الموسوعة الحديثية


- أَعرِضوا عن الناسِ ، ألم تر أنك إن ابتغيتَ الرِّيبةَ في الناسِ أفسدتَهم ، أو كدتَ تُفسدُهم
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 1049
| التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 365) (859)، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (542)، وقوام السنة في ((الترغيب والترهيب)) (686) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - البعد عن مواطن الريبة بر وصلة - مداراة الناس رقائق وزهد - العفو والإعراض عن الجاهلين رقائق وزهد - الوصايا النافعة
|أصول الحديث
أمَرَ اللهُ عِبادَه بالسَّترِ، ونهَاهم عن كَشْفِ سِتْرِ النَّاسِ؛ لأنَّ في ذلك صَلاحَ مُجتمعِهم وتَقويمَ نِظامِهم.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "أعْرِضوا عن النَّاسِ"، أي: تَغافَلوا عن التَّفتيشِ عن أحوالِهم، والبَحثِ عن عُيوبِهم، والتَّتبُّعِ لعَوارتِهم، والتَّنقيبِ عن مَعايبِهم، "ألم تَرَ أنَّك"، وهذا خِطابٌ للحاكِمِ، ويَدخُلُ في معناهُ مَن يَتولَّى أيَّ رِعايةٍ ومَسؤوليةٍ، كالوَزيرِ وغيرِه، وجاء الحديثُ للأميرِ؛ لأنَّه المَرجِعُ والمَسؤولُ، "إنِ اتَّبَعْتَ الرِّيبةَ في النَّاسِ"، أي: جعَلْتَ الأصلَ فيهم التُّهمَةَ وسُوءَ الظِّنِّ، وتجسَّستَ على عُيوبِهم، واتَّهمْتَهم في أحوالِهم بِنِيَّةِ فَضْحِهم، "أفسَدْتَهم أو كِدْتَ تُفسِدُهم"، أي: أفْسَدْتَ عليهم مَعاشَهُم ومعادَهُم؛ لأنَّه بفِعْلِه أدَّاهم إلى ارتكابِ ما ظَنَّ بهم مِن السُّوءِ ففَسدُوا؛ فالإنسانُ لا يَخلُو مِن ذنْبٍ، فلو أُدِّبَ لكلِّ قَولٍ أو فِعْلٍ لَشَقَّ ذلك عليه؛ فيَنبغي على الحاكِمِ أنْ يَسْتُرَ على النَّاسِ ما وَسِعَه السَّتْرُ، فإذا تَتَبَّعَ ما أمَرَ اللهُ بتَرْكِ تَتبُّعِه، امتَثَلَ النَّاسُ ذلك منه، وكان فيه فَسادُهم.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّغافُلِ، وعدَمِ تَتبُّعِ العَوْراتِ، وتَرْكِ النَّاسِ على ظَواهِرِهم.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها