- لا حسدَ إلَّا في اثنتينِ رجلٌ آتاهُ اللَّهُ القرآنَ فهوَ يتلوهُ آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ فهوَ يقولُ لو أوتيتُ مثلَ ما أوتيَ هذا لفعلتُ كما فعلَ ورجلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فهوَ ينفقُهُ في حقِّهِ فهوَ يقولُ لو أوتيتُ مثلَ ما أوتيَ هذا لفعلتُ كما يفعلُ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 2/259 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
فمِنه: حَسَدٌ مذمومٌ محرَّم شرعًا، وهو أنْ يتمنَّى المرءُ زوالَ النِّعمة عن أخيه.
ومنه: حَسَدٌ محمودٌ مستحَبٌّ شرعًا، وهو أنْ يرَى نِعمةً دِينيَّةً عند غيرِه فيتمنَّاها لنفسِه من غيرِ تمنِّي زوالِها عن صاحبِها، وهو ما عَنَاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقولِه: «لا حَسَدَ إلا في اثنتَيْن»، أي: أنَّ الحسدَ تختلِف أنواعُه وأحكامُه بِحَسَبِ اختلافِ أنواعِه، ولا يكون محمودًا إلَّا في أمرَيْن؛ فالأول: «رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتْلُوه آناءَ الليلِ وآناءَ النَّهارِ»، أي: يَتْلُوه في ساعاتِ الليل والنهار، «فسَمِعه جارٌ له فقال: لَيْتني أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فعَمِلت مِثلَ ما يَعمل»، يعني: فرَتَّلْتُه وقرأتُه مِثل هذا الرجل، «ورجلٌ آتاه الله مالًا فهو يُهلِكه في الحقِّ»، أي: يُنْفِقه كلَّه في الطاعاتِ والبِرِّ، «فقال رجلٌ: لَيْتني أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فلانٌ، فعَمِلت مِثْلَ ما يَعمل».