- أنَّ رجلًا سألَهُ عن وقتِ الصَّلاةِ فقالَ: صلِّ معَنا قالَ: فلمَّا زالَتِ الشَّمسُ أمرَ بلالًا فأذَّنَ ثمَّ أمرَهُ فأقامَ العَصرَ والشَّمسُ بيضاءُ نقيَّةٌ مرتفعةٌ، ثمَّ أمرَهُ فأقامَ المغربَ حينَ غابتِ الشَّمسُ ثمَّ أمرَهُ فأقامَ العشاءَ حينَ غابَ الشَّفقُ، ثمَّ أمرَهُ فأقامَ الفجرَ حينَ طلعَ الفجرُ . فلمَّا كانَ في اليومِ الثَّاني أمرَهُ فأذَّنَ للظُّهرِ فأبردَ بِها فأنعَمَ أن نُبرِدَ بِها، وصلَّى العصرَ والشَّمسُ مرتفعةٌ، أخَّرَها فوقَ الَّذي كانَ، وصلَّى المغربَ قبلَ أن يَغيبَ الشَّفقُ، وصلَّى العشاءَ بعدما ذَهَبَ ثلثُ اللَّيلِ، وصلَّى الفجرَ فأسفرَ بِها ثمَّ قالَ: أينَ السَّائلُ عن وقتِ الصَّلاةِ ؟ فقالَ الرَّجلُ: أَنا يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ: وقتُ صلاتِكُم فيما بينَ ما رأيتُمْ
الراوي : بريدة | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم: 3/159 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
وصلَّى العشاءَ بعدَما ذهبَ ثلُثُ اللَّيلِ، أي: في آخرِ وقتِها، وصلَّى الفجرَ فأسفرَ بها، فجرُ اليومِ الثَّاني أدخلَه في وقتِ إسفارِ الصُّبحِ، أي: انكشافِه وإضاءتِه، ثمَّ قالَ: أينَ السَّائلُ عنْ وقتِ الصَّلاةِ؟ فقالَ الرَّجلُ: أنا يا رسولَ اللهِ، قالَ: وقتُ صلاتِكُم بينَ ما رأيْتُم، أي: إنَّ الوقتَ المختارَ للصلاةِ بينَ الوقتِ في اليومِ الأوَّلِ والوقتِ في اليومِ الثَّاني، فخاطبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم السَّائلَ وغيرَه بهذا، وهنا إشارةٌ إلى بيانِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالفِعلِ والقولِ معًا.
وفي الحديثِ: أهميةُ تعلُّمِ أحكامِ الدِّينِ، وعدمُ تركِ أفضيلةِ الصَّلاةِ في أوَّلِ وقتِها إلَّا لمصلحةٍ راجحةٍ، وأنَّ الصَّلاةَ لها وقتُ فضيلةٍ ووقتُ اختيارٍ.