الموسوعة الحديثية


- كانَ بينَ معاويةَ وبينَ الرُّومِ عَهدٌ فكانَ يسيرُ نحوَ بلادِهم حتَّى إذا انقَضى العَهدُ أغار عليهِم، فجاءَ رجلٌ على فرسٍ أو بِرذونٍ وَهوَ يقولُ: اللَّهُ أَكبرُ، اللَّهُ أَكبرُ وفاءٌ لا غدرَ، فنَظروا فإذا هو عمرو بنُ عبسةَ فسألَهُ معاويةُ عن ذلكَ، فقالَ مَن كانَ بينَهُ وبينَ قومٍ عَهدٌ فلا يحلُّن عهده ولا يشدُّنَّه حتَّى يمضيَ أمدُه أو ينبذَ إليْهم على سواءٍ قال فرجعَ معاويةُ بالنَّاسِ
الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 3908 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

من كان بينَه وبين قومٍ عهدٌ ، فلا يشدُّ عقدةً ولا يحلَّها ، حتَّى ينقضيَ أمدُها أو ينبذَ إليهم على سواءٍ
الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2759 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (2759) واللفظ له، والترمذي (1580)، وأحمد (17015).


جاءَ الإسلامُ بحِفْظِ العُهودِ والمَواثيقِ، واهتمَّ بالوفاءِ بالعُقودِ، وحثَّ المسلِمينَ على الالْتِزامِ بِها، وجَعَل نَقْضَها مِنَ الغَدرِ، ومِن إحْدَى صِفاتِ المُنافِقِين.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن كان بَينَه وبينَ قومٍ"، أي: مِن الكفَّارِ، "عهدٌ"، أي: عَقدٌ ومِيثاقٌ، "فلا يَشُدَّ عُقْدةً ولا يَحُلَّها"، وهذا كِنايةٌ عَن حِفْظِ العَهْدِ والميثاقِ وعَدَمِ التَّعرُّضِ له بَنقُضِه أو إخلافِه؛ فلا بدَّ مِن حِفظِ العهودِ والمواثيق، "حتَّى يَنقضِيَ أمَدُها"، أي: تَنقضِيَ مدَّةُ العَقدِ ويَصِلَ إلى غايَتِه ونِهايتِه، "أو يَنْبِذَ إليهم عَلى سَواءٍ"، أي: يُعْلِمَهم أنَّ الصُّلْحَ قد ارتَفَع وانتَقَض، وأنَّه يُريدُ أن يَغزُوَهم، فيَكونُ الفَريقانِ في العِلْمِ على سَواءٍ.