الموسوعة الحديثية


- عن نافعٍ - رحمه اللهُ -، قال : كنتُ مع ابنِ عمرَ في طريقٍ، فسمع مزمارًا، فوضع أصبعَيه في أذنيه، وناء عن الطريقِ إلى الجانب الآخرِ، ثم قال لي بعد أن بعُد : يا نافعُ ! هل تسمع شيئًا ؟ ! قلتُ : لا، فرفع أصبعيه من أذنيه، قال : كنتُ مع رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - ؛ فسمع صوت يراعٍ، فصنع مثل ما صنعتُ ؛ قال نافعٌ : فكنتُ - إذ ذاك - صغيرًا .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 4739 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (4924)، وأحمد (4535) باختلاف يسير

سمِعَ ابنُ عمرَ مِزْمارًا ، قال : فوَضَعَ أُصْبُعَيْه على أُذُنَيْه ، ونأَى عن الطريقِ ، وقال لي : يا نافعُ هل تَسْمَعُ شيئًا ؟ قال : فقلتُ : لا . قال : فرَفَعَ أُصْبُعَيْه مِن أُذُنَيْه ، وقال : كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فسَمِعَ مثلَ هذا ! فصَنَعَ مثلَ هذا.
الراوي : نافع مولى ابن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4924 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

كانَ الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهم يَتحسَّسونَ هَديَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وسُنَّتَه ويَتَّبِعونها، وكانَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما مِن أشدِّهم بحثًا وسُؤالًا وتَطبيقًا لسُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ نافعٌ مَولى عبدِ اللهِ بنِ عمرَ: "سمعَ ابنَ عمرَ مِزْمارًا"، أي: سَمِعَ صوتَ مِزْمارٍ ممَّا يُعزفُ ويُصفرُ بهِ مِن آلاتِ الطَّربِ، وقيلَ المرادُ بالمِزْمارِ: هو سَماعُه لصَوتِ صَفَّارةِ الرُّعاةِ، "فوضَعَ إصْبَعيهِ على أُذنَيهِ"؛ وذلكَ حتَّى لا يَسمعَ صوتَ المزْمارِ، "ونَأى"، أي: ابتَعدَ "عن الطريقِ"، أي: الذي يُعزَفُ فيه.
وقالَ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عَنهما لنافعٍ مَولاهُ: "يا نافعُ، هلْ تَسمعُ شيئًا؟"، أي: مِن صَوتِ المزْمارِ؛ وذلكَ حتى يَرفعَ إصْبَعيهِ عن أُذُنيهِ. فقالَ لهُ نافعٌ: "لا"، ويَحتمِلُ أنَّ قولَ نافعٍ "لا" إنَّما كانَ إشارةً.
قالَ: "فرفَعَ"، أي: ابنُ عمرَ، "إصْبَعيهِ مِن أُذَنيهِ"، وقالَ: "كنتُ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فسمِعَ مِثلَ هذا! فصنَعَ مِثلَ هذا"، أي: إنَّ فِعلِي كانَ بِمثلِ فِعلِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم واتِّباعًا لهُ في مِثلِ هذا الموقفِ.
وقيلَ: إنَّما لم يَنْهَ ابنُ عُمرَ نافعًا عن سَماعِ المزمارِ أو لم يَأمُرْه بوضْعِ إصبَعيهِ على أُذنيهِ كما فَعَل؛ لاحتِمالِ صِغرِه.
وفي الحديثِ: الزَّجرُ عَن العَزفِ على المزْمارِ، والابتعادِ عن سَماعِه( ).