الموسوعة الحديثية


- كانَ النَّبيذُ الَّذي يَشربُهُ عُمرُ بنُ الخطَّابِ قد خُلِّلَ
الراوي : عتبة بن فرقد السلمي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 5723 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الخَمرُ أُمُّ الخَبائثِ، وقد حرَّمها اللهُ تعالى في كِتابِه، وحذَّر مِنها عبادَه، إلَّا أنَّ بعضَ الأَشربَةِ لا يَستبينُ أَمرُها في حِلِّها وحُرمَتِها؛ فيَنبغي أنْ التوقُّفُ فيها حتَّى يُعلمَ هل تُؤدِّي إلى الإسكارِ وذَهابِ العَقلِ أم لا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عُتْبةُ بنُ فَرقَدٍ رَضِي اللهُ عَنه: "كان النَّبيذُ"، أي: نَقْعُ التَّمرِ والزَّبيبِ في الماءِ الَّذي كان مِن عادَةِ عمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنه أنْ يَشرَبَه؛ وفي هذا إشارةٌ إلى حِلِّه، "قد خُلِّلَ"، أي: تحوَّل إلى خَلٍّ لا أنَّه أَصبَح مُسكِرًا، وهو يَدلُّ علَى أنَّ النبيذَ الذي كان عُمرُ يَشرَبُه ويَكسِرُه بالماءِ كَانَ خلًّا، لا نَبيذًا مُسكِرًا.
وما ورَد تحريمُه فهو أنْ يُحوَّلَ الخمرُ إلى خَلٍّ، لا النَّبيذُ؛ فعن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِي اللهُ عَنه قال: "سُئل النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: أيُتَّخَذُ الخَمرُ خَلًّا؟ قال: لا"، وقيل: لأنَّها نَجِسةٌ في نَفسِها، وقيل: وإنَّما كُرِه مِن ذلك- واللهُ أعلَمُ- أنْ يكونَ المسلِمُ في بَيتِه خَمرٌ حتَّى يَصيرَ خَلًّا، وقد رَخَّص بعضُ أهلِ العِلمِ: في خَلِّ الخَمرِ إذا وُجِد قد صار خَلًّا وليس الَّذي يُنتظَرُ تَحويلُه .