الموسوعة الحديثية


- كان ابنُ عمر إذا دُعيَ إلى تزويج قال : لا تقضِّضوا علينا الناس، الحمد لله وصلى الله على محمد إن فلانًا خَطَبَ إليكم فلانة، إنْ أنكَحْتُمُوه فالحمد لله وإن ردَدْتُمُوه فسبْحان الله.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل | الصفحة أو الرقم : 1822 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
علَّمنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نبدَأَ بذِكرِ اللهِ وحمدِه في أُمورِنا؛ لِيُبارَكَ لنا فيها، وقد كان الصَّحابةُ الكرامُ خيرَ مَن يَتَّبِعُ سُنَّةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذلك، وخاصَّةً عندَ طلَبِ المرأَةِ للزَّواجِ.
وفي هذا الأثَرِ يُخبِرُ التَّابعيُّ أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ حفصِ بنِ عُمَرَ الزُّهريُّ: "أنَّ ابنَ عُمَرَ كان إذا دُعِيَ لِيُزوِّجَ"، أي: إذا كان شافعًا ووسيطًا؛ ليطلُبَ تزويجَ امرأةٍ مِن وَلِيِّها لرَجُلٍ يخطُبُها، "قال: الحمدُ للهِ، وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّدٍ" وهذا مِن بابِ البَدءِ بذِكرِ اللهِ واسمِه سُبحانَه ثم يقولُ: "إنَّ فُلانًا" ويُسمي الخاطِبَ باسمِه "يَخطُبُ إليكم؛ فإنْ أنكحْتُموه"، أي: قَبِلْتُم أنْ تُزوِّجوه مِن وَلِيَّتِكم "فالحمدُ للهِ" على التَّوفيقِ في الأمرِ، "وإنْ رددْتُموه" فلم تَقْبَلوه "فسُبحانَ اللهِ" المُنزَّهِ عن كلِّ نقصٍ وعيبٍ، وكأنَّه يقولُ ذلك اعتبارًا بأنَّ ردَّ الخاطِبِ يكونُ لعيبٍ فيه، فيُسبِّحُ اللهَ تَذكيرًا ووَعظًا للحاضِرينَ بأنَّ كُلَّ إنسانٍ فيه عيبٌ ونقصٌ، فلا يَحزَنُ لما فاتَه مِن أمرِ الزَّواجِ، أو يكونُ تَذكيرًا لأهلِ المخطوبةِ بأنَّ اللهَ سُبحانَه وحدَه هو المُنزَّهُ عن النقصِ، وكلُّ إنسانٍ مَعيبٌ؛ ليتفكَّروا في الأمرِ .