الموسوعة الحديثية


- لا تَتَّخِذوا ظُهورَ دَوابِّكم مَنابِرَ، فإنَّ اللهَ تَعالى إنَّما سخَّرَها لكم لِتُبلِّغَكم إلى بَلَدٍ لم تَكونوا بالِغيهِ إلَّا بشِقِّ الأنْفُسِ، وجَعَلَ لكم الأرضَ، فعليها فاقْضُوا حاجاتِكم.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 4/44 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة] | التخريج : أخرجه أبو داود (2567)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (38)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (867) باختلاف يسير

إيَّاكم أن تتَّخذوا ظُهورَ دوابِّكم منابرَ فإنَّ اللَّهَ إنَّما سخَّرَها لَكم لتبلِّغَكم إلى بلدٍ لم تَكونوا بالغيهِ إلَّا بشِقِّ الأنفُسِ وجعلَ لَكمُ الأرضَ فعَليْها فاقضوا حاجتَكم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2567 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

يَأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالرِّفقِ بالحيوانِ، وخاصَّةً ما يُستَعمَلُ للرُّكوبِ؛ يَقولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إيَّاكم"، أي: يُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ويَنهى، "أن تتَّخِذوا ظُهورَ دَوابِّكم مَنابِرَ"، أي: لِلجُلوسِ عليها عِندَ الخُطبَةِ، وقيل: المرادُ الوقوفُ على ظُهورِها؛ أوِ المعنى: لا تتَّخِذوها كالمنابرِ تَجلِسون عليها وتتحدَّثون فيما بينَكم؛ "فإنَّ اللهَ إنَّما سخَّرَها لكم لِتُبلِّغَكم إلى بلَدٍ لم تَكُونوا بالِغِيه إلَّا بشِقِّ الأنفُسِ"، أي: وذلك لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ جعَل وظيفتَها حَمْلَ النَّاسِ في السَّفَرِ الَّذي يَصعُبُ عليهم بُلوغُه إلَّا بعدَ تعَبٍ وشِدَّةٍ، "وجعَل لكُم الأرضَ"، أي: وسخَّر لكُم الأرضَ مِن أجلِ أن تَنتفِعوا بها وهي حامِلَتُكم في كلِّ الأحوالِ؛ في الخُطَبِ، وعندَ الحديثِ، وغيرِها؛ "فعَلَيها فاقضُوا حاجتَكم"، أي: فافعَلوا على ظهرِ الأرضِ ما تَشاؤون، وتكونُ عليها مَنابِرُكم ومَجالِسُكم وخُطَبُكم.
ويُحمَلُ هذا النَّهيُ عنِ التَّحدُّثِ على الدَّوابِّ إذا جعَله المرءُ له عادةً أو لغيرِ حاجةٍ، فيُتعِبُ الدَّابَّةَ دونَ داعٍ، وذلك لأنَّه ثبَت أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خطَب على ناقتِه، وحدَّث أصحابَه وهو راكبٌ عليها في أسفارِه.