الموسوعة الحديثية


- إن في الجنةِ جَنَّتَيْنِ من فِضَّةٍ آنيتُهما وما فيهِما، وجَنَّتَيْنِ من ذهبٍ آنيتُهما وما فيهِما وما بين القومِ وبين أن يَنْظُروا إلى ربِّهم إلا رِدَاءُ الكِبْرِياءِ على وجهِهِ في جنةِ عَدْنٍ
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2528 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

إنَّ في الجنَّةِ جنَّتينِ آنيتُهُما وما فِيهما من فضَّةٍ ، وجنَّتينِ آنيتُهُما وما فِيهما من ذَهَبٍ ، وما بينَ القومِ وبينَ أن يَنظُروا إلى ربِّهم إلَّا رداءُ الكبرياءِ على وجهِهِ في جنَّةِ عدنٍ
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2528 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَحرِصُ على تَرغيبِ النُّفوسِ فيما عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن النَّعيمِ، فكان صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَصِفُ لأصحابِه رَضِي اللهُ عَنهم الجنَّةَ، ويُبيِّنُ لهم نَعيمَها وأنهارَها وقُصورَها وأثاثَها وما فيها؛ وذلك حتَّى يُشجِّعَهم على الاجتِهادِ والتَّشْميرِ مِن أجلِ الفوزِ بها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ في الجنَّةِ"، أي: داخِلَ الجنَّةِ، "جنَّتَين"، أي: قَصْرَين أو بيتَينِ أو حَديقتَين "آنِيَتُهما"، والآنيةُ جَمعُ إناءٍ، وهو الوِعاءُ أو القِدْرُ، "وما فيهما"، أي: وما في الجنَّتَين مِن أثاثٍ ومتاعٍ، "مِن فضَّةٍ"، أي: مَصنوعٌ مِن فِضَّةٍ، "وجنَّتَين"، أي: إنَّ في الجنَّةِ أيضًا قَصرَين أو بيتَين أو حَديقتين، "آنيَتُهما وما فيهما مِن ذهَبٍ"، أي: كلُّ أوعِيَتِهما وأثاثِهما ومَتاعِهما مَصنوعٌ مِن الذَّهَبِ، "وما بينَ القومِ وبينَ أن يَنظُروا إلى ربِّهم إلَّا رِداءُ الكِبْرياءِ على وجهِه"، أي: وليس بينَ أهلِ الجنَّةِ وبين أنْ يَنظُروا إلى ربِّهم عزَّ وجلَّ إلَّا أن يَكشِفَ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم عن وَجْهِه، فيتَمتَّعوا بنَعيمٍ لم يرَوا مِثلَه قطُّ "في جنَّةِ عَدْنٍ"، أي: وذلك النَّعيمُ في جَنَّةِ عَدْنٍ، وقيل: عَدْنٌ هي قصَبةُ الجنَّةِ، وفَوقَها عرشُ الرَّحمنِ، وقيل: هي مَسكَنُ النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداءِ؛ واللهُ سبحانه وتعالى يُرى في الدَّارِ الآخِرَةِ حَقيقةً، كما ذَكَر ذلك في غيرِ ما آيةٍ، كقولِه عَزَّ وَجَلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22- 23]، وكما ذَكَر ذلك نبيُّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأعرَفُ الخلقِ به في غَيرِ ما حديثٍ، ورُؤيتُه سبحانه حقٌّ، وهو عَزَّ وَجَلَّ في عُلُوِّه، وليس كمِثلِه شَيءٌ وهو السَّميعُ البصيرُ.
وفي حَديثِ صُهَيبٍ في تَفسيرِ قولِه تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] بأنَّ الزِّيادةَ هي النَّظرُ إلى وجْهِه الكريمِ، وفيه ما يَدُلُّ على أنَّ المُرادَ برِداءِ الكبرياءِ هو الحِجابُ، والمؤمِنُ يُثبِتُ ما أثبتَه اللهُ تعالى لنَفسِه، مِن حِجابٍ، أو غيرِه، على المعنى اللَّائقِ به سبحانه وتعالى، فلا يُعطِّلَ، ولا يُشبِّهَ، ولا يَعلَمُ كيفيَّةَ ذلك إلَّا اللهُ سُبحانَه وتعالَى.
وفي الحَديثِ: بيانُ صِفةِ الجنَّةِ ونَعيمِها، والتَّرغيبُ فيها.
وفيه: بيانُ أنَّ رُؤيةَ اللهِ عزَّ وجلَّ هي أعظَمُ نَعيمِ الجنَّةِ.