الموسوعة الحديثية


- كأنهم علِمُوا أنَّا نُحبُّ اللحمَ . وفي الحديثِ قصةٌ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : مختصر الشمائل | الصفحة أو الرقم : 152 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي في ((الشمائل المحمدية)) (180) واللفظ له، وأحمد (14245)، والدارمي (45) مطولا
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزورُ أصحابَه رضِيَ اللهُ عنهم، وكانوا يُكرِمونه بما عندَهم ويَتحرَّون أنْ يُتحِفوه بما يُحِبُّه مِن الطَّعامِ والشَّرابِ، مع حُسنِ الضِّيافةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما: "أتَانَا النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَنزلِنا"، أي: جاءَنا زائرًا، "فذبَحْنا له شاةً"، وهي الواحدةُ مِن الضَّأنِ المستأنَسِ في البيوتِ؛ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كأنَّهم عَلِموا أنَّا نُحِبُّ اللَّحْمَ"، أي: نُحِبُّه مُطلقًا، والمعنى: كأنَّهم عَرَفوا ذلك فأكْرَمونا به في ذلك الوقتِ؛ للاحتياجِ إلى القوَّةِ لمُدافَعةِ العدُوِّ ومُقاومتِهم، أو المرادُ بذلك القولِ تأْنيسُهم وجَبْرُ خاطِرِهم دونَ إظهارِ الشَّغفِ باللَّحمِ والإفراطِ في مَحبَّتِه.
وقولُه: "وفي الحديثِ قصَّةٌ"، المرادُ بها ما ذكَرَه أحمدُ في روايتِه: "أتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أستَعينُه في دَينٍ كان على أبي، قال: فقال: آتِيكُم، قال: فرَجَعْتُ فقلْتُ للمرأةِ: لا تُكلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا تَسألِيه، قال: فأتانَا فذبَحْنا له داجِنًا كان لنا، فقال: يا جابرُ، كأنَّكم عرَفْتُم حُبَّنا اللَّحمَ، قال: فلمَّا خرَجَ قالت له المرأةُ: صَلِّ عليَّ وعلى زَوجي -أو صَلِّ علينا-، قال: فقال: اللَّهُمَّ صَلِّ عليهم، قال: فقلْتُ لها: أليس قد نَهيتُكِ؟! قالت: تَرى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَدخُلُ علينا ولا يَدعو لنا".
وفي الحديثِ: إرشادٌ لِلمُضِيفِ إلى أنَّه يَنْبغي له أنْ يُثابِرَ على ما يُحِبُّه الضَّيفُ إنْ عَرَفَه.
وفيه: أنَّ للضَّيفِ أنْ يخْبِرُ مُضِيفَه بما يُحِبُّه إذا لمْ يُوقِعِ المُضِيفَ في مَشقَّةٍ( ).