الموسوعة الحديثية


- أنَّ عمرَ أتَى سُباطةَ قومٍ فبالَ قائمًا ففرج حتَّى رحِمتَهُ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق | الصفحة أو الرقم : 1/122 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد قوي
الإسلامُ دِينُ يُسْرٍ وسَماحةٍ، ولم يَأمُرِ النَّاسَ بالتَّشدُّدِ والتَّعنُّتِ، وإنَّما أمَرَهم بالتَّقوى قدْرَ الاستطاعةِ، حتَّى في أقَلِّ الأُمورِ، وقد كان الصَّحابةُ الكرامُ يَتحرَّون ذلك، كما يُبيِّنُ هذا الأثرُ الَّذي يَحكِي فيه عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ بنِ الخطَّابِ: "أنَّ عمَرَ أتى سُباطةَ قومٍ فبالَ قائمًا"، أي: تبوَّلَ وهو واقفٌ دونَ أنْ يَجلِسَ، والسُّباطةُ: هي المكانُ الَّذي يُلقى فيه القُمامَةُ، "ففَرَجَ حتَّى رَحِمْتُه"، أي: وسَّعَ ما بيْن رِجْلَيْه حتَّى لا يُصيبَهما رَذاذُ البولِ، حتَّى تَوجَّعَ له ابنُه عبدُ اللهِ، وأشفَقَ عليه مِن مِن شِدَّةِ تَفريجِه بيْن ساقَيهِ، وهذا يُبيِّنُ فَهْمَ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنْه أنَّه لا حرَجَ في البولِ قائمًا عندَ الحاجةِ إليه، لا سيَّمَا إذا كان المكانُ مَستورًا لا يَرى فيه أحدٌ عَورةَ البائلِ، ولا يَنالُه شَيءٌ مِن رَذاذِ البولِ، وقد ثبَتَ عَن حُذيفةَ رضِيَ اللهُ عنه في الحَديثِ المتَّفَقِ على صحَّتِه "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَى سُبَاطةَ قومِ فبالَ قائمًا"، لكنَّ الغالِبَ مِن فِعْلِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو التبوُّلُ قاعدًا؛ لأنه أسترُ للعَورةِ، وأبعدُ عَن الإصابةِ بِشَيءٍ من رَشاشِ البولِ.