأعلنوا انشقاقَهم على الملك، وزاد من حِدَّة خلاف ضيدان مع الملك عبد العزيز منعُه من شَنِّ غارات على بادية العراق. إلَّا أن ضيدان مع ذلك لم يشارِكْ زعماء الإخوان في معركة السبلة، وكان في هجرة الصرار على مقربة من الأحساء، فلما دعاه عبد الله بن جلوي أمير الأحساء لمقابلته امتنع، فوجه إليه ابنَه فهدًا، فتقابلا في العوينة وقُتِلَ ضيدان في خيمة فهد ابن جلوي الذي قَتَل أحد العجمان بعد قَتْلِه لضيدان، وتولى زعامة العجمان بعد ضيدان ابنُ عمه نايف بن حثلين.
جرت الوقعةُ المشهورة بوقعة الحاير- وهو مكان يُعرَف بحاير سبيع، بين الرياض والخرج- وكانت هذه الوقعة ابتلاءً لأهل التوحيد أتباع الدرعية, وكان سببُ هذه الوقعة أن العجمان بعد أن هزمهم عبد العزيز بن محمد في قذلة عام 1177هـ وقتل منهم فريقًا وأسر فريقًا آخر، استنجدوا برئيس نجران وقبائل يام، فاستجاب صاحبُ نجران الحسنُ بن هبة الله المكرمي لشكواهم، وأعدَّ العدة لذلك، وأبلغ صاحِبَ الأحساء عريعر بن دجين عدو ابن سعود بعزمِه على السير لقتال الدرعية، وعقد معه اتفاقًا للتعاون والاشتراك بقتالها، وضرب له موعدًا للقاء عند الحاير، فلما وصل المكرمي الحاير بقي أيامًا يحارب أهلَها حتى وصل جيش الدرعية الذي قيل إنه كان معتدًّا بنفسه ومُعجبًا بقوَّتِه وكثرة عددِه، فلمَّا وصَلوا قرية الحاير التقى الجيشان واشتَدَّ القتال بينهما حتى انهزمت قوات الدرعية، وقُتِلَ منها 400 وأُسر 300، وتم الاتفاق على تبادُلِ الأسرى وانسحاب جيش نجران, ثم أرسل دهام بن دواس أمير الرياض هدايا يستميلُه لمحاربة بقية أتباع الدرعية، ويَعِدُه بكثيرٍ من الأموال والفوز وفتحِ البلدانِ وحُكمِها.
هو الشيخُ العلَّامة حافظ بن أحمد بن علي الحكمي، ولد في 24 رمضان سنة 1342هـ في قرية السلام في جازان، نشأ بدويًّا يرعى الغَنَم. بدأ تعلُّمَه في سن مبكرةٍ، وكان آيةً في الحِفظِ؛ فحفظ القرآن وبعض المتون وهو يرعى الغنم صغيرًا، ثم قيَّض الله له الداعية الشيخ عبد الله القرعاوي الذي اهتَمَّ به فأفاده من علومِه وفقهِه، ثم اشتهر بالعلمِ ولمع نجمُه، حتى أصبح معلِّمًا، ثم تولى النيابةَ في إدارة مدارس التعليم بسامطة، ثم عُين مديرًا للمعهد العلمي فيها 1374هـ، واستمَرَّ إلى أن توفِّيَ بمكة. ومن مؤلَّفاته: ((سُلَّم الوصول إلى علم الأصول)) في فن التوحيد، وهي منظومة شرحها في ((معارج القبول))، و ((أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة المنصورة))، و ((دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح)) في مصطلح الحديث، و ((اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون))، وهو نظم فريد، و ((السبل السوية لفقه السنن المروية))، وهو نظم أيضًا، فقد كان بارعًا في النظم والشعر، وغيرها، ومعظَمُ مؤلَّفاته طُبِعَت على نفقة الملك سعود رحمه الله، وأما وفاته رحمه الله فكانت في اليوم 18 ذي الحجة على إثر مرض ألمَّ به وهو في الخامسة والثلاثين من عمره ودُفِنَ بمكة المكرمة.
هو الإمامُ العلَّامةُ الأوحد الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، الثِّقةُ الثَّبتُ, التقي الوَرِعُ المجاهد المحتَسِب, ذو الهمة العالية والشجاعة المتناهية, الذي خَلَف والِدَه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في مؤازرة الإمامِ عبد العزيز بن محمد بن سعود، وخَلَفه في بثِّ العلم والقيام بدعوة التوحيد ونَشْرها، والدفاع عنها بالقلَمِ واللسان، والحُجَّة والبيان، وهو عالمُ نجد بعد أبيه ومُفتيها، ومَن له الفتاوى السديدة والأجوبة العديدة، والرُّدود العظيمة، ومن ضُرِبَت إليه أكبادُ الإبل مِن سائِرِ بلدان نجد، وتوالت عليه الأسئلةُ من جميع قرى نجد ومدُنِها. ولِدَ في الدرعية سنة 1165هـ ونشأ بها في كَنَف والده، وقرأ القرآنَ حتى حَفِظه ثم شرع في القراءةِ على والده، فتفَقَّه في المذاهب الإسلامية، ومهَرَ في علمي الفروع والأصول، وكان مع هذا عالِمًا بارزًا في علم التفسير والعقائد وأصول الدين، عارفًا بالحديث ومعانيه، وبالفِقهِ وأصوله، وعلم النحو واللغة، وله اليدُ الطولي في جميع العلوم والفنون، كرَّس جُهدَه وأوقف حياته على تحصيلِ العلم وتعليمه ونَشْره تدريسًا وتأليفًا، فأخذ عنه العِلمَ خلقٌ كثيرٌ من فطاحلة عُلماء نجد وجهابِذتِهم، وكان مَرجِعَ القضاة في عهد الإمامِ عبد العزيز بن محمد بن سعود، وابنِه الإمام سعود، وابنِه الإمام عبد الله، وقد ألَّف مؤلفات كثيرة، منها: جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية، ردَّ به على بعض عُلماء الزيدية الذين اعترضوا على دعوةِ التوحيد السَّلَفية، وألَّف مختَصَر السيرة النبوية في مجلَّدٍ ضخمٍ، والكلمات النافعة في المكفِّرات الواقعة، وألَّف منسكًا صغيرًا للحج، وكتب رسائِلَ وفتاوى كثيرة، وكان له دروسٌ خاصة يحضُرُها الإمام سعود عبد العزيز، وابنه الإمام عبد الله بن سعود، في الدرعية، وقد صَحِبَ الأمير سعودَ بن عبد العزيز في دخوله مكَّةَ سنة 1218، وكتب حالَ دخوله مكة المكرمة مع الأمير سعود رسالةً وإجابةً منه لِمن سأله عمَّا يعتقدونه ويدينون للهِ به، وكان مع هذا شجاعًا مِقدامًا، وقف في باب البجيري المعروف -أثناء حصار إبراهيم باشا للدرعيَّة- وشهَرَ سَيفَه وقاتل قِتالَ الأبطال قائلًا كلمته المشهورة: "بطنُ الأرض على عِزٍّ خيرٌ من ظهرِها على ذُلٍّ" وقاتَلَ حتى رد العساكِرَ وزحزحهم عن مواقِفِهم، وذلك في آخر حرب الباشا على الدرعية، ثم نقله باشا إلى مصرَ بعد ما استولى على الدرعية، وذلك سنة 1242هـ, ونقل معه ابنه عبد الرحمن، وبقي بمصر محدودَ الإقامة حتى توفِّيَ بمصر، وقد أنجب ثلاثةَ أبناء عُلَماء، هم: الشيخ سليمان، الذي قتله إبراهيم باشا في الدرعية، وعليٌّ قُتِلَ فيما بعد على يد بعض عساكرِ الترك بنجد، وعبد الرحمن نُقِلَ مع أبيه إلى مصر صغيرًا وتعلَّم بها ودرَّس برُواق الحنابلةِ.
هو أبو القاسِمُ الجُنَيدُ بنُ محمَّد البغدادي النهاوندي الخزَّاز- لأنه كان يعمَلُ في الخَزِّ- أصلُه من نهاوند، ولد ببغداد قيل بعد 220، ونشأ فيها، كان شيخَ العارفينَ وقُدوةَ السَّائرينَ وعَلَمَ الأولياءِ في زمانه، تفَقَّه على أبي ثورٍ, وسمِعَ من الحسن بن عرفة وغيرِه, واختصَّ بصحبةِ السَّرِيِّ السَّقَطيِّ. أتقن العِلمَ، ثم أقبَلَ على شبابه، واشتغل بما خُلِقَ له، سمع الكثيرَ، وشاهَدَ الصالحينَ وأهلَ المعرفة، ورُزِقَ من الذَّكاءِ وصوابِ الإجاباتِ في فُنونِ العلم ما لم يُرَ في زمانِه مِثلُه عند أحدٍ مِن أقرانه، ولا ممَّن أرفعُ سنًّا منه ممَّن كان منهم يُنسَبُ إلى العِلمِ الباطِنِ والعلمِ الظَّاهِرِ في عفافٍ وعُزوفٍ عن الدنيا وأبنائِها. كان يُفتي في حلقةِ أبي ثَورٍ الكَلبيِّ وله عِشرونَ سنة. يقالُ: إنَّه أوَّلُ مَن تكلَّمَ في علم التوحيدِ ببغداد، عَدَّه العلماءُ شَيخَ الصوفيَّةِ؛ لِضَبطِ مَذهَبِه بقواعِدِ الكتابِ والسُّنَّة، ولِكَونِه لم يتلبَّسْ بعقائِدَ فاسدةٍ، وكان يُقالُ له طاووس العُلَماءِ، أخذ الطريقةَ عن خالِه سَرِيٍّ السَّقَطي، كان الجُنيدُ يقولُ: "مَذهَبُنا مُقيَّدٌ بالكتابِ والسُّنَّة، فمن لم يقرأ القُرآنَ ويكتُبِ الحديثَ لا يُقتدى به" يعني: في مذهبِه وطريقتِه، أثنى عليه وعلى كَلِماتِه الوعظيَّةِ كثيرٌ مِن العلماء، توفِّيَ في بغدادَ ودُفِنَ عند قبر خالِه.
هو العلَّامةُ الشيخ القاضي حسين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ولد بمدينة الدرعية ونشأ بها وقرأ العلمَ على والده الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وكان كفيفَ البصر نيِّرَ البصيرة جَهْوريَّ الصوت بحيث يسمَعُ تكبيرَه في الصلاة أدنى المسجد وأقصاه مع كثرةِ الخلائق، وكان له معرفةٌ في الأصل (التوحيد) والفروع والتفسير, وله مجالسُ عديدة في تدريس الفقه والتفسير وغيرهما, وقد تولَّى إمامة مسجد البجيري في منازل الدرعية الشرقية، وكان خطيبَ الجمعة في مسجد الطريف الكبير الواقع تحت قصر آل سعود في المنازل الغربية من الدرعية، كما كان أحدَ قضاة الدرعية، وكان يقومُ بالإفتاء. أخذ عنه العلمَ جماعة منهم ابناه الشيخ علي بن حسين، والشيخ عبد الرحمن بن حسين، والشيخ أحمد الوهبي، والشيخ سعيد بن حجي، توفي في شهر ربيع الآخِرِ في وباء أصاب الدرعية. وخلَّفَ خمسة أبناء هم: الشيخ علي، والشيخ عبد الرحمن والشيخ حمد، والشيخ عبد الملك، وحسن، وأحفادُه يعرفون اليوم على انفرادهم بآل حُسين نسبة إلى جدهم الشيخ حسين بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
لما بدأ الإصلاح ودعوة التوحيد الصحيح ينتشران في أرض نجد والحجاز حتى دخل الحرمان تحت حكم الدولة السعودية- كان بدهيًّا أن يوجد معارِضون لهذه الدعوة والدولة على اختلاف مشاربِهم وأهدافهم، وكان من بين هؤلاء الدولةُ العثمانية الني انزعَجَت مِن امتداد سلطان دولة آل سعود إلى الحجاز وأطراف العراق والشام، وكذلك واليها في مصر محمد علي باشا الذي له أطماع وطموحات شخصية، وبعض الدول الأوربية التي أزعجها وصولُ هذه الدولة الناشئة إلى الممرَّات البحرية في الخليج والبحر الأحمر، وخاصة إنكلترا، فسعت بما لها من تأثيرٍ على الدولةِ العثمانية وعلى محمد علي باشا لتُوقِفَ هذا المد في نجد، حيث قبل والي مصر تكليفَ السلطان العثماني القيامَ بمهمة قتال هذه الدولة الناشئة واستعادة الحرمين، وقبل بدء أي عمل قام بقتل المماليك المنافِسين له خشيةَ غَدرِهم حيث دعاهم بمناسبةِ إرسال ابنه طوسون على رأس جيش إلى الجزيرة العربية، فقتلهم في هذه المناسبة. وتمثَّلت جهود محمد على في إرسال ثلاث حملات رئيسة لحرب الدولة السعودية؛ قاد الأولى ابنه طوسون، وتولى هو الحملة الثانية، والحملة الأخيرة كانت بقيادة ابنه إبراهيم التي انتهت بالقضاءِ على الدولة السعودية الأولى وتدمير عاصمتِها الدرعية واستباحة أهلها الذين وقعوا بين القَتلِ والأسر والتشريدِ. وذلك عام 1233هـ.
هو عثمانُ بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن حسن بن طوق بن سيف آل معمر، من العناقر، من بني سعد من بني تميم: أمير العيينة. تولى إمارتها خلفًا لأخيه محمد, وهو جدُّ سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد ثالث حكام الدولة السعودية الأولى. كان ابن معمر آوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة ووعد بنصره بعد خروجه من حريملاء، لكنه طرد الشيخَ من العيينة بعد أن تلقَّى ابن معمر تهديدًا من قائد الأحساء بشأن الشيخ يأمره أن يقتله، وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا وكذا، فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجَك الذي عندنا. فقال للشيخ: إن هذا الأمير كتب إلينا وإنه لا يحسُنُ منا أن نقتلك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيتَ أن تخرج عنا فعلتَ، فنصحه الشيخ ورغَّبه في نصرة لا إله إلا الله، وأن من تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك، نصره الله وأيَّده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرتَ واستقمتَ وقبِلتَ هذا الخير، فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يولِّيك الله بلاده وعشيرته, فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيعُ محاربته، ولا صبْرَ لنا على مخالفته. فخرج الشيخ عنده وتحوَّل من العيينة إلى الدرعية، ثم لَمَّا قَوِيَ شأن الدعوة وقَوِيت بسببها إمارة الدرعية، اضطر ابن معمر أن يدخل تحتَ لواء حكام الدرعية، وقد ظهرت منه أمور تدلُّ على عدم صدقه، ونفاقِه، حتى إنه تآمر مع دهام بن دواس على المكر بالشيخ محمد بن عبد الوهاب, ولما كثرت شكايةُ أهل العيينة من تآمرِه على الدعوة اتفقوا مع الشيخ المجدد على التخلُّص منه، يقول ابن غنام: "لما تزايد شرُّ عثمان بن معمر على أهل التوحيد وظهر بغضُه لهم وموالاته لأهل الباطل، وتبيَّن الشيخ صدق ما كان يُروى عنه، وجاءه أهل البلاد كافة وشكوا إليه خشيتهم من غدره بالمسلمين، قال الشيخ حينئذ لمن وفد عليه من أهل العيينة: أريدُ منكم البيعةَ على دين الله ورسولِه، وعلى موالاة من والاه ومعاداة من حاربه وعاداه، ولو أنه أميركم عثمان, فأعطَوه على ذلك الأيمان وأجمعوا على البيعة, فملئ قلب عثمان من ذلك رعبًا, وزاد ما فيه من الحقد, وزيَّن له الشيطان أن يفتك بالمسلمين, ويُجليَهم إلى أقصى البلدان، فأرسل إلى ابن سويط وإبراهيم بن سلمان رئيس ثرمداء... يدعوهما إلى المجيء عنده لينفذ ما عزم عليه من الإيقاع بالمسلمين, فلما تحقق أهلُ الإسلام ذلك تعاهد على قتله نفرٌ، منهم حمد بن راشد, وإبراهيم بن زيد, فلما انفضَّت صلاة الجمعة قتلوه في مصلَّاه بالمسجد, فلما عَلِمَ بذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب عَجِل بالمسير إلى العيينة خشية اختلاف الناس وتنازُعِهم، فقدم عليهم في اليوم الثالث بعد مقتلِه، فهدأت النفوس فتجاذبوا عنان الرأي والمشورة فيمن يتولى الرئاسة والإمارة بعده، وأراد أهل التوحيد ألَّا يولى عليهم أحدٌ من آل معمر، فأبى الشيخ ووضَّح لهم طريقَ الصواب بالحجَّة ولمقنعة، وأمَّر عليهم مشاري بن معمر"
سار ابنُ تومرت بعد أن أخرجه أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين من مراكش، إلى أغمات, ثم لحق بالجبل، فسار فيه، حتى التحق بالسوس وتسامع به أهل تلك النواحي، فوفدوا عليه، وحضر أعيانُهم بين يديه، وجعل يَعِظُهم، ويذكِّرُهم بأيام الله، ويذكر لهم شرائع الإسلام، وما غيِّر منها، وما حدث من الظلم والفساد، وأنه لا يجب طاعة دولة من هذه الدول؛ لاتباعهم الباطل، بل الواجب قتالهم، ومَنْعُهم عما هم فيه، وسمَّى أتباعَه الموحدين، فانتهى خبره إلى أمير المسلمين ابن تاشفين، فجهز جيشًا من أصحابه وسيَّرهم إليه، فنزلوا من الجبل، ولقُوا جيش أمير المسلمين، فهزموهم، وأخذوا أسلابهم، وأقبلت إليه أفواج القبائل، من الحلل التي حوله شرقًا وغربًا، وبايعوه، وأطاعته قبيلة هنتانة، وهي من أقوى القبائل، فأقبل عليهم، واطمأن إليهم، وأتاه رسل أهل تينمليل بطاعتهم، وطلبوه إليهم، فتوجه إلى جبل تينمليل واستوطنه، وألَّف لهم كتابًا في التوحيد، وكتابًا في العقيدة، ونهج لهم طريق الأدب بعضهم مع بعض، والاقتصار على القصير من الثياب، القليل الثمن، وهو يحرضهم على قتال عدوهم، وإخراج الأشرار من بين أظهرهم، ثم إن أمير المسلمين أرسل إليهم جيشًا قويًّا، فحصروهم في الجبل، وضيقوا عليهم، ومنعوا عنهم الميرة، فقلَّت عند أصحاب ابن تورمت -الذي تلقَّب بالمهدي- الأقواتُ، فاجتمع أهل تينمليل، وأرادوا إصلاح الحال مع أمير المسلمين، فبلغ الخبر بذلك المهدي بن تومرت، ولم يزل أمر ابن تومرت يعلو إلى أن قُتِلَ سنة 524.
كان خُمسُ الغنائم التي تحصُلُ عليها الدولة من الحروب التي حدثت في أيام تأسيس الدولة وتوحيد الجزيرة تشَكِّلُ جزءًا من إيرادات الدولة، وفي عام 1344ه أصدر الملك عبد العزيز مرسومًا يحدِّدُ مقادير الزكاة الشرعية، وطرق جبايتها، وكلَّف أمراءَ المقاطعات بالإشراف على استيفائها، وبعد ضَمِّ السواحل الشرقية للجزيرة العربية فَرَض رسومًا جمركية، ومع ذلك ظلت موارد الدولة فقيرةً مقابِلَ احتياجات الدولة لتمويل العمليات العسكرية لتوحيدِ البلاد، وإجراءات تأسيس الدولة الحديثة؛ فقد بلغت مجمل ضرائب عام 1346هـ: 1.5 مليون جنيه استرليني، وكانت أول محاولة أُجرِيَت لوضع ميزانية ثابتة للدولة في 1348هـ/ 1929م. تقرَّر اعتماد ميزانية للدولة في عام 1353هـ / 1934م، وقد فُصِّلَت فيها أبواب الواردات والنفقات العامة، واتُّبِع في وضعها طريقة تكليف الدوائر الرسمية أن تضَعَ مشروعات مفَصَّلة لموازنتها، ثم تقَدِّمَها إلى وزارة المالية، فتَدرُسَها وتبديَ ملاحظاتها عليها. ثم تحال إلى مجلس الشورى فيدَقِّقها ويحيلها إلى مجلس الوكلاء لرفعها واستصدار الموافقة الملكية عليها. وبلغت النفقات في موازنة هذا العام 1353ه حوالي 14 مليون ريال، وقُدِّرَت الواردات بمثل ذلك، وبعد اكتشاف النفط بلغت نفقات الدولة في عام 1367ه / 1948م "214.586.500" ريال، ومثلها تقدير الواردات، بحيث تضاعفت ميزانية هذا العام عن عام 1353 ما يزيد على 15 ضعفًا!
خرج الإمامُ محمد بن عبد الوهاب من العُيينة بنجدٍ يدعو إلى دينِ الله القويم، وقد كانت منطقةُ نجد في هذه الفترة انتشر فيها الشِّركُ والبِدَع، فلقي الشيخُ صعوبات كثيرة إلى أن يسَّرَ الله له الأميرَ محمد بن سعود أمير الدرعية، فتم بينهما اتفاقٌ تاريخي في هذا العام عُرِف "باتفاق الدرعية" لَمَّا وصل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية دخل على شخصٍ مِن خيارها في أعلى البلد يقال له: محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه, ويقالُ إنَّ هذا الرجل خاف من نزوله عليه وضاقت به الأرضُ بما رَحُبت، وخاف من أميرِ الدرعية محمد بن سعود، فطمأَنَه الشيخ وقال له: أبشِرْ بخير، وهذا الذي أدعو الناسَ إليه دينُ الله، وسوف يُظهِرُه الله، فبلغ محمَّدَ بن سعود خبرُ الشيخ محمد، ويقال: إن الذي أخبره به زوجتُه، جاء إليها بعضُ الصالحين وقال لها: أخبري زوجَك الأمير محمدًا بهذا الرجل، وشجِّعيه على قَبولِ دعوته، وحَرِّضيه على مؤازرته ومساعدتِه، وكانت امرأةً صالحةً طَيِّبةً، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجلٌ داعية يدعو إلى دينِ الله، ويدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنَّةِ رَسولِ الله عليه الصلاة والسلام، يا لها من غنيمة! بادِرْ بقَبوله وبادر بنُصرته، ولا تقف في ذلك أبدًا، فقبل الأمير مشورتَها، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال: إن المرأة أيضًا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصِدَه في منزله، وأن تقصِدَه أنت وأن تعظِّمَ العلم والداعيَ إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادةِ والخيرِ- رحمةُ الله عليه، وأكرم الله مثواه- فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم العريني، ورحب به قائلًا: "أبشر ببلاد خيرٍ مِن بلادك، وأبشر بالعِزِّ والمنعة، فقال الشيخ محمد: وأنا أبشِّرُك بالعز والتمكين، وهذه كلمةُ لا إله إلا الله، من تمسَّك بها وعمل بها ونصرها، مَلك بها البلادَ والعباد، وهي كلمةُ التوحيد، وأوَّلُ ما دعت إليه الرسل، من أوَّلهم إلى آخرهم, ثم بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود حقيقةَ الإسلام والإيمان، وأخبره ببطلان ما عليه أهل نجد من عبادة الأوثان والأصنام والأشجار، فقال الأمير له: يا شيخ، لاشك عندي أنَّ ما دعوتَ إليه أنَّه دين الله الذي أرسل به رسُلَه وأنزل به كتُبَه، وأنَّ ما عليه اليوم أهلُ نجد من هذه العبادات الباطلة هو كما ذكرت نفسُ ما كان عليه المشركون الأولون من الكُفرِ باللهِ والإشراك، فأبشِرْ بنُصرتِك وحمايتك والقيام بدعوتِك، ولكن أريد أن أشتَرِطَ عليك شرطين: نحن إذا قمنا بنصرتك وجاهدنا معك ودان أهلُ نجد بالإسلام وقَبِلوا دعوة التوحيد، أخاف أن ترتحِلَ عنا وتستبدل بنا غيرَنا، والثاني: أن لي على أهل الدرعية قانونًا آخذُه منهم وقت حصاد الثمارِ، وأخاف أن تقول: لا تأخذ منهم شيئًا، فقال الشيخ: أما الشرط الأول فابسُطْ يدك أعاهِدْك: الدَّمُ بالدَّمِ، والهدمُ بالهدم، وأما الثاني فلعل الله أن يفتحَ عليك الفتوحاتِ فيُعَوِّضَك من الغنائِمِ والزكوات ما هو خيرٌ منه. فتمَّ التعاهد والاتفاق بينهما"، فقام الأمير محمد بن سعود بمؤازرة الشيخ ودَعْمِه وحمايته؛ ليقوم بتبليغ الدعوة، فانطلق الشيخ محمد يصحح الأوضاعَ الدينية المتردِّية، فقويت الدرعية سياسيًّا ودينيًّا, ثم انطلقت منها الجيوشُ لتوحيد الأجزاء المتفَرِّقة من نجد وما حولها ونشْرِ الدعوة فيها.
هو الأميرُ رحمةُ بن جابر بن عذبي شيخُ الجلاهمة ورئيسُهم، جعله الإمامُ سعود بن عبد العزيز حاكِمَ ساحل الدمام، وهو قُرصانٌ كويتي، من الشجعان. اشتهر بمساعدته لأهل البحرين على الخلاصِ من الاحتلال الفارسي عام 1782م، فجعلوا له حصةً مما يحصُلون عليه من اللؤلؤ. ثم توقَّفوا. هاجر إلى دارين واحترف القرصنة 1802 م فكان له أسطولٌ قوامه خمسُ سفن. يزيدُ بحَّارتُها على الألف بحَّار. أخذ يعترض سفُنَ الغوَّاصين ولا سيما أهل البحرين والسُّفُن البريطانية، فيستولي على ما يتيسَّرُ. وضَجَّ منه عمَّالُ الإنكليز في الخليج، وحالفَ آل سعود 1809م إلى أن فَصَله عنهم موظَّفو الحكومة العثمانية 1816م ومنحوه ملكية ساحل الدمام ونصَّبوه أميرًا على خور حسن شمالي الزبارة في قطر، فبنى لنفسه قلعةً في الدمام 1818م وتواصلت معارِكُه مع أهل البحرين وغيرهم، وفي هذا العام جرت واقعة (تنورة) البحرية بين رحمة ومن معه من رعايا آل سعود، وبين آلِ خليفة أمراء البحرين ومن معهم من آل صباح أمراء الكويت، وكانت المعركةُ من العنف لدرجة أن ميازيب السفن سالت دمًا، ويقَدَّرُ عدد القتلى بألف وخمسمائة قتيل، في عدادهم دعيج صاحب الكويت، وراشد بن عبد الله آل خليفة، وشبَّت النارُ في سبع سفن، فانفجرت فيها مخازِنُ البارود وتطايرت أقسامها ومن فيها، وكان رحمة بين القتلى. قال أحد كتَّابِ الإنكليز "إن رحمة أنجَحُ وأجرَأُ قرصان عرَفَتْه البِحارُ على الإطلاق". وكان رحمة كثيرَ اللَّهج بالأشعارِ لا سيما أشعارُ الحرب والحماسة، وله شعرٌ جَيِّدٌ، وله محبَّةٌ لأهل دعوة التوحيد، وقد نظم فيها وفي دعاتها وعلمائها شِعرًا.
منذ صدورِ قرار التقسيم رقم 181 عن الأمم المتحدة الصادر في 29 نوفمبر 1947م (وهو أول قرار دولي يصدُرُ عن الأمم المتحدة يتناول القضية الفلسطينية) بدأت القدسُ تأخذ خصوصيةً معينة في الصراع العربي الإسرائيلي؛ حيث عالج القرار في جزئه الثالث قضية القدس، وجعل منها كيانًا منفَصِلًا خاضعًا لنظام دولي خاص يتبَعُ إدارة الأمم المتحدة، وعين مجلس وصاية دولي ليقوم بأعمال السلطة الإدارية نيابةً عن الأمم المتحدة، وقدَّم مجلس الوصاية مشروعًا إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة من أجلِ إدارة شؤون الأماكن المقدَّسة التي أصبحت تحت السيادة الجماعية للأمم المتحدة، ويقوم بإدارتها مندوبٌ تابع للمنظمة الدولية، ويساعده مجلس تشريعي مكوَّن من أربعين عضوًا لمدة ثلاث سنوات، وصدرت عشراتُ القرارات الدولية بعد ضَمِّ إسرائيل للقُدسِ الشرقية، وتوحيد المدينة تحت السيادة الإسرائيلية طالبت فيها إسرائيلَ بالتراجع عن إجراءاتها ووقْف أعمالِها غير الشرعية، وكانت لجنةُ التوفيق الدولية قد أعدت مشروعًا يستند إلى قرار التقسيم من أجل إيجاد آلية تنفيذية لقضية القدس، وقدَّمَته إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول 1949م، وينص على تقسيم القدس إلى منطقتين عربية ويهودية، وكُلٌّ يدير القسم الذي له، ونزْع السلاح من منطقة القدس، وتبقى القدس منطقةً محايدة لا تكونُ عاصِمةً لأحدٍ، ويشكَّل مجلِسٌ عام للمنطقة، ويوضَعُ نظام خاص للأماكن المقدسة داخل منطقة القدس، أما الأماكن المقدسة التي تقع خارج هذه المنطقة فيُشرِفُ عليها مندوبٌ الأمم المتحدة.
تُوفِّيَ الشيخُ عبدُ الفتاح بنُ عبدِ الغني بن محمد القاضي، المولودُ في دمنهور البحيرة بمصرَ في 14/10/1907م. وهو عالِمٌ مُبرَّزٌ في القِراءات وعُلومها، التحقَ بالمعهدِ الأزهريِّ بالإسكندرية بعدَ أن حفِظَ القرآنَ الكريم، وتدرَّجَ في التعليمِ حتى حصَل على شَهادة التخصُّص القديمِ (الدكتوراه حاليًّا) عامَ 34/1935م. تَتلمذَ على كِبار عُلماء عصْره بالإسكندرية والقاهرةِ؛ منهم الشيخُ محمد تاج الدينِ في التفسيرِ، والشَّيخُ شحاتة منيسي في البلاغةِ، والشَّيخُ حسن الشريف في الحديثِ الشريفِ، والشَّيخُ أمين محمود سرور في التوحيدِ، وحضَر المنطِقَ وأدب البحثِ على الشيخِ مَحمود شلتوت شيخِ الأزهر، وعبد الله دِراز، وعبد الحليم قادوم، والشَّيخ محمد الخضر حُسين. عُيِّنَ في عدة مَناصبَ: مدرِّسًا ثانويًّا عقِبَ التخرُّجِ، ورئيسًا لِقِسمِ القِراءات بكُلية اللُّغة العربية بالأزهرِ، ومفتِّشًا عامًّا بالمعاهد الأزهريةِ، وشيخًا للمَعهدِ الأزهريِّ بدُسوق، ثم المعهدِ الأزهريِّ بمَدينة دَمنهور، ووَكيلًا عامًّا للمعاهد الأزهريةِ، ثم مديرًا عامًّا لها، ثم رئيسًا لِقِسمِ القراءات بكُلِّية القرآنِ الكريم والدِّراسات الإسلامية بالجامعةِ الإسلامية بالمدينةِ النَّبويةِ، وقد عُيِّن رئيسًا للجنةِ تَصحيحِ المصاحِف بالأزهرِ، وخطيبًا بمسجدِ الشَّعراني بالقاهرة، وعُضوًا في لَجنةِ اختبار القُراء بالإذاعة المصريةِ. مرِضَ بالمدينةِ النبويةِ -على ساكنِها الصلاة والسلامُ- وسافَرَ إلى القاهرة للعلاجِ، وتُوفِّي رحمه الله بها وقتَ آذانِ الظُّهر يوم الاثنين 1/11/1982م، ودُفِنَ بالقاهرةِ.
كان اليمنُ الجنوبي يمثِّل مجموعةً من المحميات الخاضعة للاحتلال البريطاني، وتنقَسِمُ إلى محميَّات غربية عاصمتها عدن، ومحميَّات شرقية عاصمتها المكلا، وفي حوالي سنة 1960م بدأ يظهرُ حزبُ البعث العربي الاشتراكي باليَمَن الجنوبي متأثرًا بالمدِّ الاشتراكي القومي العربي: مذهبِ جمال عبد الناصر! وتوسَّع في صفوفِ العُمَّال العَدَنيين، وكان يطالِبُ بالاستقلال التام، وبدأ يَقوَى حتى اجتاح البلادَ بالمظاهراتِ والاصطداماتِ مع القوى البريطانية، ثمَّ بعد سنة ونصف انفجرت الثورةُ في اليمن الشمالي وتَبِعَها اليمنُ الجنوبي؛ فقامت المظاهراتُ الدامية في عَدَن، وبدأت حربُ العصابات في الجبال، وعَقَدت بريطانيا مؤتمرًا في لندن سنة 1964م لحكَّام الجنوب، فرفضت المعارضةُ الحضور، فقرَّر المؤتمرُ تحديدَ موعد الاستقلال في سنة 1968م، وتطوير نطام الحُكم، والسماح للأحرار بالعودة للبلاد، ولكِنْ بسبب تزايُد حدة الاضطرابات قُدِّم الموعِدُ إلى 20 نوفمبر 1967م، وأُعلِنَت فيه جمهوريةُ اليمن الجنوبية الشعبية، وكانت هناك جبهتان، هما: جبهةُ تحرير الجنوب العربيِّ التي قامت على أساسِ حِزبِ البعث الاشتراكي، وجبهةٌ قوميَّةٌ ذاتُ ميول وطنية تطالِبُ باستقلال اليمن وتوحيدِه، وتنافست الجبهتانِ على قيادة الحركة الوطنية والثورة، وانتصرت الجبهةُ القومية، واستطاعت بعد معارِكَ دامية أن تَكونَ القوةَ الشعبيَّةَ الأولى والوحيدةَ في البلاد، وفاوض الإنجليزُ رئيسَها قحطان الشعبي الذي أصبح فيما بعدُ رئيسًا للجمهورية، وانسحبت بريطانيا عن اليمن بعد تدخُّل كلٍّ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وتمَّ الجلاء عن القواعد العسكرية من بحريةٍ وجوية، وتسليم كافة الجُزُر للجنوبيين. وبعد انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن حدثت تحوُّلاتٌ اجتماعية متأثِّرةً بالمد الماركسي، فاضطرَّ كثيرٌ من أُسَرِ اليمن الجنوبي إلى الهرب إلى السعودية حتى قبل إعلان الاستقلال.