الموسوعة الحديثية


- عَن أنسِ بنِ مالِكٍ ، قالَ : قدِمنا خيبرَ ، فلمَّا فتحَ اللَّهُ تعالى الحِصنَ ، ذُكِرَ لَهُ جمالُ صفيَّةَ بنتِ حييٍّ ، وقد قُتِلَ زوجُها ، وَكانت عَروسًا ، فاصطفاها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لنَفسِهِ ، فخرجَ بِها حتَّى بلَغنا سدَّ الصَّهباءِ حلَّت فبَنى بِها
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 2995 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
زوجاتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهنَّ مكانةٌ خاصَّةٌ في الإسلامِ وعند المسلمينَ؛ فهُنَّ الطَّيِّباتُ الطَّاهراتُ المُطهَّراتُ، أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الدُّنيا والآخِرةِ، ومِنْهُنَّ: صفيَّةُ الَّتي اصْطَفاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنَفْسِه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أَنَسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه: "قَدِمْنا خيبرَ"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه ليَغْزوها، وخَيْبرُ: قريةٌ تَبْعُدُ عن المدينةِ 165 ميلًا (أي: 264كم) على طَريقِ الشَّامِ، فلمَّا فَتَحَ اللهُ تعالى "الحِصْنَ"، أي: حِصْنَ خَيْبرَ ومنها حِصْنُ القَموصِ، وهو حِصْنُ بني أَبِي الحُقَيقِ، وكانَتْ فِيه صَفِيَّةُ بِنتُ حُيَيٍّ وسُبِيتْ وهِي فيهِ، "ذُكِرَ لَهُ"، أي: للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "جمالُ صفيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ"، أي: بما تَمتازُ بِه، "وقد قُتِلَ زَوْجُها"، وكانت تَحْتَ سَلَامِ بنِ مِشْكَمٍ القُرَظِيِّ، ثُمَّ فارَقَها، فتزوَّجَها كِنانةُ بنُ الرَّبيعِ بنِ أَبِي الحُقَيقِ النَّضَريُّ، فقُتِلَ عنها يومَ خيبرَ، "وكانت عَروسًا"، أي: مُتزوِّجةً مِن عَهْدٍ قريبٍ، "فاصْطَفاها"، أي: اخْتَارها، "رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنَفسِه"، والصَّفِيُّ: ما يَختارُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الغنيمةِ قَبْلَ تَقسيمِها، "فخَرَج بها حتَّى بَلَغْنا"، أي: وَصَلْنا، "سَدَّ الصَّهباءِ"، وهو مَوضِعٌ بين المدينةِ وخيبرَ، "حَلَّتْ"، أي: طَهُرَتْ مِن الحيضِ، "فبَنى بِها"، أي: تَزوَّجها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وجَعَلَ عِتْقَها صَداقَها.