الموسوعة الحديثية


- دخلتُ على خالتي ميمونةَ وخالدِ بنِ الوليدِ فقالت ميمونةُ يا رسولَ اللهِ ألا أُطعمُك مما أهدى لي أخي من الباديةِ فقرَّبتُ ضَبَّينِ مَشوِيَّينِ على قِنوِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كُلوا فإنه ليس من طعامٍ قومي أجدُني أُعافُه وأكل منه ابنُ عباسٍ وخالدٌ فقالت ميمونةُ لا آكلُ من طعامٍ لم يأكلْ منه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم استسقَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأُتِيَ بإناءِ لبنٍ فشرب وعن يمينه ابنُ عباسٍ وعن يساره خالدُ بنُ الوليدِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لابنِ عباسٍ أتأْذنُ لي أن أسقيَ خالدًا فقال ابنُ عباسٍ ما أُحبُّ أن أُوثرَ بسُؤرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على نفسي أحدًا فتناول ابنُ عباسٍ فشرب وشرب خالدٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من أطعمه اللهُ طعامًا فلْيقُلْ اللهمَّ بارِك لنا فيه وارزقْنا خيرًا منه ومن سقاه اللهُ لبنًا فلْيقُلْ اللهمَّ باركْ لنا فيه وزِدْنا منه فإني لا أعلمُ شيئًا يجزءُ من الطعامِ والشرابِ إلا الَّلبنَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 5/412 | خلاصة حكم المحدث : على أقل الأحوال صالح الاستشهاد به لذكر ابن زياد فيه إن كان هو الإفريقي وإلا فهو حجة بذاته إن كان هو الألهاني | التخريج : أخرجه أبو داود (3730)، والترمذي (3455) باختلاف يسير، وابن ماجه (3322) مختصراً. وحديث الضب أصله في صحيح مسلم (1945)

كنتُ في بيتِ ميمونةَ ، فدخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ومعه خالدُ بنُ الوليدِ ، فجاؤوا بضَبَّينِ مَشْوِيَّينِ على ثُمامَتَينِ ، فتبزَّق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فقال خالدُ : إِخالُك تَقْذِرُه يا رسولَ اللهِ ! قال : أجل ثم أُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بلبنٍ فشرب ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إذا أكل أحدُكم طعامًا فلْيَقُلْ : اللهمَّ بارِكْ لنا فيه ، وأَطعِمْنا خيرًا منه ، وإذا سُقِيَ لبنًا فليقلْ : اللهمَّ بارِكْ لنا فيه ، وزِدْنا منه ؛ فإنه ليس شيءٌ يُجزئُ من الطعامِ والشرابِ إلا اللبنَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3730 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه أبو داود (3730) واللفظ له، والترمذي (3455)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10118)، وابن ماجه (3322)، وأحمد (1978)


كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا عافَ مِنَ الطَّعامِ شيئًا ترَكه، وفي هذا الحديثِ يَحكِي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّه كان في بَيْتِ مَيمونةَ رضِيَ اللهُ عنه، وهي ميمونةُ بنتُ الحارِثِ، زَوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكانتْ خالَةَ ابنِ عبَّاسٍ، "فدخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه خالدُ بنُ الوليدِ، فجاؤوا بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ على ثُمامَتَيْنِ"، أي: على عودَيْنِ يَحمِلانِ الضَّبَّيْنِ أثناءَ الشَّوْيِ، والضَّبُّ: حيوانٌ مِنَ الزَّواحِفِ يَكْثُرُ في الصَّحارِي العربيَّةِ.
قال: "فتَبَزَّقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: تَفَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَقذُّرًا؛ وذلك لِأنَّه لم يَأْلَفْه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فقال خالِدٌ: إِخالُكَ"، أي: أَظُنُّكَ، "تَقْذَرُهُ يا رسولَ اللهِ"، أي: تَكرهُه، "قال" النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أَجَلْ"، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عافَه وكرِهَه، وليس المقصودُ هنا الكراهةَ الشَّرعيَّةَ، وإنَّما المقصودُ كراهةُ نَفْسِهِ البشريَّةِ لهذا النَّوعِ مِنَ الطَّعامِ.
قال: "ثمَّ أُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلَبَنٍ فشرِب، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا أَكَلَ أحدُكم طعامًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بارِكْ لنا فيه"، أي: اجعَلْ لنا فيه الخيرَ بالزِّيادةِ والنَّماءِ، "وأطعِمْنا خيرًا منه"، أي: وارْزُقْنا ما هو أفضلُ منه، "وإذا سُقِيَ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بارِكْ لنا فيه، وزِدْنا منه"؛ فإنَّه ليس شيءٌ يُجزِئُ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ، أي: يَصْلُحُ مَقامَ الأكْلِ إذا جاع الإنسانُ ويصلُحُ مقامَ الشُّرْبِ إذا عطِش "إلَّا اللَّبَنُ".
وفي الحديثِ: بيانٌ لأفضليَّةِ اللَّبَنِ وما فيه مِن فائدةٍ تَجمَعُ بين كَوْنِهِ طعامًا لِمَنْ أراد الطَّعامَ، وشرابًا لِمَنْ أراد الشَّرابَ.